أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - الهوية الجمالية للمكان .. قراءة في واحة الغروب ل بهاء طاهر















المزيد.....

الهوية الجمالية للمكان .. قراءة في واحة الغروب ل بهاء طاهر


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


في نصه الروائي (واحة الغروب) – الصادر عن دار الهلال بالقاهرة سنة 2006 – يعيد بهاء طاهر تكوين الهوية الجمالية للمكان من خلال علاقته المعقدة بالعلامات التاريخية ، و الثقافية ، و الفنية ، و الروحية المتنوعة ، و المتعددة من جهة ، و الصيرورة السردية القائمة على الاتصال الإبداعي بين الأصوات الروائية ، و التاريخية ، و الروح الفريدة المتجددة للمكان / واحة سيوة قرب نهاية القرن التاسع عشر من جهة أخرى ؛ فالسارد الأول هنا يفسح المجال لتطور العلاقات الثقافية ، و الفنية المعقدة عن طريق الاكتشاف المتجدد للحظة النسبية التي تميز الوجود الجمالي لكل صوت في علاقاته التداخلية بالإيماءات الإبداعية التي تجمع بين الغياب ، و الموت ، و الحب ، و الخلود ، و الخصوبة ، و العقاب ، و العنف العبثي ، و الأفكار الإنسانية المتمركزة حول العقل ، و الذات ، و سطوة التقاليد ، و غيرها .
تتداخل بنية المكان – إذا- مع مجموعة متنوعة من المسارات الفكرية ، و الحضارية ، و الجمالية التي تمنحها قدرا من التحول ، و الخصوصية من جهة ، و التفاعل الخلاق بين فاعلية التراث ، و زمن الحكاية المؤول للعوالم الداخلية للشخوص من جهة أخرى .
و لأن (واحة الغروب) تقوم على تعدد الرؤى ، و الأصوات السردية التي يجمعها الاتصال المادي ، و الروحي بواحة سيوة ، و كذلك التباين ، و الاختلاف ؛ فقد انحازت لمبدأ تجاوز البنى المستقلة ، و الاستشراف المستمر للذة الغياب ، و المعاينة الإبداعية للنهايات بوصفها تحققا آخر متجددا .
و قد تنوعت مسارات الشخوص في النص تبعا لزاوية النظر الممثلة لها ، و علاقتها بجماليات المكان ؛ فمحمود / المأمور المكلف بجمع الضرائب من أهالي الواحة يتوتر بين الماضي الوطني في علاقته بالثورة العرابية ، و معاينة لحظات التلاشي في الواحة ، و زوجته كاثرين الأيرلندية تتطلع إلى البحث عن قبر الإسكندر ، و آثاره ، و تمثل مليكة الطاقة المولدة من التراث الثقافي للواحة في علاقتها بسطوة التقاليد ، ثم نعاين مفاهيم الخير الملتبس بالشر في بعض أصوات الواحة ؛ مثل صابر ، بينما يتجلى الزهد في الشيخ يحيى ، كما يعيد السارد تمثيل صوت الإسكندر الأكبر بضمير المتكلم ، أو من خلال ولوج صورته لعوالم شخصيات أخرى ؛ مثل كاثرين ، و مليكة .
و يمكننا ملاحظة خمس تيمات في النص ؛ هي :
أولا : الصخب ، و التحول في بنية الإشارات الثقافية .
ثانيا : الهوية الجمالية للمكان .
ثالثا : وهج الغياب ، أو تجاوز حدود الزمن .
رابعا : الإشارات المجازية للواقع .
خامسا : التبئير الداخلي المتعدد ، و الوظيفة التأويلية للسارد .
أولا : الصخب ، و التحول في بنية الإشارات الثقافية :
تتداخل الإشارات الثقافية ، و تتفاعل في النص خارج أبنيتها الأولى ، و كأنها تتأهب لإحداث طفرات استعارية جديدة في شخوص أخرى ، و أزمنة مختلفة ، و يسهم التحول في البنية الداخلية للإشارة الثقافية في تحوير ، و تعديل مدلولها في الذاكرة التاريخية ، أو الجمعية .
لقد عاين صوت الإسكندر – في النص – حلول حورس بداخله في معبد آمون بسيوة ؛ ليتوج كفرعون للبلاد ؛ و من ثم فقد فوجئ صديقه بتلك المنزلة الإلهية التي تعلو على مفهوم البطولة في ثقافة اليونان .
