أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلام:















المزيد.....

الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلام:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 17:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعرف جميعا ان الانحياز الامريكي لاسرائيل هو احد موجهات السياسة الامريكية الخارجية واحد ركائز علاقاتها الثنائية كما انه احد اوجه فهمها للشرعية الدولية, ولن ناتي بجديد هنا اذا كتبنا حول هذه الحقيقة, لكن ما يجب ملاحظته والاشارة اليه, وشد الانتباه له. هو مستوى تعمق هذا الانحياز الامريكي لاسرائيل منذ بدء مسيرة التسوية بصورة عامة ومنذ توقيع اتفاقيات اوسلو بصورة خاصة, والتطور النوعي الذي طرأ عليه منذ ذلك الحين.
منذ قيام الدولة الاسرائيلية, كان محتوى الانحياز الامريكي سرائيل, يقوم على المطالبة بالاعتراف بها وبحقها في الوجود والاستمرار, والتمتع بالسلام والاندماج في محيطها الاقليمي, وفي سبيل تحقيق هذا الهدف عملت الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص على ضمان امن وتفوق اسرائيل, الى درجة مكنتها من هزيمة دول المنطقة والتوسع على حسابها في حرب 1967م وعملت على اعادة توازن النتائج العسكرية في حرب تشرين 1973 بعد ان بدأت هذه الحرب بهزيمة اسرائيل. وقد استمر ذلك مرورا بالعمل الامريكي على حصار والثورة الفلسطينية والتهيئة لهزيمتها عام 1982م, واجبارها على الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية المؤسسة على الاعتراف بوجود اشرائيل وشرعيته ....الخ. وإن تقدمت خطوة باتجاه الاعتراف لمنظمة التحرير الفلسطينية بحق تمثيل الشعب الفلسطيني سياسيا. وقد كان من ضمن ما فعلته الولايات المتحدة الامريكية ان جمدت مقولة التسوية السياسية للصراع في الشرق الاوسط الى نهاية وقف اطلاق النار في الحرب على العراق حيث اعلنت بصورة مزدوجة عن وقف اطلاق النار واطلاق التسوية. على اساس مبدأ الارض مقابل السلام وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تفاوضيا باتجاه تفسير متفق عليه بين الطرفين لقرارات الشرعية الدولية,
غير ان التسوية اتخذت مسارا اخر بعقد اتفاقيات اوسلو مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي, يشار الى انها كانت بمعزل عن المشاركة الامريكية. غير انه بعد ذلك لم يعد للتسوية مسارا واحدا بل مسارين افرزا اطارين للرعاية الدولية للمفاوضات, احدهما يستكمل نهج مؤتمر مدريد الذي افرز اللجنة الرباعية الدولية, وهو الاتجاه الذي يفهم التسوية بصورة اقرب الى مضامين قرارات الشرعية الدولية.
المسار الاخر هو مسار اوسلو الذي افرز الرعاية الامريكية المنفردة للمفاوضات بين الطرفين, وهو المسار الذي استفرد بمسار التسوية ومجريات التفاوض وهو مسار تاسس على مستوى عال من التنسيق الامريكي الاسرائيلي وغض نظر عين الطرف الفلسطيني. وفي هذا الاطار يكمن الفارق الحقيقي بين فهم وموقف اللجنة الرباعية للتسوية, باعتبار _ الدولية _ هي شرطه, الذي يتطلع الى تقاطع المواقف على اساس الحد الادنى من التقاء مصالح الاطراف في هذه اللجنة لدول ذات وزن اساسي في الصراع العالمي, يرفع من مستوى اعترافها بالحقوق الفلسطينية, نجد ذلك الان في تمايز موقفها عن انحياز الولايات المتحدة الكبير لاسرائيل. ولذلك نجد اسرائيل مصرة على تجميد دور اللجنة الرباعية وهي ملاحظة جدير اخذها بعين الاعتبار؟
مسار الرعاية الامريكية الذي توجهت معه الولايات المتحدة مباشرة الى نهج _ ادارة الصراع _ بصورة منفردة تخدم وضع صدارتها العالمية وتفوقها فيه, وهي مصلحة امريكية التقطت قيمتها السياسية فورا الادارة الاسرائيلية ووظفتها لاحداث مزيد من الانحياز الامريكي لرؤيتها, فقد كان يهم الولايات المتخدة الامريكية زيادة وزن وحجم مستوى نفوذها السياسي في منطقة الشرق الاوسط باعتبارها من اهم المناطق المتصارع عليها بين الكتل الاقتصادية والاستعمارية الرئيسية في العالم, وهي مسالة ذات تكلفة اقتصادية عالية تقاطعت مع النمو التراكمي للازمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت بالنهاية بالصورة المعروفة للجميع.
لقد كان الدور الاسرائيلي يتعزز خلال مسار تراكم نمو الازمة الاقتصادية العالمية, نظرا لتنامي الخدمات الاقليمية التي تقدمها للولايات المتحدة الامريكية والتي تاخذ شكل يتحول فيه النفوذ السياسي الى قيم اقتصادية على صورة اتفاقيات مثل اتفاقية التجارة العالمية وغيرها, حتى بلغ مستوى اهمية هذا الدور الاسرائيلي ان اجتاز مطلب _ تحجيم _ نهج التوسع الصهيوني الذي كان اتفق سابقا على اسقاطه واعلن عن ذلك رسميا في خطابات احتفال توقيع اتفاقية اوسلو بالبيت الابيض الامريكي.
