أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد الديين - تقييد الحريات خطر داهم















المزيد.....

تقييد الحريات خطر داهم


أحمد الديين

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تتواتر المعلومات عن توجّه سلطوي عازم جدّيّا على فرض المزيد من القيود على الهامش المتبقي من الحريات العامة، وذلك عبر تقديم الحكومة سلسلة من التعديلات في هذا الاتجاه على قانوني المطبوعات والنشر والإعلام المرئي والمسموع من شأنها تغليظ عقوبات الغرامات المالية المغلظة بالأصل في هذين القانونين، وتقديمها مشروع قانون يقيّد حرية النشر الإلكتروني على شبكة الانترنت، وإعادة تقديم مشروع حكومي سبق تقديمه لقانون للاجتماعات العامة، وهو لا يختلف كثيرا عن تلك المواد والأحكام، التي سبق أن قضت المحكمة الدستورية بعدم دستوريتها في المرسوم بقانون الحالي، اللهم إلا في بعض الصياغات المراوغة، بالإضافة إلى تقديم مشروع قانون بتجريم الإضراب عن العمل، وإعداد مشروع قانون يعيد إحياء محكمة أمن الدولة، التي سبق أن تم إلغاؤها.

ولئن كان صحيحا أنّ مثل هذا التوجّه السلطوي يحاول منذ السنوات الأولى للعمل بالدستور ولا يزال مستمرا في تكرار محاولاته الهادفة إلى التضييق على الحريات العامة، إلا أنّ الجديد في الأمر أنّ السلطة الآن تحاول استغلال بعض الحوادث الأخيرة والأعمال الاستفزازية غير المسؤولة، التي قد لا تكون بريئة منها تماما، وذلك لتبرير توجّهها غير الديمقراطي وتمرير مشروعات القوانين الحكومية المقيّدة للحريات... هذا بالإضافة إلى محاولة الاستفادة القصوى من التركيبة الحالية لمجلس الأمة لإقرار هذه المشروعات بقوانين باسم الديمقراطية وتحت غطاء الغالبية النيابية... ناهيك عن انتهاز حالة التفكك والتفتيت والاستقطابات الطائفية والفئوية والمناطقية، التي يجري تكريسها عن عمد داخل المجتمع الكويتي لإشغاله بها وإلهائه فيها، وفي الوقت ذاته يتم كذلك انتهاز حالة الضعف الراهنة، التي تعانيها القوى السياسية، وتحديدا التيار الديمقراطي.

وإذا نجح مثل هذا التوجّه السلطوي في تمرير مثل هذه المشروعات بقوانين فستُستكمل عملية إفراغ الدستور من مضامينه الديمقراطية، التي لم تتوقف أبدا، وفي الوقت نفسه ستتوافر الأرضية المناسبة والفرصة التاريخية السانحة لتمرير المشروع غير الديمقراطي الهادف إلى تنقيح نصوص مواد الدستور، الذي سبق أن تم رفضه، وهنا لن يختلف حالنا في الكويت عن حال البلدان الأخرى في منطقة الخليج، اللهم إلا في وجود عملية انتخابية شكلية ومؤسسة نيابية صورية ودستور مفرّغ من محتواه، أو بالأحرى ستكون حالنا أقرب ما ستكون إلى حال العديد من البلدان العربية الأخرى، من حيث الاستبداد المغلّف بالغطاء الدستوري.

وأحسب أنّه لا فائدة من التعويل على الموقف النيابي المختل في رفض هذا التوجّه، وإنما يمكن التعويل فقط على الدور المفترض للتيارات السياسية المختلفة ولمؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الحرة وضرورة اتفاقها على العمل المشترك في التصدي للتوجّه السلطوي غير الديمقراطي، والتعويل المؤمل على تشكّل رأي عام شعبي واسع يدرك فيه المواطنون عموما، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والفئوية والمناطقية، ما سيلحق بهم وبحرياتهم وبحقوقهم وبمكاسبهم الديمقراطية من أضرار فادحة في حال إقرار مثل هذه التعديلات ومشروعات القوانين، التي لن يستفيد أحد منها سوى مراكز النفوذ في محاولتها لتثبيت سطوتها بعيدا عن الرقابة الشعبية، ومعها قوى الفساد للتغطية على سرقاتها المتواصلة في غياب الحسيب وضعف الرقيب.

جريدة عالم اليوم

عودة إلى مقال سابق

سبق أن نشرت لي “عالم اليوم” مقالا في عددها الصادر يوم 28 أكتوبر الماضي حمل عنوان “تقييد الحريات خطر داهم”... وأجد الآن أنّه من المناسب إعادة نشر هذه الفقرات المقتطفة منه، فلعلّ إعادة نشرها توضح لبعض الواهمين من حسني النيّة حقيقة أنّ نهج التضييق على الحريات، وبينها التضييق على حرية الإعلام، إنما هو نهج معتمد سلفا؛ جرى التخطيط له ويجري الآن تنفيذه.