إن الطاقة المجازية المولدة من تفاعل حورس ، و الإسكندر كعلامتين تمثلان لقاء بين الشرق ، و الغرب ، حورت مدلول البطولة في وعي الإسكندر إلى قوة إنسانية كبيرة ، و عالمية ، و كأن الإشارة تتجاوز بنيتها ، و تتجدد من خلال الأخيلة ، و التأويلات المصاحبة لعلاقات القوة ، و التغيرات الحضارية .
و نقرأ في صوت كاثرين ، و أحلامها تحولات صورة الإسكندر ، و اختلاطه بمليكة ، و لوازم آمون ، و غضبه المتكرر من كاثرين نفسها ، أو إظهاره المتطرف لقوته ، و تحولاته الأسطورية الجديدة .
تأتي مليكة إلى أحلام كاثرين ، و معها الإسكندر كطفل غاضب ذي عينين حجريتين ، أو يأتي بصورته الأولى في الذاكرة الجمعية ، أو يختلط بوجه مليكة ، و ملامحها ، ثم تتحول ضفائرها إلى ثعابين كبيرة تزحف نحوها .
و لي ملاحظتان على هذه التحولات الثقافية غير الواعية في وعي كاثرين ؛ هما :
الأولى : الصورة الصاخبة للإسكندر ، و التي تعكس قوته المتطرفة المعروفة ، و لكن الصخب هنا يشير أيضا إلى مركزية فعل التحول نفسه ، دون قداسة ، أو نبل ؛ فعيناه الحجريتان تعكسان وهجا غائبا يرتبط بجماليات الرمال في لحظة الحكي الخاصة بوجود صوت كاثرين في الواحة ، و الثعابين المولدة من الوجه الملتبس بين مليكة ، و الإسكندر تدل على تجرد الأخير من ارتباطه المتعالي بآمون ؛ إذ تأتي الثعابين في سياق أسطوري يناهض غموضها الروحي في الميثولوجيا المصرية المتعلقة بآمون .
ذلك الصخب الذي يصب في التحول المجرد يشير إلى اتخاذ صورة الإسكندر مدلولا إنسانيا تخيليا ، و نسبيا يجمع بين الأسطورة ، و الأخيلة الأنثوية لدى كاثرين .
الثانية : اقتران الصورة المتحولة للإسكندر بامرأتين تنتميان إلى ثقافتين مختلفتين ؛ و من ثم فهو يلتحم بمدلول الخصوبة عندهما ، و لكنها خصوبة توليدية للخيال ؛ فمليكة هي الوسيط الفني / الإنساني الذي يحل فيه الإسكندر ليمنحه الفاعلية المتجددة للتراث الثقافي ؛ أما كاثرين فيغزوها بقوته الأسطورية المكملة لعقلانيتها من جهة ، و يفكك علاقتها بالبنى التاريخية الثابتة عن طريق ولوج الأسطورة لها من جهة أخرى .
و في اللقاء الملتبس بين مليكة ، و كاثرين أشارت مليكة إلى تمثالين يشبهان كلا منها ، و كاثرين ، و يتسمان بالبدائية ، و الجمال الجسدي للأنثى ، و قد قاربت مليكة بينهما كأنهما يتعانقان .
و أرى أن هذا اللقاء المجرد من التواصل اللغوي بين كاثرين ، و مليكة يصب في تحول رغبة الإسكندر توحيد الشرق ، و الغرب إلى تلك الصورة الرمزية التي تجمع بين الخصوبة الناقصة ، و السلام الأنثوي المحتمل ، و المناهض لتضخم مبدأ القوة في تراث الإسكندر القديم ، و قد يكون اللقاء الجسدي الذي أومأ النص إليه مكملا للاتصال الروحي الرمزي المحتمل بين ثقافتي كاثرين ، و مليكة ، أو الواحة ، و الأفكار الذاتية ، و العقلانية في الفكر العالمي .
