أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة عبد الحميد - -الشوق-.. تحيا السينما الواقعية رغم سوداوية الأحداث














المزيد.....

-الشوق-.. تحيا السينما الواقعية رغم سوداوية الأحداث


سلامة عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


منذ المشهد الأول لفيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر تشعر باليأس بسبب حالة من السوداوية الواضحة في طرح قضايا لاشك في أنها سوداء بالفعل حتى أن الفيلم ينتهي دون بارقة أمل واحدة في امكانية تغير الواقع إلى الأفضل.
رغم تلك الحالة المظلمة للواقع المطروح بخشونة تناسب أسلوب حياة الشخصيات في الفيلم إلا أنه قدم ما يمكن أن نعتبره إعادة طرح للسينما الواقعية في سوق الإنتاج المصري والتي تلاشت تقريبا أمام طوفان السينما التافهة تحت دعوى أنها اعمال تجارية و"الجمهور عاوز كده"، اللهم إلا من قلة محدودة من الأفلام بينها فيلمي خالد يوسف "حين ميسرة" و"دكان شحاتة" وفيلم مجدي أحمد علي "عصافير النيل".
يستحق فيلم "الشوق" أن يمثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي وربما كان التمثيل المشرف الأبرز منذ سنوات لسينما عمرها تجاوز المائة عام وسط حالة من استجداء المنتجين سنويا لمنح المهرجان الكبير فيلما حتى لا تظهر مسابقته الرسمية بدون فيلم للبلد المضيف.
في "الشوق" الذي تمتد أحداثه على مدار 130 دقيقة تم تصوير معظمها في منطقة "اللبان" الشعبية في الأسكندرية، تدور الأحداث حول عائلة مكونة من أب وأم وفتاتان وطفل يعيشون في حارة فقيرة ليكشف الكثير من مساوئ الفقر الذي يؤدي إلى تدمير الأسرة بالكامل بدءا من موت الطفل بسبب عدم القدرة على علاجه ثم تحول الأم إلى متسولة قبل أن تتحول الفتاتان إلى عاهرتين.
ويقدم الفيلم صورة بانورامية لمجموعة من العائلات الفقيرة في الحارة الشعبية التي يتسبب الفقر أيضا في تفتتها جميعا بينما تعد العائلة الرئيسية نموذجا للمصير المظلم الذي يواجهه الملايين من المصريين في ظل عدم تطبيق أنظمة إجتماعية بينها التأمين الصحي ودعم البطالة والتعليم الإلزامي.
لا يعمد الفيلم أبدا إلى الحديث في السياسة حتى أنه لا تظهر فيه ولو مرة واحدة شخصية ضابط شرطة أو رجل أعمال ثري، لكن لا يمكن أبدا تجاهل الدور السياسي في تفشي الفقر في المجتمع الذي يعاني تجاهلا حكوميا واضحا في الفيلم بدءا من تدني الأجور وانعدام فرص العمل والخدمات الصحية الرديئة التي تتسبب في وفاة البشر وغيرها من القضايا التي يغرق الفيلم في طرحها من خلال أحداث يغلب على تصويرها المشاهد الخارجية والأماكن المظلمة التي يظهر فيها مدى الفقر الذي يعيشه الملايين في مصر.
ربما تكره الفيلم كثيرا بسبب الحالة النفسية التي يتسبب لك فيها والتي تسببت في حالة من الكأبة العامة التي غطت وجوه كل من شاهدوه في عرضه الأول، لكنك لا تملك إلا أن تصفق لصناعه الذين قدموا حالة سينمائية متميزة لقضايا شديدة الخصوصية تعتمد بالأساس على طبيعة البشر المتطلعة للأفضل في ظل ظروف حياتية لا تدعم تلك التطلعات.
خالد الحجر مفاجأة الفيلم الأولى، فهو مخرج اعتاد تقديم أعمال خفيفة تضم الاستعراض والكوميديا في اطار اجتماعي لا يخلو من المشاعر الرومانسية مثلما كان الحال في "حب البنات" و"قبلات مسروقة" وحتى في "مفيش غير كده"، لكنه في "الشوق" يقدم فيلما مختلفا تماما عن كل ما قدمه سابقا في اطار استعراض قدراته كمخرج محترف قادر على تقديم كل الألوان، وإن كان الفيلم شهد بعضا من الرتابة في بعض الأوقات لكنها كانت رتابة محتملة تليق بموضوع "ثقيل الظل" يحتاج مشاهدا صبورا.
سوسن بدر تثبت مجددا أنها فنانة الأدوار الصعبة وتتحدى نفسها في شخصية "أم شوق" تلك السيدة المتسلطة التي تملك كل مفاتيح تحريك شخصيات الحارة من خلال ذكاءها الواضح وقدرتها على الإقناع الذي تستغل فيه خبرتها في قراءة الفنجان ومعرفة الجميع بأنها "ملبوسة بعفريت"، وربما كانت مشاهد قراءة الفنجان وتلبس العفريت بها من أفضل المشاهد في الفيلم على الإطلاق.
روبي لم تكن الشخصية المحورية في الفيلم رغم أن الجميع توقع لها هذا بعد دورها المتميز في فيلمها السابق "الوعد" وربما كان بناء شخصية "شوق" التي قدمتها أضعف كثيرا من المتوقع، خاصة لو تمت مقارنتها بشخصية شقيقتها في الفيلم "عواطف" التي قدمتها شقيقتها في الواقع "ميريهان" والتي كانت أكثر قوة وإجادة في دورها رغم أنها تقدم تجربتها الأولى في عالم التمثيل.
أحمد عزمي ومحمد رمضان قدما شخصيات مشابهة لما قدماه سابقا ولم يتح لهما الفيلم استعراض قدراتهما التمثيلية، وإن كان بدا واضحا ترهل بنية الأول وضرورة مراعاته لبنيانه الجسمي، وتمرس الثاني في الظهور أمام الكاميرا بشكل أفضل مما كان عليه في أدوار سابقة.



#سلامة_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة عبد الحميد - -الشوق-.. تحيا السينما الواقعية رغم سوداوية الأحداث