وهذه هي الفقرات المقتطفة من مقالي السابق أعيد نشرها: “تتواتر المعلومات عن توجّه سلطوي عازم جدّيّا على فرض المزيد من القيود على الهامش المتبقي من الحريات العامة، وذلك عبر تقديم الحكومة سلسلة من التعديلات في هذا الاتجاه على قانوني المطبوعات والنشر والإعلام المرئي والمسموع من شأنها تغليظ عقوبات الغرامات المالية المغلظة بالأصل في هذين القانونين، وتقديمها مشروع قانون يقيّد حرية النشر الإلكتروني على شبكة الانترنت، وإعادة تقديم مشروع حكومي سبق تقديمه لقانون للاجتماعات العامة، وهو لا يختلف كثيرا عن تلك المواد والأحكام، التي سبق أن قضت المحكمة الدستورية بعدم دستوريتها في المرسوم بقانون الحالي، اللهم إلا في بعض الصياغات المراوغة، بالإضافة إلى تقديم مشروع قانون بتجريم الإضراب عن العمل، وإعداد مشروع قانون يعيد إحياء محكمة أمن الدولة، التي سبق أن تم إلغاؤها.

“ولئن كان صحيحا أنّ مثل هذا التوجّه السلطوي يحاول منذ السنوات الأولى للعمل بالدستور ولا يزال مستمرا في تكرار محاولاته الهادفة إلى التضييق على الحريات العامة، إلا أنّ الجديد في الأمر أنّ السلطة الآن تحاول استغلال بعض الحوادث الأخيرة والأعمال الاستفزازية غير المسؤولة، التي قد لا تكون بريئة منها تماما، وذلك لتبرير توجّهها غير الديمقراطي وتمرير مشروعات القوانين الحكومية المقيّدة للحريات... هذا بالإضافة إلى محاولة الاستفادة القصوى من التركيبة الحالية لمجلس الأمة لإقرار هذه المشروعات بقوانين باسم الديمقراطية وتحت غطاء الغالبية النيابية... ناهيك عن انتهاز حالة التفكك والتفتيت والاستقطابات الطائفية والفئوية والمناطقية، التي يجري تكريسها عن عمد داخل المجتمع الكويتي لإشغاله بها وإلهائه فيها، وفي الوقت ذاته يتم كذلك انتهاز حالة الضعف الراهنة، التي تعانيها القوى السياسية، وتحديدا التيار الديمقراطي.

واستنتجت في ذلك المقال أنّه “إذا نجح مثل هذا التوجّه السلطوي في تمرير مثل هذه المشروعات بقوانين فستُستكمل عملية إفراغ الدستور من مضامينه الديمقراطية، التي لم تتوقف أبدا... لن يختلف حالنا في الكويت عن حال البلدان الأخرى في منطقة الخليج، اللهم إلا في وجود عملية انتخابية شكلية ومؤسسة نيابية صورية ودستور مفرّغ من محتواه، أو بالأحرى ستكون حالنا أقرب ما ستكون إلى حال العديد من البلدان العربية الأخرى، من حيث الاستبداد المغلّف بالغطاء الدستوري.

والمؤسف أنّ الأحداث الجارية جاءت لتؤكد هذا المسار؛ ولعلّ التطورات المنتظرة خلال الأيام المقبلة ستقدم شواهد جديدة على ما سبق أن كتبت عنه.



#أحمد_الديين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشر خادع للتضليل الطبقي
- معاناة الطبقات الشعبية !
- إعادة الاعتبار لليسار
- سمعة الكويت... وحبس الجاسم!
- مشروع قانون الخصخصة في الكويت: مغالطات وثغرات
- السيناريوهات الثلاثة... وربما غيرها!
- حول أزمة استحقاقي الإصلاح والتنمية في دول مجلس التعاون.. محا ...
- مسارات الحراك السياسي في الكويت
- نحو مبادرة إصلاحية تقدمية كويتية
- مداخلة أحمد الديين في ندوة -إصلاح المسار السياسي- ديوان الأس ...
- لسنا استثناءً خارج التاريخ!
- هذه بلوانا... ولكن أين السبيل؟!


المزيد.....




- مارك زوكربيرغ يلتقي ترامب في منتجع مار إيه لاغو.. و-ميتا- تو ...
- مقاتلو المعارضة السورية يتقدمون سريعا ويصلون مشارف حلب
- ترامب: الرئيسة المكسيكية وافقت على وقف الهجرة عبر حدودنا
- اتفاق وقف إطلاق النار.. هل يمثل فرصة لعودة الاستقرار في لبنا ...
- المرصد السوري: مقتل عشرات من جيش النظام والفصائل في ريف حلب ...
- الرئيس الفلسطيني يصدر إعلانا دستوريا لتحديد آلية انتقال السل ...
- عاجل | سرايا القدس-كتيبة طولكرم: مقاتلونا أطلقوا النار على ق ...
- مبعوث ترامب لأوكرانيا.. مع إنهاء الحرب أم استمرار الدعم لكيي ...
- فريق ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لنقل السلطة
- هجمات وقنابل.. فريق ترامب يتعرض لـ-تهديدات مجهولة المصدر-


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد الديين - تقييد الحريات خطر داهم