ان تراجع الولايات المتحدة الامريكية عن هذا المطلب اخذ صورة تدريجية اختلف بها تماما عن صورته خلال عهدي ادارة بوش الاب وادارة كلينتون, وتبلورت اسس صورته المنحازة تماما في عهدي ادارة بوش الابن وباراك اوباما الحالية حيث طفى خلالهما التبلور النهائي للازمة الاقتصادية. وتفككت فيهما اي قيود امريكية على النهج التوسعي الاسرائيلي,
ان الانحياز الامريكي لاسرائيل الان تغير تغيرا نوعيا حيث قفز الى موقع, السماح لها بقطف ثمار انتصارها السابق عام 1967م, على صورة توسع ديموغرافي سياسي على حساب الاطراف الفلسطيني والسوري واللبناني, وتحت مظلة مباشرة من النفوذ السياسي العالمي الامريكي وبدعم واسناد قدرات الولايات المتحدة المتفوقة عالميا.
إن الاعلان الامريكي الاخير عن وقف الاتصالات الامريكية الاسرائيلية بشأن تمديد تجميد الاستيطان, ياتي في سياق ضغوط سياسية امريكية على المنطقة لاهداف اقتصادية امريكية وعن طريق تحرير حركة اسرائيل التوسعية , التي اخذت صورة تسريع وتائر الاستيطان والتجريد الاقتصادي والنهج العنصري, الامر الذي يجعل من الموقف والاعلان الامريكي اشارة خضراء لاسرائيل لتهيئة الحال لخطوة ضم والحاق وترانسفير لاحقة,
ان تحرير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من الضغط الامريكي, ليس هو سقف هذا الموقف الامريكي بل هو الحد الادنى لموقف من الواضح ان سقفه الاعلى هو معارضة الضغوط العالمية الاخرى وفي مقدمتها ضغط الموقف الاوروبي, على اسرائيل, بل هو اعادة توظيف _ لكامل الضغط الامريكي _ ضد الطرف الفلسطيني, وهو المعنى الذي يحمله استدعاء الاطراف الى واشنطن بهدف الرجوع الى نهج المفاوضات غير المباشرة, على عكس الاعلان الفلسطيني القائل _ لا مفاوضات _ مع استمرار الاستيطان. ولا يمكن لنا ان نغض الطرف عن اعلان الولايات المتحدة الامريكية ان الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية _ سابقة وانها _, وكان اتفاقيات اوسلو تحمل في ثناياها شرطا مفروضا على _ كل دول العالم _ وانها تمنع دول العالم من ممارسة سيادتها السياسية واستقلالية علاقاتها الثنائية. حيث من الواضح ان زيارة بارنز الى دول في امريكا اللاتينية تستهدف بصورة اساسية منع توالي اعترافات هذه الدول بالدولة الفلسطينية.
ان ملخص الصورة السابقة يتمحور حول ان على القيادة الفلسطينية اكانت مقاومة او تفاوضية ان تنتبه الى ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد وسيطا في عملية السلام بل باتت شريكا في عملية التفاوض, وانه يجب تعديل التعامل معها تبعا لشروط الموقع الجديد الذي تموضعت فيه هذه السياسة. والمعادي لمطالب التحرر الفلسطيني كما هو واضح. وان على القيادة الفلسطينية الان ان تعيد النظر بموقفها من المحاور الاقليمية, وان تتماسك اكثر فاكثر على الروح الهجومية التي ابدتها اخيرا وان تدعو الدول الاقليمية لان تنسق من اجل تعميق الازمة الاقتصادية بالاستخدام _ الذكي _ لاسلحتها المتووافرة لديها.
ان الرمزية التي حملها تشكيل الوفد الفلسطيني الذي ذهب الى واشنطن _ عريقات المفاوضات , وفياض الدولة الفلسطينية _ هي رمزية ذكية تدلل على المرونة والثبات, لا بد من تثمينها حتى لو انني ككاتب معارض تماما لمبدأ التفاوض مع الكيان الصهيوني دون معارضة الاتصال السياسي مع الولايات المتحدة الامريكية. لكنه ان اوان تعريف الولايات المتحدة ان استفرادها بعملية التسوية من منطلق الاستفراد وفي نفس الوقت الانحياز الكامل لاسرائيل لم يعد مقبولا. بل يجب اضافته الى الثوابت السياسية الفلسطينية وخطوطها الحمراء.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على مقال ( الدولة الفلسطينية افاق ومهمات )
- تماسكوا على الروح الهجومي:
- القييادة الفلسطينية... ما خاب من استشار:
- تحصيل اعتراف من البرازيل بالدولة الفلسطينية انجاز سياسي سليم ...
- ماذا يحدث في الساحة الخلفية الفلسطينية؟ اعلمونا:
- وجهة نظر في ورقة نقاش حركة اليسار الاجتماعي الاردني:
- مونديال التطبيع في قطر سنة 2022م:
- خيار التوجه للشرعية الدولية من سيء الى اسوأ:
- الدكتور صائب عريقات واللاعنف :
- التعديل الحكومي الفلسطيني القادم, الى اين؟ :
- لفلسطين فجر ات
- لانقلاب التركي, عملية تحرر من هزيمة الحرب العالمية الاولى:
- الجزيرة الكورية/ بين قطبين بعد ان كانت بين معسكرين:
- ماذا يعني اعادة تكليف الرفاعي:
- حزب فلسطين الحر..... وعلى بركة الله:
- ابن الجنوب للمرة الاخيرة:
- متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين:
- الاخ رعد الحافظ كل عام وانت بخير:
- مراجعة فقرة مكثفة من برنامج الجبهة الديموقراطية السياسي:
- شكرا لهؤلاء جميعا؛


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلام: