|
من -موقع رزكار- الى -عالم الحوار المتمدن- 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 22:15
المحور:
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.
و قد زادت حيوية و تأثير الموقع و التفاعل معه . . بتزايد مواقعه المتفرّعة و تزايد فعّالياته و نشاطاته ؛ النشرة الإخبارية اليومية الحيّة و يو تيوب التمدن، و اخيرا مكتبة التمدن . . التي تحتوي على روائع الكتب و المؤلفات الضرورية و الهامة لكل مهتم و للأجيال الجديدة، الروائع التي تحاول جهات شتى تهميشها و الغائها . . اضافة الى الكتاب الشهري ـ الذي لم يستمر لأسباب مالية ـ . و طرح عشرات من الملفات والمحاور حول المواضيع المختلفة، و المئات من المواضيع لـ "شارك-ي برأيك" و انظمة التصويت، نظام التعليقات للقراء والقارئات . . ثم إطلاقه مشروع الحوار المفتوح بين ابرز كتابه وكاتباته من جهة، وقراّئه وقارئاته، من جهة أخرى. اضافة الى فتحه باباً كبيرة جريئة لمناقشة الأمور التي كانت و لاتزال من المحرّمات و المحظورات، كتقييم دور و نقد الدين والإلهة والفكر الديني بأنواعه و المثلية الجنسية وإلغاء عقوبة الإعدام بمنطق علمي و مفيد . . و الى مناقشاته لقضايا الاستبداد في المنطقة التي تعيش مآسي القرن الواحد والعشرين، من حروب و احتلال متنوع و اذكاء النزاعات الطائفية و الدينية و العرقية الدموية، الهجرات و التهجير و ضياع الشباب، و الدوس على حق المرأة بالحياة و الحرية . . الى التفنن بكمّ الأفواه من اسلوب العصا و الجزرة الى الكواتم، منطلقاً في ذلك من الحقوق المكفولة و المتعامل بها دولياً . . حتى صُنّف بكونه احد أكثر المواقع حجبا في العالم العربي، وتعرّض إلى محاولات مختلفة لتخريبه وإيقافه و الى اعتقال كثير من كتّابه، مشكّلة شهادة حيّة على ماهية الموقع و مواقفه التي لم تجامل أو تسكت عن الإستبداد في العالم العربي و المنطقة، و لم ترضخ لمغريات أو تهاب من بطش أجهزتها القمعية . . حتى استطاع ان يشكّل ارشيفاً الكترونياً حياً، و صار مرجعاً موثوقاً لايستغنى عنه لقوى اليسار و الديمقراطية و لطلاب الحقيقة . . ان لم يكن من اهمها حتى الآن، وبمختلف اللغات المحلية والعالمية . . وحيث بالأمكان مكاتبة الكاتب و الكاتبة و الأتصال بهما في ساعة الحدث او في حرارة البحث . . بعد ان اسهم بفاعلية في الحفاظ على روح المبادرة وعلى الإقدام والإبداع في طرح الأفكار، و بسعيه لأبعادها عن ضجيج الثرثرة و المشاحنات. و قد ساعد التزام الموقع بالفكر، و عدم التزامه بكيان حزبي لذاته، اضافة الى عدم معاداته للتحزّب و انطلاقه في فضاء التقدم و العلمانية والإبداع العلمي و الفكري . . ساعد على مواصلة التعريف بالأفكار التي تحملها قوى واحزاب و شخصيات و مجاميع اليسار والتقدم والعلمانية الحيّة و الجادّة، و التعريف بماهية تطلعاتها الى الآفاق المتحرّكة للواقع، ثم على نجاحه الى حوارها المتمدن في خضمّ توظيفها تجارب و مرارات الأمس و سعيها الى ان لا تبقى حبيستها . . و على دوره كعامل مشجّع على كسر عُقَدها و قيودها، لرص صفوفها في مواجهة التحديات في مداياتها الجديدة !! وفق التسارع العاصف لأحداث الواقع الشاق الذي تعيشه دول و شعوب الشرق الأوسط و المنطقة، اضافة الى عمله الدائب بما يوفره للجميع، على المساعدة في تلمّس نقاط التقارب و التفاهم، للمّ شمل اوسع قوى اليسار و الديمقراطية و التقدم في المنطقة . . و فيما استطاع " الحوار المتمدن " تقديم اراء و بحوث قيّمة لا تنقطع في مجالات متنوعة، اثبتت