محمد داود
الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 23:20
المحور:
القضية الفلسطينية
استبشر شعبنا في قطاع غزة خيراً عندما سمعوا الأنباء الواردة عن الأرصاد الجوية بقدوم منخفض جوي عميق، وعلى الفور أعلن المزارعين حالة الطوارئ في صفوفهم وانتشروا صوب أراضيهم وانشغلوا في العديد من الأعمال أبرزها فرد السماد، منتظرين الرحمة، ويدهم مرفوعة إلى السماء ترنو نحو الغيوم الملبدة، ولسانهم يتمتم بالدعوات "اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين" واجعل العاصفة تمضي على خير، كما باتت السعادة على تجار الملابس الذين أصابهم الإحباط، فبعد طول انتظار استجاب الله لدعائهم بقدوم فصل الشتاء والبرد، وما هي إلا أيام معدودة تفصلنا عن "أربعينية الشتاء" ولا يزال هناك أمل في نجاح موسم الزراعة حسب توقع خبراء الاقتصاد والزراعة !
ما خلفته العاصفة كبير جداً ويفوق الأضرار التي خلفتها الآلة الصهيونية المدمرة التي التهمت الحجر والشجر والبشر، فلا يكاد حقلاً إلا وقد أصابه الضرر، فمشهد البطاطس والتوت والملفوف التي سويت مع الأرض ، وعلقت أغصانه الذابلة في أسلك الأرض الشائكة بل أشجار قطعت أغصانها، ودفيئات زراعية ودواجن ذهبت أدراج الرياح وحصدتها.
حوادث سير هنا وهناك...، فتلك الفتاة العائدة من المدرسة أول أمس لولا تدخل عناية الله لكانت ضحية الرياح المغبرة التي دفعتها وسط الطريق بقوة . أسقف الأسبست أو "الكرميد" هي الأخرى ترنحت في الهواء وسقطت وسط منزل غرب غزة، كاد أن يوقع ضحايا بالجملة، وقد علمت من مستشفى الشفاء أن قسم الاستقبال كان يعج بعشرات الحالات على مدار الساعة نتيجة العاصفة الرملية.
اليوم بعد أن هدئت العاصفة، استجاب الرحيم مع دعاء عباده المؤمنين لمن سبح فجراً لله بكرة وأصيلة، فتساقطت بعض الأمطار التي وضعت البركة وأزالت بعض الأتربة عن سطوح المنازل، بينما انهمكت الأسر الغزية في إزالة أكوام الأتربة والغبار التي تراكمت داخل منازلهم، وحسب تقدير أحد الزملاء، أن كمية المياه المستخدمة لإزالة أكوام التراب من المنازل تفوق أضعاف كمية الأمطار التي تساقطت خلال المنخفض الجوي. وقد صدق قول الإمام الجليل في مسجدنا أنه غضب من الله.
نسأل الله أن يسقينا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل.
كاتب وباحث
#محمد_داود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