أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السعودية















المزيد.....

الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السعودية


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 965 - 2004 / 9 / 23 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بدون مقدّمات، ظهرت صحفنا المحلية "المحايدة والداعمة" للوحدة الوطنية لتعطي مجالاً للشيعة لينالوا من أمريكا ويكيلوا لها التهم بدعمها إسرائيل واحتلالها لأفغانستان وموضوع العنف في العراق، ونسوا الموضوع الأهم، وهو أن ما احتواه التقرير حقائق لا تخفى على صاحب عقل، وهي الأجدر بالنقاش.
لم أستغرب الحملة الحكومية السعودية ضد التقرير، حيث وصفته بالكذب وأن الهدف منه سياسي بحت. كذلك لم أستغرب أن ينهض بعض مثقّفينا ومشايخنا الذين له تواصل مع الجهات الحكومية من أن يتّهموا أمريكا بالبحث عن مصالحها، وإن أمريكا لم يكن على أجندتها حقوق الشعوب والأقليات، وهي تستغل ذلك للحصول على تنازلات سياسية، اقتصادية أو عسكرية. هذا ليس بالمستغرب، فالحكومة السعودية تفعل الشيء نفسه. الحكومة السعودية تدفع الملايين من الدولارات لعمل حملات إعلانية في الصحافة والتلفزيونات الأمريكية تتحدث فيها عن الصداقة القديمة بينها وبين أمريكا، والمصلحة المشتركة مع أمريكا. كذلك تدفع الملايين من الدولارات لشراء الذمم وعمل "لوبي" في أمريكا من رجال السياسة في واشنطن ليدافعوا عن السعودية. هل نسينا سحب الدخان في منطقة القطيف وهي أمامنا كل يوم؟ هي أيضاً سياسة المصالح، فالحكومة السعودية تنتج أكثر من 10.5 مليون برميل يومياً لينخفض سعر النفط إرضاءً لأمريكا ضاربةً مصالحنا نحن الشيعة والسنّة سكان المنطقة عرض الحائط، فالغمائم السود التي تجلب المرض لا تعني شيئاً إذا ما رضيت أمريكا عن الحكومة السعودية. كذلك الحكومة السعودية لها علاقات الآن مع روسيا، وروسيا هي الاتحاد السوفيتي "الشيوعي" سابقاً، فهل تغّيرت روسيا وأصبحت بين يوم وليلة دولة "مسلمة" لتتعامل معها السعودية؟ أم هي المصالح؟ ولا ننسى العلاقة السعودية الإيرانية "المجوسية سابقاً أيام الحرب العراقية الإيرانية"، فهل أصبحت إيران دولة من أتباع "السلف الصالح" لتقوم علاقة بينها وبين السعودية؟ إذاً هي المصالح أولاً وثانياً وعاشراً.
إذا ما بحثت أمريكا عن مصلحتها، فهذا ليس عيباً في أمريكا، الدول تبحث عن مصالحها دوماً، ومصالح هذه الدول الديمقراطية تتماشى مع مصالح شعوبها في أغلب الأحيان. البعض يسمّي أمريكا بأنها "الشيطان الأكبر"، وهي "العدو الأول"، إذا لماذا يلومون أمريكا في الدفاع عن مصالحها؟ وهل الحكومة السعودية تهتم بمصالحنا نحن الشيعة أو بمصلحة الوطن أصلا؟ الحكومة السعودية قمعت الشيعة في انتفاضة المحرم وقتلت العشرات وجرحت المئات واعتقلت الآلاف، وقطعت الهاتف وحجبت المعلومات عن العالم كله. الحكومة السعودية تبحث عن مصالحها فهي تريد أن تبقى في السلطة إلى أطول مدة ممكنة. فبعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 م الإرهابية وتفجيرات الرياض الأخيرة، بدأت الحكومة السعودية بالتحدث عن التسامح واحترام الآخر وأن الشيعة هم مواطنون. فهل تحرك الحكومة السعودية في هذا الاتجاه هو "هداية من الله" أم من باب المصالح؟ وهل يحتاج الشيعة لمن يقول لهم بأنهم مواطنون؟ وماذا بعد تلك الشعارات، هل توقّفت الحكومة السعودية عن التمييز ضد الشيعة؟ وإن قلّت المصطلحات التكفيرية للشيعة في المادة الإعلامية الحكومية؛ لكن لو رجعنا للوراء قليلاً خلال الحرب العراقية الإيرانية لرأينا كيف كانت الآلة الإعلامية الحكومية والصحف المحلية تنال من الشيعة، والكتب الطائفية المدرسية بها الكثير من تلك المواد التكفيرية والتحريضية ضد الشيعة.