ثانيا : الهوية الجمالية للمكان :
تنبع الهوية الجمالية لصحراء سيوة من التفاعل الإبداعي بين تراثها الثقافي ، و التكوين الفريد للمكان ، و اختلاط وهج الحياة فيها بإشارات الغياب ، أو الخلود ؛ فلا يمكن الفصل بين بنية المكان ، و تاريخه ، و الصيرورة السردية ، أو التأويلية للشخوص في النص ؛ فكاثرين تعايش تجربة تلاشي علاقتها بمحمود ، و الأخير يغيب في صخب الواحة ، و يتجاوز مخاوف الموت ، و مدلوله الأول في الوعي ، و فيونا المريضة تتوحد بأطياف الحكايات ، و يظل صوتها معلقا بين الغياب ، و الحياة الشبحية في الواحة ، و تصير مليكة رمزا للأنوثة الصحراوية التي تطارد الخصوبة ، و تتوحد بالفاعلية الخفية لفنيات التراث ، دون أن تتخلى – في بنيتها – عن مركزية الغروب ، أو الغياب ، و كأن الواحة دائما ما تمنح شخوصها وهج الحياة فيما يتجاوز حضور الحياة نفسها ، أو في مساحة حتمية من الغياب .
تتميز شخصية الواحة بالإيقاع الصاخب العنيف ؛ و من ثم فالإنسان يقع بداخلها دائما على حافة القوة ، و الأصالة من جهة ، و الاحتمالية التكوينية من جهة أخرى ، دون مركز واضح ؛ فوجوده ، و ثقافته يلتبسان بالشخصية الجغرافية الإبداعية للمكان .
تصف كاثرين غناء البدو الصاخب ، و إنشادهم الناعم الذي يشبه الهمس الأنثوي ، ثم الإيقاع القوي للطبل مع الصرخات ، و تصاعد الإيقاعات المدوية في بداية وصولهم الواحة ، ثم إيجابية علاقتها العاطفية بمحمود في ذلك الوقت .
إن السيمفونية الموسيقية ، و الثقافية المميزة للواحة تقوم على الاختلاف الداخلي ، و تباين العناصر ، و توهجها في الوقت نفسه ؛ إذ تنتقل من النغمات الأنثوية إلى الصخب ، و الخشونة ، و تتحول تلك الإيقاعات إلى صخب الحب بين كاثرين ، و محمود ثم الغياب ، و الموت ، مثل تكوين الواحة الذي يجمع بين جماليات الرمال ، و الخضرة ، و كذلك الحقد المجرد بداخل الشيخ صابر ، و العزلة و الزهد في تركيب الشيخ يحيى .
و تصف كاثرين تكوين الواحة التي تنهض فيها البلدة فوق بحر أخضر ، و تقع فيها المساكن الصفراء على هضبة هرمية ، ثم تناقش محمود في دلالات الشكل الهرمي في مصر .
تجمع الواحة – إذا – بين جماليات التعارض ، و الاختلاف التكويني الذي يشبه فنيات ما بعد الحداثة ، و المنسجم جماليا مع شخصية المكان ، و استشراف الخلود ، و توهج الحياة ، و تجددها في الشكل الهرمي .
و من أهم التأويلات الجمالية للواحة في النص ، ما روته كاثرين من نقاش مع الضابط وصفي ، و محمود حول ارتباطها بالأفق الغربي ، أو ارتباط آمون بالموت ، أو الخلود في ذلك المكان .
و يجسد ذلك النقاش الاتجاه الفني للنص ، و المؤكد لعلاقة الواحة بمدلول الغياب ، أو الغروب ، و يشترك في إنتاجه الماضي منذ شكل عبادة آمون ، حتى مسألة قبر الإسكندر ، و موت مليكة رغم فاعليتها الإبداعية ، ثم غروب الثورة العرابية في وعي محمود نفسه ، و معاينته لنهاياته في الواحة .
و لم يكن الغياب في الواحة ساكنا ، و لكنه يتميز بالتحول ، و الديناميكية كما أشرنا من قبل عن تحولات الإسكندر ، و مليكة ، و حكايات الماضي .
ثالثا : وهج الغياب ، أو تجاوز حدود الزمن :
تقترن لحظات النهايات ، أو الغياب في الواحة بوهج الحياة المتجدد في المستقبل ، و رغم أن تلك السمة تميز المكان جماليا ؛ فإنها هنا تمثل تيمة فنية مستقلة عن السابقة ؛ لأنها هنا تفجر استمرارية الزمن ، و منطقه في القصة ، و كذلك تؤول عالم ما بعد النهايات انطلاقا من الأخيلة ، و الحكايات .
