أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي















المزيد.....

عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 01:31
المحور: الادب والفن
    




*محمود عبد الرحيم:
هل أصاب مهرجان القاهرة السينمائي ذات اللعنة التى لحقت بمهرجان أبو ظبي، وناله الإختراق الاسرائيلي؟
علامة إستفهام كبيرة، تنتظر إجابة من إدارة المهرجان، إن كانت لديها إجابة واضحة، وشجاعة في قول الحقيقة، وتنتظر أيضا تحقيقا وموقفا من كل الرافضين للتطبيع من الفنانين والمثقفين المصريين.
فمثلما أعلنت المنتجة البريطانية الحاصلة على جائزة الجمهور في مهرجان أبوظبي بشكل فجائي أنها "إسرائيلية" وفخورة بهذا الإنتماء الشرير، استغلت بطلة الفيلم البلغاري "التعليق الصوتي" الحائز على جائزتين من مهرجان القاهرة، كاسيل نوها اشير، فرصة ندوة صحفية عقب عرض الفيلم، لتصرح بدون مقدمات، أنها تشارك في العمل في السينما الإسرائيلية، على نحو استفزازي يبدو مقصودا.
وبالنظر إلى كونها يهودية، ومن أم يهودية، ومذكورة في موسوعة يهود "الدياسبورا" أو الشتات ضمن المشاهير، فقد تكون حاملة، غالبا، للجنسية الإسرائيلية.
ويبدو أن هذه حيلة جديدة من حيل إسرائيل للإختراق الثقافي، ويبدو الأمر كذلك كما لو كان الكيان الصهيوني يريد إرسال رسالة لجموع المثقفين والفنانين ولكل الشعب المصري رافضي التطبيع مفادها "إنكم إذا غلقتم الباب، سأقفز من الشباك، واطلّع لكم لساني لإغاظتكم".
ولا ندرى هل استضافتها إدارة المهرجان عن علم أم جهل بخلفيتها المثيرة للريبة؟
لكن في كل الأحوال، وسواء كانت حاصلة على الجنسية الاسرائيلية أم يهودية فقط تعمل في إسرائيل، فهي شخصية مثيرة للشبهات، وكان أولى بمهرجان القاهرة أن ينأي بنفسه عن دائرة الجدل والشبهة، خاصة أنه ليس خافيا على أحد أن الإلحاح الإسرائيلي على المشاركة في الفعاليات المصرية، وكسر جدار مناهضة التطبيع، خاصة الثقافي متواصل بدأب، وبكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة.
وليس بعيدا عن هذه الواقعة، ما جرى قبل عدة شهور من مشاركة فيلم إسرائيلي في مهرجان"الصورة"، الذي ينطمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، ومحاولة تمريره بالإدعاء أنه فيلم فرنسي، أو إستضافة مديرة احدى المشاريع الأمريكية الثقافية المشبوهة، التي يحمل عنوان"الكونجرس الإسلامي الأمريكي" لباحث إسرائيلي، وتنظيم لقاءات له مع نشطاء مصريين على أنه يهودي أمريكي.
فالإستهداف قائم، ولا ينبغي التقليل من شأنه وخطورته، وليس مقبولا من مهرجان مصري، وعلى أرض مصر، قلب العروبة وقلعة الرفض الشعبي للصهيونية ولكيانها العدواني غير الشرعي، أن يقع في هذه السقطة، ويتحول إلى نقطة إختراق إسرائيلي للجسد الثقافي المصري، في حين يقاطع دولة عربية شقيقة كالجزائر، ولا يسعى لحضورها.
فلو صح كون هذه الممثلة إسرائيلية لحمل مهرجان القاهرة عار التطبيع المقيت، وواجه مصير مهرجان أبو ظبي من سمعة سيئة ومقاطعات تلاحقه، الأمر الذي يتطلب تحقيقا عاجلا، ومصارحة إدارة المهرجان الرأي العام بالحقيقة، خاصة أن مهرجان القاهرة ليس في حاجة إلى أزمات جديدة، يكفيه ما يعانيه من عثرات، ومن تراجع في القيمة والمكانة، بحيث صارت كل دورة من دوراته أضعف من سابقتها، وأنصرف عنه نجوم السينما المصرية وصناعها قبل الأجانب، الذي من يقبل المجئ منهم يكون قد خفتت عنه الأضواء، و يأتي بإغراء الرشوة المالية أو بغرض السياحة المجانية في بلد الأهرامات، وليس تقديرا للمهرجان ذاته.
وهذا العام في تصوري يمكن توصيف مهرجان القاهرة السينمائي بعبارة مختصرة لكنها دالة على واقع الحال"كثير من الغث، وقليل من السمين"، فغالبية الأفلام المشاركة تعد تجارب هزيلة، سواء على المستوى الفكري أو الفني، ولا تصلح أصلا للمشاركة في مهرجان من المفترض أنه يحمل شارة "الدولي"، ومعظمها تجارب أولى لصناعها تفتقر للخبرة والجودة، وذات طابع تجاري، أو سبق عرضها في مهرجانات أخرى أو إنتاج قديم، لكنه منطق الكم الذي يسيطر على المنظمين، بصرف النظر عن القيمة الفنية، وللمباهاة فقط بعدد الأفلام المشاركة، وعدد أقسام المهرجان، في ظل غياب البنية التحتية للعروض، وقلة أماكن العرض أساسا، ما تسبب في إرهاق مزدوج للمتابع، خاصة من الصحفيين والنقاد، الذين ترهقهم كثرة العروض بشكل مبالغ فيه، والتنقل الدائم اللاهث بين أماكن عدة على مسافات متباعدة داخل أحياء القاهرة المختلفة، وبعضها ليس مجهزا أصلا، ما تسبب في إلغاء بعض العروض أو مشاهدة صورة وصوت سيئيين.
ولا أدري لماذا، خلال كل تلك السنوات من عمر المهرجان وتكرار نفس المشكلة، لم يتم التفكير جديا في إقامة مجمع سينمات يخصص للمهرجان، ولو بالشراكة مع القطاع الخاص، على أن يتم استغلاله تجاريا طوال العام؟!
ولماذا الإصرار على هذا الكم الهائل من الأفلام، وفصل الأفلام العربية عن المسابقة الرسمية؟!
فالفيلم الذي لا يستطيع المنافسة مع غيره يجب إستبعاده، والأفلام التى سبق مشاركتها في مهرجانات أخرى، يجب أن ينطبق عليها نفس المعيار، ولا داعي للإستعراض الفارغ وإيهام المنافسين والجمهور أننا مهرجان أقوى من غيرنا، على غير الحقيقة، بمجرد الإتيان بتجارب هواة أو مبتدئين، وتخصيص عشرات الأقسام المربكة، التى تدل على الفقر وضعف المستوى وليس الثراء والوفرة، من قبيل "المسابقة الرسمية الدولية"، "المسابقة العربية"، "مهرجان المهرجانات" ، "سينما عربية جديدة"، "رسمي خارج المسابقة"، "مسابقة ديجيتال"، "مصر في عيون سينما العالم"، "سينما تركية"، "مهرجان واجا دوجو"، "تكريمات"، "قناة آر تي/فرنسا والمانيا".
في حين أن فيلما جيدا واحدا أفضل ألف مرة من عشرة أفلام رديئة، وكلما قلت الأعداد، تتسنى فرص المشاهدة بعمق، وإدارة نقاش جاد، والإستفادة والإستمتاع بالتجارب اللافتة من سينما متنوعة حول العالم، ومدارس فنية مختلفة، وليس اضاعة الوقت فيما لا يجدي.
وما يجب التوقف عنده أيضا هو ندوات مناقشة صناع الأفلام التى كانت شكلية وسطحية وبلا أثر، يتولاها مديرون لا يجيد معظمهم إدارة الحوار، ومترجمين يتعثرون في نقل الفكرة، في ظل غياب فنانين ونقاد معظم الأوقات، وحضور جمهور عام في ندوات متخصصة، ما جعل الندوات أقرب إلى حديث "المصاطب"، ومجرد فرصة لحصول المقربين من إدارة المهرجان على مكافآة مالية.
وحتى الجوائز، تبدو شبهة الإنحياز والمجاملة فيها واضحة، فكلنا يعرف حال السينما المصرية ومستواها المتدني، وإدارة المهرجان نفسها تشكو من صعوبة البحث عن فيلم مصري يشارك، ثم نجد أن خمس جوائز كاملة تذهب لأفلام مصرية محدودة المستوى، وسط أفلام عالمية ذات مستوى رفيع، كالتى تنتمي لسينمات عريقة كالروسية أو الفرنسية مثلا.
فهل تراجع إدارة المهرجان نفسها، وتعدل من وضعيتها، أم تريح وتستريح وتتوقف عن هذه المهزلة السنوية، التى لا تليق بمصر ومكانتها، خاصة أن مهرجانات ناشئة في دول مجاورة صارت أكثر أهمية وجذبا.
ومن غير المقبول، تعليق هذا الإرتباك وسوء التنظيم و التخطيط والإدارة على شماعة المال، كما يزعم رئيس المهرجان، لأن الملايين وحدها لا تصنع المكانة، و استئجار النجوم لا يأتي بالبريق المفقود.

*كاتب صحفي وناقد مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يدافع الآخر عن قضايانا ونقف ضدها؟!
- قريب منك:حين نفقد البصيرة ونستردها بالحب
- -عندما نرحل-:صراع الهوية الملطخ بالدم
- عباس والتلاعب بالاستحقاقات الوطنية
- -مرحبا-:حلم المهاجر الغارق في البحر الأوروبي
- رؤية الحقيقة بدون النظارة الأمريكية
- -هيروشيما- توثيق سينمائي للجريمة وتحاشي للمجرم
- السلطة بين المراوغة والشاميرية
- ابناء بينوشيه:المناضلون ودفع الثمن مرتين
- قمة سرت التهريجية واهدار المصالح العربية
- حين يكون للاستغلال ورثة وللنضال حصاد
- الورقة الايرانية والورقة الامريكية والرهان العربي
- عفوا عمرو موسى.. الموقف الرصين لا يقتضي شراء الوهم
- دراما رمضان المصرية :تلميع وتنميط وتشويه
- مسلسلات رمضان المصرية:استنساخ يكشف عن افلاس درامي
- عقد من السينما التسجيلية والقصيرة المصرية:حركة في ذات المكان
- المؤامرة على قوى المقاومة وجدارة نصر الله
- طلاق بائن بين إسرائيل والفلسطينيين و-محلل عربي-
- ثورة يوليو العربية وبوصلة تحرير فلسطين
- -ماراثون-:كوميديا موقف وتوظيف جذاب ل-الاوتيزم-


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي