|
ٱلمطلوب فضآئية إنسانية وليس يسارية
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 19:32
المحور:
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
ٱلفضآئيات ٱلعربية تعمل كلّ منها لمصلحة فئة من ٱلفئات ٱلاجتماعية ولا تأتى على ذكر أىِّ أمر يتعلق بمصلحة غيرها من ٱلفئات. وهذا شأن ٱلتطرف أىًّ كان لونه قومىّ أم دينىّ أم طبقىّ. ولن ننسىۤ أنّ لليسار نصيبه بين تلك ٱلفضآئيات خصوصا ٱليسار ٱلقومىّ ٱلذى ٱستولى على ٱلسلطة من دون عهد وميثاق وقعد فى سبيل حرية ٱلناس فى بلاده منذ ٱلستينات وما زال قاعدا. ٱلأفضل فضآئية تحمل عنان "الحوار المتمدن" بين فئات ٱلمجتمع جميعها وبألسن مختلفة ولها ميثاق ينفى عنها ٱلميل إلى فئة من دون أخرى. أو قوم من دون قوم. ولا عمال وفلاحين من دون مالكين. ولا إسلام ولا يهود ولا مسيحيون من دون ملحدين. بل إنسان حرّ ومسئول بعهد وميثاق لمجتمع يعيش فيه أفراد أحرار من جميع ٱلفئات. وللمجتمع مجلس للذين يعلمون بسبيل ٱلناس إلى ٱلطعام وٱلأمن ويملكون وسآئله من مال وخبرة. ومجلس لفئات ٱلشعب ٱلأخرى ٱلتى لا تعلم بسبيل إلى طعامها وأمنها ولا تملك وسآئله. وتقوم ٱلسلطة من ٱلذين يملكون ويعلمون ويخبرون. فلا تقوم سلطة بسلام فى ملك إلا لمالك. فلا عمال ولا فلاحين فى مواقع ٱلسلطة. فلهم مجلس يمثلهم وفيه يعرضون مطالبهم وحاجاتهم من ٱلطعام وٱلأمن ولا يجنحون إلى ثورة تذهب بوسآئل طعامهم وأمنهم وتأتى بجاهلين بهآ إلى مواقع ٱلسلطة فى ملك لا خبرة لهم فيه فيتطرفون ويستبدون ويسرقون. وبذلك لا يكون لهذه ٱلفضآئية ٱسم "يسار" ولا ٱسم "يمين". ومفاهيم ٱلديموقراطية وحقوق ٱلإنسان (ٱمرء وٱمرأة) لا تتعلق بيسار ولا بيمين. بل تحتاج لسلطة مالكين يعلمون بحاجة ٱلإنسان كاملة. وتقوم ٱلسلطة من أحسنهم علما وجسما ونفسا بعهد وميثاق يجعل من أوامرها "أمّة وسطا" لا تكره أحدا فيما يؤمن ولا تعاقبه على ما يقول. ويكون لهذه ٱلفضآئية أن تعرض لرأى ٱلفرد (ٱمرء وٱمرأة) من أى فئة فى حلقات حوار تقوم بينهم من دون أن يكون لأهل ٱلفضآئية سلطة على ما يقوله ٱلمتحاورون. لم تقم مثل هذه ٱلفضآئية حتى ٱلأن بسبب مفاهيم ٱلتطرف ٱلمهيمنة وأولها مفاهيم ٱليسار. قيام هذه ٱلفضآئية حاجة إنسانية لشعوب ما زالت لا تفرق بين مفهوم بشر ومفهوم إنسان. وجهة هذه ٱلفضآئية يحددها مفهوم "ٱلأمّة ٱلوسط". وٱلإنسان أعلى من ٱليسار وٱليمين ويسبقه. لا يجب أن يكون للمحطة وجهة حرب مع أحد (الأنظمة العربية الحاكمة وقوى التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي). بل عليها مسئولية ٱلبثّ لمفهوم ٱلإنسان ٱلإلٰه علىۤ أرض لا حدود تمنعه من ٱلحركة فيها. فله أن يعيش حيث يريد وعليه مسئولية ٱختياره. إدارة هكذا محطة تحتاج إلى خبرآء ومال من مختلف ٱلشعوب حتى تبقى. ولا يجب ٱلإغفال عن أهمية ٱلمالكين للمال وٱلخبرة فى قيام محطة فضآئية وفى قيام سلطة مجتمع عهدى. وٱليسار لا يملك ذلك ويحتاج لمفاهيم ٱلألفة مع ٱلمالكين وٱلخبرة فيها. وٱلمالكون هم ٱلذين يستطيعون تمويلها وإقامتها فىۤ أىِّ مكان من ٱلأرض. ٱلتطوع وحده لا يكفى. وتحويل ٱلمحطة إلى ملكية إشتراكية يؤثر عليها بسلطة جماعة تنحرف عن منهاج ٱلأمّة ٱلوسط وتجعل من ٱلمحطة بعد حين مثل ٱلمحطات ٱلفئوية ٱلقآئمة. فلتكن ٱلمحطة عبر ٱلانترنيت أو غيره. ٱلمهم هو ٱلمأرب منها وأن لا تنحرف إلى ٱليسار أو إلى ٱليمين.
مؤسسة ٱبن رشد لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف. وهمّها هو ما تقدمه من جآئزة كلِّ عام لمفكر أطلق فقاعة فكرية لا صلة لها بمفهوم إنسان ولا بمجتمع له. وموقعكم "الحوار المتمدن" مشروع أكبر من تلك ٱلمؤسسة بكثير. وما قدمته له هذا ٱلعام لم يكن ٱلهدف تكريمه بل هو محاولة للالتفات عليه وتطويقه. لكن ٱلجآئزة نافعة للموقع وسبيل له لتعزيز ما يعمل عليه من فتح للسبيل للجميع ليقولوا ما يفكرون فيه ويتحاورون. وحتى ولو كان بعض ٱلحوار سباب لا خوف منه. وهناك حوارات بٱلرصاص فى ٱلعراق وفى ٱلسودان. وقد يكون مثله فى بلاد أخرى بعد حين. مآ أكتبه على موقعكم ليس له صلة بمفاهيم ٱليسار. ومع ذلك فأنتم تكرمونى بنشركم لمآ أكتبه. وهذا ٱلموقف منكم ليس من صفة ٱليسار أىًّ كانت وجهته لطرف قومىّ أم إشتراكىّ أم دينىّ. فٱلموقع بما هو عليه من فتح للسبيل للجميع يجعله فى موقع ٱلوسط وليس فى ٱليسار. فلا تستهينوا بمفهوم ٱلوسط أيها ٱلمتمدنون ٱلمحترمون.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الإسلام هو الحلّ- و -الشراكة الوطنية-
-
-نياندارتال- جديد تعقيب على مقال -ٱلقرءان فى ٱلص
...
-
ٱلقرءان فى ٱلصدر
-
-يَستَفتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفتِيكم-
-
حوار مسلمين لمَّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم
-
منع ٱلتدخين أخطر من أىِّ مرضٍ يسببه!!
-
أنا غنىّ وأعيش فقيرًا!
-
مسآئل ليست من حقوق إنسان
-
مناسبة يجب أن تُنسى!
-
ٱلوفآء بعهد ٱللّه يوفّر ٱلنعم
-
ٱلصعوبة من ٱلفرق بين لسانين
-
ٱلدين علم مقدَّس
-
ٱجتماع كوبنهاجن
-
موقعكم علم للمدينة
-
ٱليمين وٱلشمال (اليسار)
-
ٱلصِّدِّيقُ إِدرِيس
-
شيوخ ٱلمسلمين لأبآئهم يعتدون على حقٍّ ٱللّه!
-
ٱلقرءان وٱلسَّلفىّ
-
ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت
-
منهاج أبنآء -إبليس- واحد!
المزيد.....
-
يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز
...
-
انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح
...
-
قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
-
ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
-
لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل
...
-
فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا
...
-
جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا
...
-
تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
-
صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
-
-اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا
...
المزيد.....
المزيد.....
|