إذاً موضوع المصالح لا ينطبق فقط على أمريكا، وكل دولة وجماعة لا تُلام لبحثها عن مصالحها. نحن أيضاً لنا مصالحنا، فهل نُلام لأننا نبحث عن مصالحنا؟ وهل أصبحنا خونة لأن تقرير أمريكي ينتقد الحكومة السعودية لانتهاكها حقوق الشيعة وحقوق الأجانب وحقوق الإنسان عامةً، بغض النظر عن الهدف من إصداره؟ وهل يجعلنا وطنيين إذا ما مدحت أمريكا السعودية؟ وهل من مصلحة الشيعة أن ينتقدوا أمريكا وهي الدولة العظمى التي لها تأثير على كل ما يحدث في العالم؟ أليس من المناسب أن لا ننساق وراء الهدف من التقرير وخلف موضوع فلسطين والعراق وأفغانستان، وننساق خلف مصالحنا حتى يتحقق ولو جزء بسيط منها؟ هل من مصلحة الشيعة أن يُعادوا أي توجه أمريكي لهم مصلحة فيه، فقط لأننا نقرأ "النيات" الباطلة الأمريكية؟ وهل نحن الشيعة ملائكة نتحدث عن عالم يعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة أو في الجنة؟ نحن جميعاً بشر وتربطنا المصالح قبل كل شيء وهذا هو عين الحقيقة. طالما أن الرابط الرئيسي بين دول العالم هو المصلحة، فماذا يضّرنا أن يظهر تقرير عالمي يبيّن الظلم الواقع علينا كأقلية في السعودية، ونحن من سعى لسنوات ماضية لنشر هذه المعاناة؟ هل نرفض التقرير لأنه كذب أم لأن مصدر التقرير هو أمريكا؟
التقرير الأمريكي قالها صراحةً بعدم وجود أي نوع من الحريات الدينية في السعودية، وهذا واقع لا يختلف عليه أكثرنا، وما ربط ما يحدث في دول أخرى وانتقاد أمريكا نفسها بشأن الحريّات الدينية إلاّ محاولة للالتفاف وتغير دفّة الموضوع من غياب الحريات الدينية في السعودية إلى أمريكا نفسها؛ وكما قيل أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم. فالهجوم على أمريكا وإسرائيل والعلاقة الإستراتيجية بينهما، وموضوع فلسطين والعراق، كل ذلك أصبح لعبة الحكومات العربية، والعدوى وصلت للكتّاب والمثقفين، وهاهي وصلت لنا نحن الشيعة، وكأن تحرير فلسطين له الأولوية على مصالحنا فيجب أن تتحرّر فلسطين أولاً ولا ضير أن نموت إلى أن يتحقق "الهدف الأسمى". للعلم فقط، عيد الفطر وعيد الأضحى هما إجازتان رسميتان في العديد من المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يريد التأكد، فليتفضل هنا. أمّا إسرائيل، ونحن نعلم ما يواجهه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتدمير، لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن الأعياد المعترف بها في إسرائيل تضمن عيد الفطر والأضحى وكذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في الوقت الذي تتهم الحكومة السعودية من يحتفل بمولد النبي بأنهم مبتدعة مخالفةً بذلك جميع المسلمين. ولو نظرنا أيضاً لوضع الفلسطينيين أصحاب الجنسية الإسرائيلية، أي الذين يعيشون في إسرائيل كمواطنين، فوضعهم أفضل من وضع الفلسطينيين تحت حكم اللصوص في السلطة الفلسطينية، وحريّاتهم أفضل من حريّات كل الشعوب العربية تحت حكوماتهم "العربية المسلمة الأصيلة".
