أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وهيب أيوب - أخلاق ما بعدَ الفُراق














المزيد.....


أخلاق ما بعدَ الفُراق


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 17:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تُمتَحن الأخلاق لدى الرجل والمرأة، ليس أثناء العلاقة الزوجية فحسب، ولكن بعد وقوع الطلاق.
يعتبِر الكثيرون أن الزواج مؤسّسة فاشلة، ويقول آخرون بالرغم من ذلِك أنّه شرٌّ لا بُدّ منه، وأنّها سنّة الحياة.
لنتجاوز هذه الآراء وندخل إلى صلبِ الموضوع الذي أتينا من أجلِه، وهو مسألة ازدياد حالات الطلاق في مجتمعنا والعالم العربي، وتشير جميع الإحصاءات بتنامي حالة وقوع الطلاق بين الأزواج، على الرغم من أن بعض تلك الحالات قد عاش أصحابها قصّة حب عاصِفة، لكن ذلك لم يمنع من وقوع الخلاف الذي أوصل للافتراق.
ما يهمّني من طرح هذا الموضوع الشائك، هو كيفية تعامل المُطلّقان بعد أن توصّلا إلى قناعة بعدم إمكانية استمرار الحياة الزوجيّة فيما بينهما، وهذا أمر غير مرغوب ولكن لا بُدّ منه أحياناً، وهو ليس كارثة ولا نهاية العالم.
لكن ما يُعدٌّ كارِثة هو البدء بنشر الأسرار الزوجية التي كانت قائمة بين الطرفين، وتشويه كلٌّ منهما سمعة الآخر، ناهيك عن الإضافة عليها بما كان ولا كان، من قِبلِ الأهل والأصدقاء والمُقرّبين، وتلك آفة اجتماعيّة، تُعبِّر حقيقة عن مستوى الأخلاق والوعي لدى أي مجتمعٍ من المجتمعات.
عبر نشرِ كل تلك الأسرار والوثائق التي تشبه وثائق "ويكليكس" الشهيرة، يحاول كلّ طرف إثبات سوء الطرف الآخر ليحظى بالرضا الاجتماعي، وأن الحق إلى جانبه، وأنّه قام بفعل الطلاق بسبب تصرفات الآخر، مُبرِّئاً نفسه تماماً من أي أخطاءٍ.
يبقى الأمر الأكثر سوءاً وضرراً على المستوى النفسي والاجتماعي، هو الواقع على الأولاد، الذين لا ذنبَ لهم لا في الزواج ولا في الطلاق. وينسى الطرفان مدى ما يلحقانه بأولادهم من مآسي وأحزان وعقد نفسية، سوف تلاحقهم مدى الحياة، لهذا قُلتُ في المقدِّمة:
تُمتَحن الأخلاق لدى الرجل والمرأة، ليس أثناء العلاقة الزوجية فحسب، ولكن بعد وقوع الطلاق.
يجب أن نعلم جميعاً، أنّ مسألة الخلاف بين الناس والأزواج مسألة طبيعية، ولكن السؤال المهم، هو كيفية التعامل مع تلك الخلافات، وأخصُّ هنا خلافات الأزواج وحدوث الطلاق.
في رأيي، يستطيع الزوجان المُفترقان، دفن جميع أسرارهما وخلافاتهما الشخصية في آخر سطر يكتبونه سويّة. بهذا يحفظ كلّ منهما سمعة الآخر، ويصونان مستقبل الأولاد، ولا يقوم أحدهما بالتحريض على الآخر أمام الأولاد فيفسدون حياتهم ومستقبلهم.
ناهيك عن أن الزوجين لهما الفرصة ببناء تجارب جديدة وحياة جديدة، فليحفظ كلّ منهما كرامة الآخر وسمعته، وليبدءا حياة جديدة.
أسباب الطلاق كثيرة ومتعدِّدة، ولستُ بصدد عرضها الآن، ربما أعرض لها في مقالٍ آخر، لكن التركيز فيما أطرحه اليوم، هو كيفية التعامل مع الحالة بعد وقوعها، وعدم فضح الأسرار وترويج الإشاعات وافتراءات من كلا الطرفين. ولكن يبقى دائماً الطرف الضعيف في المعادلة هو المرأة، في مجتمعاتٍ ذكوريّة بائسة.
إنّه ليس من الأخلاق في شيء أن يقوم أحد الطرفين أو كلاهما، بنبش ما وجَبَ دفنه وطيّه إلى غير رجعة، وفي هذا مصلحة للطرفين وللأولاد كما أسلفت، ومن أجل الأولاد يستحقّ الأمر التضحية بأمور قد يكون أحد الطرفين مُحقّاً بها.
ولكن تبقى أمور الحقّ والباطل، والخطأ والصواب، مسائل نسبيّة، ولن تَجِدَ طرفاً يقول عن نفسه بأنّه المُخطئ، تلك أمور تحتاج إلى جرأة نادِرة. لهذا فمن الأسلم إقفال ملفّ العلاقة نهائياً بعد الطلاق والافتراق مباشرة. بل أنّني أستطيع أن أقول ودون مُبالغة، أنهما يستطيعان البقاء أصدقاء بعد ما فشلت تجربة الزواج، أو على الأقل في حالة من العلاقات الإنسانيّة الودّية، وهذا ليس بصعبٍ أو مُستحيل، فقط قليلاً من العقلانية والأخلاق والضمير.
هذا السلوك، سوف ينعكس خيراً على الجميع، الزوجين والأولاد والأقارب والجيران، وقد تنعكس أيضاً على التخفيف من الظلم الفادِح الذي يلحق بالمرأة المُطلّقة في مجتمعاتنا الشرقيّة التقليدية، والنظرِ إليها وكأنّها هي الطرف المُخطئ، وهذا غير واقعي وظالم في معظم الأحيان، فلا أحد يدري بأسرار البيوت ودواخلها إلاّ الذين تحت سقفها. فتفاصيل الحياة الدقيقة والسلوكيات الفردية للإنسان لا تظهر في المجتمع كما هي داخل الجدران الأربعة، لأن من عاداتنا كمجتمع متخلّف، إخفاء مساوئنا خلف الستائر والظهور بما يُرضي المُجتمع، وهذي حالة نِفاق مُستشرية في كلّ مجتمعاتنا العربية، التي يحلو لها دفن رأسِها بالرمال.
لجولان المحتل / مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضاء سوري عابر للحدود والبحار..!
- الحارة وشبّاك -أم محمود-
- وُجُوهٌ مَسلوبة
- حَفنَةُ تنويرٍ وكُثبانُ التكفير
- الموتُ الآخر ل نصر حامد أبو زيد
- الهزيمةُ والعقل المأزوم
- مِحنَة القراءة وفَهم المقروء
- قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ
- سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية
- إرضاع الكبير وصحن الحمّص والجلباب...فماذا بعد؟!
- عشتمْ وعاش الجلاء والاستقلال! / حَكي شوارِعْ
- في البدءِ كان الاستبداد
- -سوريا ألله حاميها-
- - ودَقَ العَيْرُ إلى الماء -
- صَدَرَ المرسومْ.. تعالَ واقبَضْ المعلوم!
- شيفرة المتنبي
- -شعراء- و -أدباء- و -كتّاب paste- (copy -
- فلسفة السلطة وعجز المعارضة
- الطائفية...تنوير أم تعصُّّب؟!


المزيد.....




- سجلي 800 دينار..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- الملاكمة النسائية في الجزائر.. إيمان خليف تلهم العديد من الف ...
- نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا ...
- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وهيب أيوب - أخلاق ما بعدَ الفُراق