إن تجاوز الزمن هنا يأتي من طاقة الغياب ، دون أن يقف عند حدوده ، أو علاقته بالمكان ، و لكنه ينشئ العوالم الجديدة من ذلك الوهج الجمالي للغياب في الواحة .
و تتجسد تيمة تجاوز الزمن في كل من فيونا المريضة / أخت كاثرين ، و محمود ؛ فالأولى تحكي – عندما يتمكن منها المرض - عن حبيبين فرقهما الموت ، ثم نبتت فوق قبريهما شجرة مولدة من عناق فرعين ؛ أما محمود فيتوهج التراث بداخله ، و تتعارض علاماته الغاربة في الواحة ؛ إذ يتصاعد حقده على كل من الإنجليز - و قد ارتبط برواسب هزيمة عرابي في وعيه ، و لا وعيه – و كذلك الشرط الحضاري للمصريين في لحظة الحكي ، ثم يتعارض بحث كاثرين المتعالي عن تراث الإسكندر و الفراعنة مع سطوة الموت المهدد للوجود في الواحة ، فيفجر المعبد و يعاين موته الصاخب من خلال النور الذي يشرق فجأة بداخله .
يضعنا النص – إذا – أمام علامتين استعاريتين تتجاوزان فكرة الزمن ؛ هما الشجرة التي تجمع الحبيبين في وعي فيونا ، و شعاع النور المتجاوز للحدود الزمنية للذات في وعي محمود ، و كأن الغياب يتحول إلى اتساع مجازي مقدس ، و أصيل خارج المدلول الضيق للحياة .
هل يشبه النور اتساع الصحراء ، و مجازات رمالها ؟
هل تجسد الشجرة قوة العشق ؟ أم تمثل صيرورته في الفراغ ؟
إن النص يحرف الواحة بحد ذاتها في تلك المعاني التأويلية العميقة للغياب ؛ و من ثم فهي تتشكل خارج الزمكانية ، رغم أنها بدأت من جماليات المكان .
رابعا : الإشارات المجازية للواقع :
يختلط المجاز بالواقع في (واحة الغروب) بحيث يفكك مركزية البنى الواقعية ، و الرموز التاريخية ، و كأن التجسد الواقعي نفسه ينطوي على تطور خفي للاستعارة ، و المحاكاة الفنية الملتبسة بالدوال الواقعية ؛ و يبدو هذا الاختلاط واضحا في شخصية مليكة التي تجمع بين الفاعلية الإبداعية للتراث ، و كونها من أهالي الواحة ، و تقع تحت سطوة تقاليدهم ، و كذلك في شخصية الضابط محمد عبيد الذي مات من شدة الحرارة في ثورة عرابي ، ثم شوهد كطيف بعد وفاته في الصعيد ، و الشام ، و أطلق عليه الشيخ عبيد .
يروي الشيخ يحيى عن موهبة مليكة ، و تماثيلها التي تحاكي الجعارين ، و الطيور الفرعونية ، دون أن يعلمها أحد ، و كذلك حبها للزراعة .
تتصل مليكة – إذا – بواقع مجازي محول من الميثولوجيا المصرية ، فضلا عن انتمائها الثقافي ، و الواقعي للواحة ؛ فالجعارين ، و الطيور التي اقترنت عند المصريين بوزن القلب في الطقوس الجنائزية تحولت إلى خليط مجازي من الخصوبة الأنثوية المرحة ، و التوحد بالغياب في تكوين مليكة الواقعي نفسه .
أما الضابط عبيد فيتحول في ذاكرة محمود إلى رمز مجازي جديد يجسد الانتصار على الموت ، و القداسة ، و كذلك الطيران المجازي المولد من التمرد الثوري في الواقع ، و كأن مدلول الثورة قد علق في مجازات الواقع ، و أطيافه .
خامسا : الوظيفة التأويلية للسارد :
يبني بهاء طاهر روايته على التبئير الداخلي المتعدد ، و يميزه جيرار جينيت في (خطاب الحكاية) بالتصدي للحدث الواحد تبعا لوجهات نظر شخصيات عديدة ؛ مثل عمل الخاتم ، و الكتاب لروبرت براونينك (راجع / جيرار جينيت / خطاب الحكاية / ترجمة محمد معتصم ، و عبد الجليل الأزدي و عمر حلي / المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة / سنة 1997 ص 201 و 202) .
و تفسح التقنية السابقة في السرد الروائي المجال للكشف عن العوالم الداخلية للأصوات بالضمير الأول ؛ أي المتكلم مع التعددية ، و الاختلاف في الوقت نفسه ، و قد أضاف بهاء طاهر فنيات أخرى لهذه التقنية تتعلق بطبيعة نص (واحة الغروب) ؛ إذ يشترك شخوصه في علاقتهم بالمكان ، و ليس بحدث ؛ مثل جمع الضرائب ، أو موت مليكة ، أو صراعات أهالي الواحة ، و غيرها ؛ و من ثم فالتعددية هنا تتمتع بدرجة عالية من الاختلاف من جهة ، و التفاعل الخفي بين مجموعات من الأصوات ؛ مثل كاثرين ، و الإسكندر ، أو الشيخ يحيى ، و محمود من جهة أخرى .
و أرى أن النص قد أضاف وظيفة تأويلية أخرى مكملة للتبئير المتعدد ؛ و هي الوظيفة التأويلية للسارد ، و قد كان من الضروري إيجاد تلك الوظيفة المعقدة عند تخييل السارد لصوت الإسكندر الأكبر ، و هو شخصية تاريخية ذات مرجعيات في التراث الثقافي ؛ و من ثم فلابد أن يكون للسارد الأول حضور تأويلي جديد يؤول فيه لحظة الحكي التي يرويها الإسكندر في النص .إننا في مثل تلك المقاطع نعاين التأويل الخيالي لواقع الإسكندر ، و ليس صوت الإسكندر نفسه .يقول السارد عن الإسكندر :
" لا أرى أحدا من عالمكم . لا أسمع صوتا ، و لا أتكلم . لا ألتقي أرواحا أخرى طيبة أو شريرة ... لا أعرف شيئا هنا غير ما عرفته على الأرض " .
لقد اختار السارد زاوية رؤية تأويلية ، و انطلق منها ؛ ليضع صوت الإسكندر الأكبر في زمن الحكي ؛ و من ثم ينشئ علاقات روحية جديدة له مع كاثرين ، أو مليكة ، أو الواحة .
لقد جسد نص بهاء طاهر ما يمكن أن يحدثه الجمال الملتبس بأماكن الواقع ، و شخوصه من فاعلية إبداعية ممتدة في الزمن .



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاعل الصاخب بين الفن و الحياة .. قراءة في نساء و ألغام ل ...
- مرح جمالي للبساطة الأولى .. قراءة في عتبات البهجة ل إبراهيم ...
- تجدد الهوية الشعرية .. قراءة في ديوان سيرة ذاتية لملاك ل فري ...
- فضاءات جمالية ، و كونية في كتابة جمال الغيطاني
- انفتاح الشكل .. قراءة في نص من حديث الدائرة ل علاء عبد الهاد ...
- بين البهجة ، و الصمت .. قراءة في ضربتني أجنحة طائرك ل إدوار ...
- مغامرة الأداء .. قراءة في أين تذهب طيور المحيط ل إبراهيم عبد ...
- نيرمانا كهوية شعرية .. قراءة في ديوان البحث عن نيرمانا بأصاب ...
- السجن ، و الولادة الإبداعية .. قراءة في رواية الجوفار ل مروة ...
- الوفرة الإبداعية للشخصية .. قراءة في رواية لم تكتب بعد ل فرج ...
- دائرية الإيماءات ، و الصور .. قراءة في تجربة علاء عبد الهادي
- الحكي ، و تجدد الحياة .. قراءة في مجموعة نصف ضوء ل عزة رشاد
- الإيماءات الإبداعية للحكي .. قراءة في نوافذ صغيرة ل محمد الب ...
- لعب التشبيهات ، و الأصوات .. قراءة في كأنها نهاية الأرض ل رف ...
- نقطة الخروج في مسرح أوجين يونسكو
- نحو فضاء آخر .. قراءة في ديوان هوامش في القلب للدكتور عز الد ...
- الوعي المبدع يتجدد .. قراءة في كتاب المغني ، و الحكاء ل فاطم ...
- انطلاق القوى اللاواعية .. قراءة في دموع الإبل ل محمد إبراهيم ...
- الإكمال الثقافي في فكر أرنولد توينبي
- الاندماج الأول بالعالم .. قراءة في تفاصيل ، و تفاصيل أخرى ل ...


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - الهوية الجمالية للمكان .. قراءة في واحة الغروب ل بهاء طاهر