|
أنا و الحب ( فيلو ) و صوفيا ( الحكمة )ا
مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب
(Merouane Elmaazouzi)
الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 15:18
المحور:
كتابات ساخرة
م..م..مروان...مروان... !!! هيه..إنها هي..تناديني..لكن..أنا لا أريد محادثها.. أووف..عذرا.. لقد نسيت أن أقدمها: إنها أول فتاة تعرفت عليها في قسمي لهاته السنة في الجامعة..يعجبني أن أناديها ب " الطفلة " لأنه كما يبدو وقع خطأ طبيعي ما في جيناتها فلم تكبر بعد.! أووه..إنها تناديني..لكن..ماذا تريد مني.. - مروان..لقد كنت اليوم في المنزل بينما تذكرت أول يوم التقينا فيه ! تبا لهاته الغبية..لن يفارقها الغباء أبدا..تضيع وقتي الثمين لكي تقول لي شيئا غير مهم في غير محله في وقت غير مناسب! لكني ما لبثت قنعت وجهي بقناع الابتسامة كعادتي وقلت لها : - جيد..كان حقا يوما لا ينسى ! و صمتنا معا لم أشعر بنفسي حتى وجدتني أتذكر ذلك اليوم.. ..ذلك اليوم حيث كنت جالسا فيه في القسم مرتاحا ملقيا بيدي اليمنى على الكرسي المجاور و اليسرى على الكرسي الآخر.. ..تذكرت تلك اللحظة التي أحسست فيها بشئ دافئ و رطب يجلس على يدي اليمنى دون أخذ الإذن بذلك. لكن صراحة..لا حرج في ذلك..طالما أنني أنا أيضا لم أكن أرغب بأن أطالبها بالنهوض..ذلك لأنني أحسست بأن يدي في مكان آمن غير معهود..أحسست أنه لا الإنس و لا الجن - و لو اجتمعوا - باستطاعتهم القيام بمكروه ما في يدي.. كانت تنظر إلي بابتسامة مغرية..و أنا كنت أنظر إليها بابتسامة حائرة..فقد كنت افكر في خاتم يدي الغالي الذي يمكن لأصبعي اللعين أن يسبح به سهوا داخل ظلمات تلك الجنة الخلفية..بلا عودة.!! لقد كنت آنئذ فتى طائشا..فكنت أجلس و أتغذى من اي مائدة شهية عرضت إلي..أقصد مائدة الفتيات طبعا ! نعم..لقد أحسست هذا الإحساس في اللحظة التي رأيت فيها وجهها الطفولي البريء; لعنت الأيام التي قضيتها مع بنات القسم المحرومات من الحنان و من كل شئ على شكل البنان ! فكرت ثم فكرت و أعدت الكر و الفر..لكنني كفرت بما فكرت به. فكرت أن أثيرها نحوي كباقي الفتيات..فكرت في أن أجعلها تعيش في عالم الحب و الأحلام و الأوهام و الأفلام...لكنني توقفت عن هذا التفكير. لا أعرف لماذا..شئ ما وقع لي..طبعا ليس الحب بل شئ آخر تماما..لأنني إن أحببتها فالرحمة عليها و الباقي في حياتها..فأنا في الحب مختلف تماما..فأنا عنيف في الحب..بل قل إنني أكره من أحبه ..فمن شدة الحب أكره..نعم نعم..كم في هاته الكلمة من تناقض لكن هاته طبيعتي المجنونة ! و بينما أنا كنت على هذا الحال و المنوال و التجوال..سمعت فتاة من الخلف تناديها : - جميلة...جميلة !! فقلت لها رغم أنني لم أكن أعرفها: - أنت قبيحة و اسمك جميلة.. يا للمفارقة !! لكنها لم ترد بشئ و كأنها لم تسمعني.. فأردفت قائلا : - و تلك التي نادت عليك عاهرة ( أعرفها جيدا ) و اسمها : شريفة !! فلم تعر لكلامي سمعا مرة أخرى..لكن بعد لحظة قالت : - اسمي صوفيا ( يعني حكيمة ) و ليس جميلة ! فقلت : - يا للمفارقة..اسمك صوفيا أي حكيمة لكن يبدو أنك غبية فحدقت إلي بنظرة طويلة و كأنها تحاول اكتشاف أعماق ملامحي..و بعد أن قرأت اسمي على ظهر كتابي المفتوح قالت : - و أنت اسمك مروان و ...و سكتت فضكت ضحكة انتصار مثل ضحكة الكفار العرب في الأفلام التاريخية و قلت لها : - لا تعرفين معنى اسمي لذلك صمتت..هل تعلمين ما السبب يا سيدتي ? لأنني لم أكذب قط..فأنت غبية حقا ! إنه ليس الإسم - يا عزيزتي - من يعطي الإنسان قيمة..بل الإنسان من يعطي لإسمه قيمة..حتى ولو كان اسمه اسم عضو تناسلي !