أحد التعليقات في شبكة راصد يقول "ونقول لأمريكا مسلم دكتاتور أفضل من كافر ظالم"؛ يبدو أن الأخ لم يفهم كلمة ديكتاتور وهي رديفة للظلم وأكثر، فهي تعني الحكم المطلق للفرد الذي لا يحدّه قانون، مثل الملك فهد، ملك الأردن، حسني مبارك، القذّافي، وبقية الحكّام العرب. ذكّرني ما قاله الأخ بما نقله بعض الكتّاب عن "مثقّف عربي" آخر حين قال: بأن الحاكم العربي المستبد المجرم أفضل من الحاكم الكافر العادل. هذه هي عقلية الكثير من العرب، نفاق مخلوط بتطرف وعصبية وجهل.
إن اختلاف الرأي حول تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، والجزء الخاص بالشيعة، هو اختلاف صحّي، بيد أن ما يحدث هو أشبه بحملة حكومية سعودية وقودها الشيعة تنتقد التقرير الأمريكي. لو كان التقرير يشيد بالسياسة السعودية لقرأت استغلال الحكومة السعودية لهذا التقرير ولشنّت حملة إعلامية كبيرة في أمريكا لتبييض الوجه. لو كان التقرير يشيد بالحكومة السعودية لفهمنا دافع الكثير من الشيعة في انتقاد التقرير الأمريكي، فنحن على الأرض ونرى كل الانتهاكات وتغاضي العالم عمّا يقع علينا من ظلم وتهميش، لكن والتقرير يعكس وضعنا وبشفافية ليست بالقليلة، فهذا مربط الفرس.
هل نسينا وقفة الشيعة مع الحكومة السعودية أثناء احتلال الكويت وتحريرها عام 1990 م في الوقت الذي وقف التيار السلفي مناهضاً للحكومة؟ هل تغيّرت نظرة الحكومة للشيعة؟ هل تغيّرت سياسة التمييز الطائفي ضدّ الشيعة؟ سياسة الحكومة تتغيّر بتغير الظروف المحيطة، فتلين حين تكون هناك ضغوط خارجية عليها، لكن ما أن تتغير الظروف إلاّ وتعود إلى سياستها القمعية، وقرار معاقبة الموظفين الذين ينتقدون الحكومة الذي صدر من مجلس الوزراء مثال واضح أمامنا. إذا ما نظرنا لوضعنا كأقلية، ونظرنا إلى مصالحنا، فليس من مصلحة الشيعة الغياب عن السياسة الدولية، وهذا يعني عمل اتصالات وصداقات مع العديد من الحكومات الغربية، لا أن نضع بيضنا كلّه في سلّة واحدة، سلّة المهملات الحكومية السعودية.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة في السعودية يطالبون بحقوقهم كاملةً غير منقوصة
- ملخّص تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في ا ...
- رد على شيخنا الصفّار حول تقرير وزارة الخارجية الأمريكية
- الخصوصية السعودية: استبداد ودعوة صريحة للعنف
- ثلاث سنوات على تفجيرات سبتمبر: مازال الإرهاب مستمراً
- إلى المتميّزين من الشيعة في السعودية: موتوا كمداً
- مشايخ الإرهاب والإرهابيون: سياسة فن الممكن
- السلام على المذبوحين في العرق
- لا تخذلوا الشعب العراقي ولا العراق
- التسامح واحترام الآخر: لا يشمل المواطنون الشيعة
- لنا الكوارث ولهم الخيرات
- الحكومة والوطن والمواطن: رأيٌ آخر
- أين مصلحة الوطن العليا؟
- مهزلة القضاء السعودي: إذا بُليتم فاستتروا
- قبول الطالبات الشيعيات في الكليات الصحية: الخطوة التالية الم ...
- قناة الجزيرة: لماذا في بغداد وليس دارفور؟
- القيد للمجرمين والحرية لأستاذنا الدميني
- شهيد الواجب في الرياض، وقتيلٌ في بغداد !!
- السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم
- الإصلاح في السعودية: لا تتفاءلوا - - تُحبَطوا!!


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السعودية