تخلّف و عجز عديد من المؤسسات الرسمية و اشباهها، بل و عجز قسم منها حتى عن مناقشتها، لأفتقارها الى الأرضية الفكرية الضرورية لذلك و لأفتقارها الى الرغبة الجادة في تحقيق ما تطرحه هي، رغم امتلاكها لدوائر وارشيفات و اماكن عمل مريحة مدفوعة من ارصدتها المالية الفلكية. . الأمر الذي زاد من رغبة و مساهمة كوكبة لامعة متجددة من رجال العلم و الثقافة و السياسة و الأدب في المنطقة. و فيما ادّت مرونته في نشر الكتابات الهادفة، الى تشجيع و ابراز كثير من القابليات والخبرات التقدمية و اليسارية على الكتابة و طرح الأمور العملية، و الى جرّ اوساط شابة متجددة للتأمل و للتفكير و الأبداع و التعبير، بإثارته رغبتها بالأنخراط في النشاط من اجل التغيير . . بعيداً عن الضياع و التشتت، و عن الأنانية الضيّقة القاتلة . و لابد من القول ان نجاحاته، حفزّت و شجّعت و سرّعت ظهور مواقع يسارية اخرى من جهة، و ادّت الى ان تأخذ بأسلوبه و بروحيته مواقع يسارية معروفة من جهة اخرى، اضافة الى ان صحف و اجهزة اعلام و مواقع معروفة وجهات تنفيذية عربية و اقليمية صارت تاخذ بآراء كتابه. . اضافة الى مواقع و اجهزة اعلام اوربية و دولية، مستفيدة من امكانيات ترجمة المقالات و استنادا الى مكانة كتاب معروفين عربيا و دوليا و اقليميا . . ممن يكتبون و يساهمون فيه . كل ذلك و غيره، جعل للموقع نوافذ شعبية حيّة متعددة متزايدة التنوع، تنشط نحو صياغة و بناء الأمل الواقعي بامكانية التقدم والتحرر . . خاصة وان افكار واجتهاد كاتباته وكتابه صار يؤخذ بها حيث تحول عدد منها الى اجراءات فعلية ملموسة، رغم الصمت المفروض عليه و التجاهل المتعمد له . . والذي اخذ يتطور الى محاولات انظمة بعينها الغائه بحظره، مقدّمة في ذلك دليلاً جديداً على ان الأنظمة المتحجرة و القوى المتسلطة تحارب الفكر اساساً بل والفكر المعلن، وليس ( التنظيمات الهدامة ) كما درجت على تسميتها، متخذة من صعوبات التربية الديمقراطية غطاءاً لتمرير سياستها . . . في زمان العولمة والأنفتاح و الثورة المعلوماتية . . وهي ماساة منطقتنا ! حتى صار " الحوار المتمدن " بجميع عامليه المتطوعين بشكل كامل فيه و عليه . . احد اكبر المؤسسات الإعلامية في العالم العربي من حيث عدد الكتّاب والكاتبات و القراء، كموقع يحقق تفاعلاً متبادلاً حيّاً بين محرراته و محررية و بين قارئاته و قراّئه، وبالتالي يشكّل مؤسسة من المؤسسات اليسارية الحديثة ذات التأثير الواضح والمعروف على الصعيد الإعلامي الفكري الثقافي، و على الصعيد السياسي و التحريضي، كما مرّت الإشارة اليه، و بدلالة تواصل و تزايد ماينشر عنه في وسائل اعلام العالم العربي و المنطقة. و صار يشكّل أحد الوسائل المهمة والمؤثرة في العالم العربي للنشر و للإقناع بالأفكار اليسارية والتحررية والعلمانية والدينية المتنورة ومبادئ الحرية والديمقراطية، وقيم المجتمع المدني الحديث، حيث بلغ عدد زواره منذ بداية تأسيسه والى اليوم ما تجاوز عن 310 مليون زائر، ينشر ما يقارب 100 موضوع يوميا ، 600 تعليق، و 2000 خبر. و يشارك في النشر فيه أكثر من 15 إلف كاتبة وكاتب، و لديه أكثر من ثلاثة ألاف موقع فرعي لأبرز كتابه وكاتباته. في وقت صار فيه الإعلام الكتروني ينافس الإعلام الورقي، بوتائر سريعة لاتزال تتصاعد و تنبئ بتزايد احتمالات تفوقه على الإعلام الورقي، بدلالة التأثير الهائل و السريع الذي يهزّ العالم الآن لما ينشره موقع ويكيليكس الألكتروني على سبيل المثال، بعيداً عن درجات تقييم