لم أكن اشعر بالكلمات أو اللكمات التي كنت أقولها..فقد كانت تنساب مني طليقة حرة كطائر هرب من قفصه..رغن أنني كنت أحس بعكس ما اقوله..نعم كنت أتكلم معها بعكس ما كنت أشعر به اتجاهها !! .. و فجأة قالت : - يبدو لي أنك شخص جاحد بكل شئ حتى بالجمال نفسه..ألا تعلم أيها المغرور أن أي شاب هنا يتمنى ولو نظرة لطيفة مني أو حتى لحظة يسمع فيها صوتي? فقلت : -عفوك يا أفروديت فاتنة الرجال..أنا لا أعرف أن اي شاب يريدك..و ها قد شهد شاهد من اهلها..إذن فأنت أمنية كل احد..و من يكون هدف كل أحد..لن يكون قريبا منه أحد! و بعد أن بلعت ريقها قالت : - يبدو أن برجك الأسد..فأنت عندما تتكلم تتكلم و كأنك ملك الغابة ? فقلت : - صدق كلامي و كذب غباؤك..لست أسدا بل عقربا غامضا..لكن هل أنت أيضا تؤمنين بكلام المنجمين ? و من أي برج أنت ? قالت و قد زال توترها : -أنا العذراء قلت مقترحا : - إذن لم لا ننهي كلامنا الممل هذا بنهاية حلوة فنخرج من هنا إلى نزهة رائعة معا..فأغير برجك من العذراء إلى الحمل !! قالت : - موافقة..لكن بشرط..أن لا تقترب مني..فيدي المسالمتين لا تودان أن تلمسا يديك العنيفتين ! فقلت منهيا الحديث : - إن يدي لا تريدان ملامستك..أستطيع ملامستك بيدي العظمى غير هاتين اليدين لكنني لا أريد..انظري..إن الأستاذ يراقبنا..و أنا قد نسيت يدي عندك..أرجوك أن تعطيني يدي قبل أن تسرقها مني مؤخرتك فأرجع لحالي بدون يد ?!! ربما الإحساس بالدفئ لا العنف هو ما جعلك لا تنتبهين ليدي الحنونة !! وللتو..نهضت خجلانة حيرانة متمتمة بكلمات لم أفهمها م..م..مروان..مروان !!! هيه..لقد هربت بي الذاكرة..هكذا كان لقاؤنا الأول.. أووه..إن الغبية تناديني ثانية - ماذا تريدين مني يا صوفيا ? أمي : - انهض يا بني..الساعة العاشرة صباحا
15/12/2010 19:00
#مروان_المعزوزي (هاشتاغ)
Merouane_Elmaazouzi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنسان حقيقة تعيش بين الأوهام
-
نهاية الفلسفة بداية للتفكير العقلاني
-
إلى حبيبتي أنا
-
إله الإنسان الحقيقي ضميره
-
خاطرة بدون عنوان-3
-
خاطرة بدون عنوان -2
-
خاطرة بدون عنوان
-
خطبة في مدينة النيام
-
المتلاعبون بالعقول-2-
-
اِستيقظ أيها الإنسان : -1- ثِق بنفسك
-
سوفس الطائي يكتب سورة المحبة
-
خواطر الشّكيم سوفس الطائي حول الحب
-
الله بين قوسين.. (الله)
-
إلى كل باحث عن الحقيقة
-
المتلاعبون بالعقول-1-
-
أين أنت يا حبيبتي ?
-
الحياة : أفضل مدرسة للإنسان
-
خاطرة في الفكر و الوحود
-
حب في قفص الاولين
-
مقتطفات من كتاب اللاشئ
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|