أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد














المزيد.....

برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 963 - 2004 / 9 / 21 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


كاريكاتير .. برنامج عراقي كوميدي يُعرض ظُهر كل يوم جمعة من على شاشة قناة الشرقية الفضائية حقّقَ وفي مدة قياسية نجاحاً ساحقاً وحضوراً واسعاً بين العراقيين سواء مَن هم في الداخل أو مَن هم في المهجر بالمقارنة مع برامج تلفزيونية أخرى تُعرض على شاشات الفضائيات العربية والسبب هو الصدق والموضوعية التي يلمسها المشاهد في حلقات هذا البرنامج التي تناقش كل واحدة منها موضوعاً معيناً يمس حياة المواطن العراقي وهمومه اليومية .. وتبرز موضوعية هذا البرنامج بوضوح في توجيهه للنقد لكل من السلطة والمجتمع في العراق على عكس ما دأب عليه البعض في المجتمعات الديمقراطية من توجيه النقد للسلطة فقط وتحميلها وزر كل ما يرتكب من أخطاء وما يحدث من كوارث في البلاد وكأن المجتمع بكل حسناته وسيئاته معصوم من الخطأ .
أن أجمل ما في النقد هو أن يكون بنائاً أيجابياً وليس تخريبياً سلبياً أي أن يكون دافعه الحرص والغرض منه التنبيه الى السلبيات والأخطاء ليتم تجاوزها وتصحيحها لا أن يكون الدافع أليه الأنتقام وتصفية الحسابات والغرض منه الطعن في الشخوص وتسفيه الأفكار لمجرد أنها مخالفة لفكر الجهة التي تَنقُد والنوع الأول من النقد أي الأيجابي هو الذي ينتهجه فريق عمل ( كاريكاتير) والذي يشعرنا من خلاله بالحرص الحقيقي على مصلحة الوطن والنية الصادقة في بنائه بالشكل الصحيح .. لقد أثبتت هذه التجربة الفنية الفتية وبالدليل القاطع على أن في العراق أناس توّاقون الى الديمقراطية ويفهمونها بشكلها الصحيح على أنها دعوة للنقد البناء والمطالبة بالحقوق وأداء الواجبات لا كما فهمها البعض في العراق على أنها دعوة للقتل وحَز الرؤوس وسرقة ممتلكات الدولة ومؤسساتها الثقافية والأقتصادية والعلمية.. ونستطيع أن نلمس بوضوح مدى الوعي لدى فريق عمل البرنامج من خلال كلام الممثل المبدع علي جابر أحد ابطال حلقات هذا البرنامج والذي يقول في حديث له مع صحيفة الوطن الكويتية قبل أيام " المشكلة هي أننا شعوب لا تعي أن الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وأن الأنتقاد لا يعني بالضرورة أنني ضد من أنتقده .. يجب أن نفهم أن الأختلاف في وجهات النظر نعمة وهو يوفر الأرضية المناسبة للفنان لكي يعبر عن التزامه تجاه أهله وتجاه شرف مهنته " .. وضمن الحديث عن الخطوط الحمراء التي كانت موجودة أيام النظام السابق وهل لا تزال اليوم موجودة تقول الفنانة بشرى أسماعيل وهي أيضاً واحدة من بطلات حلقات هذا البرنامج في حديث لنفس الصحيفة " أن الحال في الوقت الحاضر قد أختلف كثيراً عن السابق .. يوجد اليوم تحرر ملموس من القيود وبأمكانك الآن أن تنتقد أي مسؤول بدون حرج أو خوف .. لكن المشكلة هي في الخطوط الحمراء التي بداخلنا والتي لا يمكن تجاوزها بسهولة " وتضيف " أعتقد أن الجهات الرسمية الآن مثقفة و واعية بقدر يجعلها تتفهم دور الفنان وغرضه.. المشكلة هي في مجموعات وأتجاهات معينة نشأت مؤخراً وهي لا تفهم الدور الحقيقي للفن والفنان .. هذا الجهات تتعامل مع الفنان بطريقة أما مع أو ضد " .
أن أبطال ( كاريكاتير) هم فريق عمل رائع ومتميز يبتدع الأفكار والمواقف الساخرة من صميم الواقع العراقي ويصوغ مشكلات هذا الواقع الأجتماعية والسياسية والأقتصادية بأسلوب كوميدي جميل يجعلها سريعة النفاذ الى قلوب وعقول العراقيين الذين أصبحوا يتسمّرون أمام شاشات التلفزيون ظُهر كل يوم جمعة لمشاهدة حلقة جديدة من حلقات ( كاريكاتير) والتي تمتاز كل منها بنكهة خاصة في الهدف والأسلوب والطرح .. أن نوعية الأفكار والمواقف الساخرة التي تُميّز كل حلقة تجعلنا نشعر بأننا نقف أمام فريق عمل على درجة عالية من الشعور بالمسؤولية ويعي بوضوح دوره الحساس والخطير في تشخيص وعرض وأدانة مشاكل وأخطاء وسلبيات المجتمع الذي يعيش فيه .. لذا فأنني على ثقة من أن حلقات البرنامج وما يطرح خلالها من نقد تثير حفيظة البعض سواء كان من السلطة أو من المجتمع فبعض مَن وصلوا اليوم الى السلطة لم يتعودوا على النقد كما أن شرائح واسعة من مجتمعنا المريض ممن يطالها نقد البرنامج لا تتقبل هذا النقد لأنها لا تفهمه أصلاً بل وتعتبره هجوماً عليها وعلى أفكارها وممارساتها التي تراها هي صحيحة ومُنزّلة .. وبالفعل بدئنا في هذه الأيام نقرأ لبعض الأقلام الحجرية التي بدأت تطال فريق البرنامج بالتشويه وبنقد جارح لا يليق بكُتّاب يدّعون حرصهم على مصلحة الوطن .
تحية للفنان الشامل الرائع زهير محمد رشيد الذي نعلم جيداً أنه وبأمكاناته الفنية الكبيرة يقف وراء فكرة هذا البرنامج وتحية للفنانة المبدعة الشجاعة بشرى أسماعيل وللممثل المبدع علي جابر ولجميع أبطال وكادر أنتاج وأخراج برنامج كاريكاتير فهم اليوم يحملون أرواحهم على أكفّهم دفاعاً عن الديمقراطية في العراق بالكلمة وبكوميديا جميلة هادفة الغرض منها بناء عراق جديد ديمقراطي نتمنى أن تجد لها صداً لدى كلّ من السلطة والمجتمع في العراق لأن كلاهما يكمّل الآخر وبدون أحدهما لا يبنى العراق الذي نحب ونتمنى .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد