|
حزب الحمير الكردستاني .. كوميديا حزبية ساخرة
سامان نديم الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 17:05
المحور:
كتابات ساخرة
( السلام ، العمل ، ركوب الحيوان ) ، شعار حمله حزب الحمير الكردستاني وسط زحام قطار الأحزاب والحركات العراقية اليوم ليجرب رحلته على سكة السياسة في العراق الجديد بحلة تمتزج فيه الكوميديا واللامعقولية إلى حد ما مع تصميم مدروس وجرأة موقف من جهة أخرى بقيادة مؤسسه وأمينه العام عفلق الحمير أو الحمار الكبير الستيني عمر كلول كما يسمونه أعضاء حزبه والذي اتخذ مؤخرا من أرقى فنادق السليمانية مقرا له رغم استجدائه الإمدادات وطلب تخصيص ميزانية لحزبه من حكومة الإقليم ودعم إذاعته لإطلاق صوت النهيق مؤكدا عزمه على النهيق (الشكوى) باستمرار قبل استخدام الرفسات ( الانتقادات ) في حال استحالة ذلك متوسما من رجالات البيت الأبيض التأثير والدعم المعنوي له متخذا من شعار الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا وسيلة للرد على الانتقادات الموجه له بين الفينة والأخرى الذي يأخذ الحمار مساحة كافية في علم الحزب وجدير بالذكر أن بدايات اقتران رمز الحـمار بالحزب الديمقراطي يعود إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي بدأ عام 1828م، حيث ربط معارضي الديموقراطين مابين المرشح الديمقراطي أندرو جاكسون في حينها ورمز"الحـمار"خاصة من خلال الرسم الكاريكاتيري السياسي بعنوان "بلعام الجديد والحـمار" والذي يصور جاكسون يركب ويوجه حـمارا (كناية عن الحزب الديمقراطي ) ونشر هذا الرسم عام 1837م ، ثم أحيا هذا الرمز مجدداً رسام الكاريكاتير السياسي "توماس ناست" عام 1870م في طبعة "هاربر" الأسبوعية ، التي جاء فيها رسومات لـ" ناست" تمثل الحزب الديموقراطي بصورة حـمار، ومن هنا يمكن القول بأن "توماس ناست" أصبح أكثر الناس تأثيراً في الرموز الثقافية السياسية الأمريكية، فهو المصمم والرسام (للحمار والفيل) الذي تم تقليد علم اكبر حزبين في الولايات المتحدة الأمريكية بهما، وبالنسبة لمؤيدي هذا الرمز، فهم يروا إن أوجه التشابه بين الحزب الديمقراطي والحـمار هي: العناد، الشرود، الرؤية الواحدة، وامتلاك إرادة التغيير عند الرغبة بذلك ، كما أن لحزب عمر كلول الحميري حلمه في الفوز والكسب خطوة تلوى أخرى تدرجا بالوصول إلى أعلى الدرجات وتشكيل حكومة حميرية أفرادها وزراء ( جحوش وحمير ) ووزيرات (أنات) لقيادة المجتمع العراقي والعمل السياسي فيه وعندما سال أمينها العام عن الأيدلوجية التي انطلق منها لتبني الفكر والتسمية معا أجاب " بأن الحمير من أكثر الحيوانات عملا وظلما غير أنه يكتفي بالنظر ألينا بصمته المدوي وتنفيذ أوامرنا دون أن نشكره يوما أو نرد له الجميل مضيفا أن الحمير لا تتقاتل بينها كما نتقاتل نحن بني البشر" في إشارة إلى الاقتتال في العراق وترهل مشروع مجهولين الهوية منذ 2003 ، الحزب المذكور ناضل كما يدعى أنصاره من اجل الحصول على إجازة العمل السياسي من حكومة إدارة السليمانية قبل أكثر من خمس سنوات مطالبا إياهم أن لا يكون اسم الحزب عائقا أمام عدم دعمه بزعم إننا مدينون للحمار طوال نضالنا المسلح في الجبال ، رغم غياب نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي إلى هذه اللحظة إلا أن تداعياته قائمة بسلوك حزبي دعوي ممتزج بالفكاهة حينا ومتمسكا بمبدأ أن الحمار خدم الجميع دون أن ننظر إليه بعين الرحمة آو نرفع من سعره المتدني آو نترك نعت احد ما به لمن هو خارج حدود العقل والمنطق تصرفا في مجتمع ملئ بالاختراقات وتجاوز الحدود الأدبية ومعايير المعاملة ، إلا أن القول يبقى أن حزبا كهذه هو مشروع ينتقص إلى المفاهيم الحزبية والأدبية كله و يحد من قيمة الإنسان بقوة الذي ذكره القران الكريم في صورة جميلة ( إن الله خلقكم فأحسن صوركم ) ويتغلب عليه الفكاهة والنقد والسخرية في الشارعين العراقي والكردستاني على تسمية باتت غريبة نوعا ما على مجتمع شرقي تسود فيه الروح العشائرية