الوثائق التي ينشرها، و وجهات النظر المتنوعة حولها. ورغم الرؤى المتنوعة لكتّاب و مبدعي العقود الماضية حول الإعلام الألكتروني و النابعة من معاناتهم و كفاحهم المرير من اجل النشر في تلك العقود و حتى الآن . . يشبّه باحثون علميون ما يجري، بالفروق بين الكفاح في سنوات فانوس الكيروسين و الزيت، و الكفاح في سنوات انوار الكهرباء . . و كما تحّول الفاكس ثم الإيميل الى وثيقة رسمية معمول بها و منشور لها في بلدان و مؤسسات بل و مؤسسات حسّاسة يتزايد عددها . . . تسبب السطو على الأكثر حساسية منها بهزّة ويكيليكس. في وقت ان يتحول فيه الإعلام الألكتروني فعلاً الى سلطة رابعة في البلدان التي تمارس و تحترم القوانين و مبادئ الديمقراطية . . فإنه بتحطيّه الحدود الدولتية وتأثيره . . تسبب بوصف مسؤولين في دولنا له بكونه ليس اكثر من ( بيت للقمامة)!! على حد وصفهم، لشعورهم بتهديده الجديّ لهم بسبب قابليته على الأنتشار السريع بسبب آلية نشره من جهة و لموثوقية مصادره من جهة اخرى . و فيما فرح منتسبو " الحوار المتمدن " محررات و محررين، اداريين و زائرين لنيله جائزة "مؤسسة ابن رشد للفكر الحر" ـ الجمعية العربية المستقلة المسجلة في المانيا ـ (1) لهذا العام، لأنها تثمين لدوره الفكري و الإعلامي الملحوظ في العالم العربي، و دعوة اعلامية عربية ـ اوروبية للأقتداء به كنموذج هام لتلاقي حَمَلة الفكر في حوار متمدن يسوده الطابع العلمي. و لأنه يشكّل علامة الى حاجة المنطقة العربية و الشرق اوسطية المتزايدة، الى يسار فاعل و مؤثر، تعكسها وقائع المنطقة المتتالية . . يسار ديمقراطي علماني متضامن مع الإتجاهات القومية التحررية و الليبرالية، ومن منابر متعددة تتضامن امام المحن و حيثما امكن، لفائدتها جميعاً . و فيما يرى آخرون فائدة الجائزة اعلامياً للمؤسستين ؛ " ابن رشد " و " الحوار المتمدن " لما مرّ ذكره، يرون انه يشكّل طريقاً جديداً لأقامة " الحوار المتمدن " علاقات مع حلقات اوسع من الأكاديميين . . عرب و شرق اوسطيين، سواء في بلدانهم او في المهجر، ممن يتمتعون بعلاقات ثابتة مع مؤسسات اوربية و دولية انسانية و متفتحة على قضايانا و داعمة لها (2)، كما دعمت " مؤسسة اولف بالمة " لمشروع " الكتاب الشهري " مثلاً . خاصة و ان كلمة ممثل المنظمة الألمانية لليونسكو أ.د. " ك. فولف " اشارت الى اهتمام منظمة اليونسكو العالمية المتزايد بل " ومن صلب اهتمامها " على حد تعبيره، بالحوار الحضاري المتمدن و تبادل الأفكار، اضافة الى تفاصيل تزايد اهتمامها بالإعلام الألكتروني (3) .. و يلاحظ اكثر المتابعين ان النجاح الذي حققه ويحققه الموقع الى الآن، يشير الى اهمية استمراره بطريقته التي دأب عليها بإعتماده العلم والمنطق و السبق والأمانة في التعامل مع المتغيرات، وباستمرار جهده الدائب في تقليص الطروحات و التعليقات المخلّة ، و بمحافظته على موقعه المستقل، الذي سار عليه منذ البداية و شكّل جوهر نجاحه في التعامل مع المتغيرات التي لاتنقطع . كموقع يساري مستقل ـ وليس كمنظمة سياسية ـ، موقع تراجعه و تحتاجه وتساهم به شخصيات علم وادب وفن وتيارات و احزاب اليسار والعلمانية والحداثة من جهة، والجميع لحاجتهم له لأنه يعكس بصدق المطالب المعاشة العادلة القابلة للتطبيق ويشير الى سبل تحقيقها، نحو التمدن والعدالة الأجتماعية في الظروف القائمة . . و يساعد على تقريب الساعين الى تلك الأهداف بعضهم لبعض لتشكيل ضغط اكبر لأجل تحقيقها . . من جهة اخرى، رغم الصعوبات و المعوقات التي واجهها و يواجهها، . . و على طريق نجاحات و اخطاء عمل لحلها، فاستمر على طريق خطه البياني المستمر بالتصاعد، معززاً ذلك باحتفاظه بروح المبادرة و الإقدام والإبداع . . كصوت متفاعل لمن لا منبر لهم، و كصوت للكلمة المقيدة و الكلمة الممنوعة، على طريق حرية الفكر في المنطقة. و اخيراً فإن الحديث يطول عن " موقع رزكار" الذي صار عالماً حيّاً يتواصل الإتساع اسمه عالم " الحوار المتمدن " . . تحية لـ " الحوار المتمدن " في الذكرى التاسعة لأنطلاقته ! وتحية من القلب لكاتباته و كتابه وقراّئه وقارئاته والى الزميلات و الزملاء في هيئة تحريره، و تحية خاصة الى منسّقه العام الصديق " رزكار عقراوي " ، على جهود الجميع التطوعية الفذّة التي لاتفيها الكلمات حقها، متمنياً للجميع موفور الصحة والتوفيق من اجل قضية الأنسان في منطقتنا. (انتهى)
9 / 12 / 2010 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1. راجع موقع " مؤسسة ابن رشد " الألكتروني و التعريف بها فيه. 2. كمنظمة النجدة الشعبية الفرنسية على سبيل المثال، التي دعمت و تدعم مشاريع ثقافية فكرية متنوعة في الشرق الأوسط .. 3. راجع كلمة ممثل المنظمة الألمانية لليونسكو أ.د. " ك. فولف " ، في حفل فوز الموقع بجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2010، في 26 تشرين ثاني نوفمبر 2010 .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من -موقع رزكار- الى -عالم الحوار المتمدن- 1
-
- سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 3
-
- سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 2
-
- سيدة النجاة - . . انهم يقتلون روحنا الحيّة ! 1
-
نحو انقلاب، أم كيف ؟ ! 3
-
نحو انقلاب، أم كيف ؟ ! 2
-
نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 1 من 2
-
وثائق - ويكيليكس - و تشكيل الحكومة الجديدة
-
مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -
-
مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 2 من 2
-
مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 1 من 2
-
مظاهرات الكهرباء و عجز المحاصصة الطائفية !
-
صراع الكتل و مخاطر الإستبداد !
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 3
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 2
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1
-
مَنْ ينتصر على مَنْ ؟
-
هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 2 من 2
-
هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 1 من 2
-
باقة ورد عطرة للبروفيسور كاظم حبيب
المزيد.....
-
هل ينام الأطفال بعمق أكبر في الشتاء؟
-
روسيا تواصل تقدمها العسكري في أوكرانيا وتسيطر على ست مناطق ج
...
-
روائح واخزة تنبعث من أماكن الغارات الإسرائيلية على الضاحية ا
...
-
الخارجية الإيرانية: مزاعم ضلوع طهران في محاولات اغتيال ترامب
...
-
مستشار أوكراني سابق: زيارة زيلينسكي إلى هنغاريا كارثية
-
حريق ضخم يلتهم السيارات في شارع الحمرا ببيروت (فيديو)
-
سيناريوهان متناقضان ينتظران إيران في عهد ترامب الجديد
-
كيف أعادت غزة ترامب إلى البيت الأبيض؟
-
اشتعال عشرات السيارات في حريق ضخم بشارع الحمراء ببيروت
-
إيران: اتهامنا بالتورط بمحاولة اغتيال ترامب -عار عن الصحة-
المزيد.....
-
اليسار والإعلام الالكتروني, الحوار المتمدن نموذجا
/ رزكار عقراوي
-
نقد لسلبيات موقع الحوار المتمدن
/ الحكيم البابلي
المزيد.....
|