نعيم آل مسافر
الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 21:31
المحور:
الادب والفن
قال الشاعر
( بيه فرح بيه حزن .. وأثنينهن يردن دمع
والعلة مدري بيا كتر لاشوفها ولا تتسمع)
هذه الأبيات الجميلة الرائعة للمرحوم الشاعر الكبير كاظم خبط.. حيث يصف فيها حالة إنسانية يمكن أن يمر بها أي منا عندما يختلط الفرح والحزن في آن وحدث واحد .. فلا تدري هل تزغرد أم تنعى؟ هل تضحك أم تبكي؟ وتضيع في مثل هذه الحالات مقاييس الربح والخسارة والنصر والهزيمة .. لأنك لاتعرف السبب أللذي أدى إلى تشابك الأمور واختلاطها بهذه الطريقة المعقدة.. فلو عرف السبب لبطل العجب .. ولو عرفنا الداء لوضعنا له الدواء. أو لحاولنا ذلك على الأقل..
فبعد سماعنا خبر توافق الكتل السياسية على تشكيل الحكومة وتقاسم الغنائم والمناصب وتقديم التنازلات في ما بينها من أجل مصلحة الوطن والمواطن. اختلطت لدينا هذه المشاعر, كما يصفها الشاعر, في الأبيات آنفة الذكر.. فرحنا لإخراج البلاد من هذا المأزق والجيب المهلك الذي وضعت الكتل السياسية البلاد والعباد فيه.. وبعد اللتيا والتي, أتى هذا التوافق.. وأن يأتي متأخرا خير من أن لايأتي. وهو بالطبع خير من العودة إلى المربع الأول..
أما ما أحزننا فهو تفصيل الديمقراطية على مقاس قادة الكتل السياسية.. وعلى أطماعها وأمالها المشروعة وغير المشروعة في السلطة والمال السياسي.. ما أحزننا أن تولد بعد هذا المخاض العسير حكومة محاصصة اتفقوا على تسميتها مشاركة وطنية..وعلى هذا الأساس من تقاسم المصالح الحزبية والشخصية سيكون الاحتمال ضعيفا جدا بل شبه معدوم أن تأتي حكومة تكنوقراط وكفاآت ناجحة. ونجاح أي حكومة في العالم يأتي من خلال تقاسم الأحزاب السياسية للأدوار فمنهم من يكون في الحكومة ومنهم من يكون في المعارضة..لا أن يتقاسموا السلطة.. وستذهب السنوات الأربع القادمة أدراج الرياح.
ولا ندري أين تكمن (العله)؟ كما يقول الشاعر .. فينا لأننا أخطئنا الاختيار ومنحنا ثقتنا لمن لايستحق؟ أم في الطبقة السياسية الحاكمة؟ أم في الطرفين معا؟ (والعله مدري بياكتر؟ .. لاشوفها ولا تنسمع) ..
#نعيم_آل_مسافر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