والقبلية إلى يومنا هذا وللقيم والاحترام معيارا لا تتحمل كلمة أنت حمار عند الانتماء إلى هكذا جمعية أو حزب على أن ترفس رفسة جيدة كشرط أساسي لامتحان كفائتك في كسب العضوية ، مع ذهاب بعض منظري الحزب إلى أن الحمير له الفضل على الأنبياء حينما حمل سيدنا عيسى من جبل الطور إلى المقدس وان المقوقس حاكم مصر أهدى لنبينا عليه الصلاة والسلام حمارا ، مذكرا إياهم بقوله تعالى ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها )، كما إن ما أعطى التسمية قوة وشمولية أكثر هو الإرث التاريخي لنادي الحمير الذي تأسس في أواسط القرن الماضي على يد الفرنسي فرانسو بيل حيث نال أعضاء النادي درجة كبيرة من الاهتمام ولاسم النادي كان الفضل الكبير على جذب الأنظار لهم وجعلتهم في مراكز مرموقة في المجتمع ولهم ثقلهم السياسي على غرار نادي الحمير الذي أسسه رائد المسرح المصري وابرز مخرجيه الفنان زكي طليمات عندما دعى في ثلاثينيات القرن العشرين إلى تأسيس جمعية الحمير لإنقاذ المسرح المصري من المحاربة الملكية والانكليزية منطلقا من التحمل الكبير للحمار شعارا لتحدي القصر الملكي والاحتلال الانكليزي للوقوف أمام المشاريع التي كانت تحاول تشويب المسرح المصري ، إلا أن نادي الحمير حينها تتوج بكبار وعمالقة الرواة والفنانين والمسرحيين كعباس محمود العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم واحمد رجب والسيد بدير رغم تحولها إلى جمعية خيرية لدعم الفقراء عند انتهاء مهمتها وانيطت إدارتها إلى الفنانة نادية لطفي وتم تنصيبها كرئيسا فخريا ، بعد كل ما تم عرضه ثمة أسئلة تبقى باحثة عن الإجابة عن الجهة المخفية التي تروج لهكذا تسمية لتحجز لنفسها مكانا في العمل السياسي وخاصة وأنها أكسبت نفسها شهرة لغرابة اسمها وهل ستبقي على نشيدها الوطني ( النهيق ) كما زعموا ذلك ، وهل يتم إعادة النظر في إجازته السياسية من قبل البرلمان الكردستاني وفيما لو فاز الحزب بمقاعد برلمانية أو غير ذلك ، هل سيحقق مسؤولوا الحزب احد أركان شعارهم وهو ركوب الحيوان وسط سباق الموديلات من افخر واحدث السيارات الحديثة اليوم وما شعور من ينتمي إلى حزب يدرك أنه قد تحول إلى حمار فكرا وسلوكا .. بالفعل تجربة عقيمة واستهانة مصطنعة ومدفوعة الثمن لا سيما وأنها تستهدف تمدن وحداثة المجتمع الكردستاني التي ولدت من مخاضها قادة كأمثال البطل صلاح الدين الأيوبي وكثير من رجالات الفكر والتحرر والقيادة ويجب أن لا ننسى قول الفاروق حينما قال "بأننا قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .. صدقت يا أبا حفص عمر رضي الله عنك ". المهندس والكاتب : عقيل أكرم نديم (سامان نديم الداوودي).
المصادر:
* منتديات الواحة المصرية بتاريخ 27/11/ 2010 – صفحة الانترنيت * لقاء مع الامين العام نشر في موقع مجلة روديم في 10/8/2010 على صفحة الانترنيت * ازاد محمد .. خبر منشور في موقع اذاعة العراق الحر في 26/9/2010 – صفحة الانترنيت * لقاء تلفزيزني مع أمين عام الحزب عمر كلول على قناة الفيحاء الفضائية
#سامان_نديم_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحات مؤلمة من تاريخ الكورد في ايران
-
نظرة سريعة عن موقف الأحزاب السياسية من القضية الكوردية 1958-
...
-
العرف الايزيدي .. اسطورة ام حقيقة ؟؟ .
-
من رواد الشعر الكوردي الكلاسيكي 00 الشاعر الكبير احمد الخاني
-
الحرية للمناضل عبدالله اوجلان اسير المؤمرات العالمية وسجين ط
...
-
ما الجدوى من أن نأتي بعلماء الطرفين إلى مكة
-
الكونجرس الامريكي .. باختصار
-
هل التعددية الحزبية .. عامل في بناء الفدرالية ؟
-
صدام حسين بين حبل المشنقة و أنظار محبيه
-
ايران والخليج الفارسي
-
برويز مشرف وصدام حسين وجهان لعملة واحدة
-
الحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي ) ، قد تلقى نصيبه من د
...
-
الفدرالية والكونفدرالية
-
من هو صدام حسين
المزيد.....
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|