مصطفى عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 13:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بين الفقر والقهر يتمدد جسد الوطن على سرير المرض باحثا عن نقطة ضوء واحدة فى شلالات الظلام المحيطة .
كنت فى شوارع نيروبى السمراء أتجول فى مهمة عمل صحفية عندما سألنى شاب افريقى عن الانتخابات البرلمانية فى مصر وما حدث فيها من تزوير وتجاوزات وأعمال بلطجة تكرس للاستبداد السياسى والديكتاتورية . قال لى الشاب انه شعر بحزن شديد عندما قرأ فى الصحف أن الحزب الحاكم يمارس التزوير باحترافية ويقمع أى صوت معارض يدعو الى الاصلاح ويطالب بالحريات . وقال أيضا أنه من الغريب ان تكون مصر متقدمة فى العلم والعقول والفن والثقافة والاعلام والرياضة والصناعة ولا زالت تخضع لحكم حزب واحد متسلط متجبر شاع الفساد فى أرجائه وتغلغل السوس فى عظامه . جلدتنى الكلمات وعذّبتنى التساؤلات وشعرت أن مصر التى أحببناها وحفظنا تاريخها وعشقنا نيلها وتغنينا بحضارتها سافرت بتذاكر ذهاب دون عودة الى القرون الوسطى .
يتعلم المتخلفون ويتقدم المتاخرون وتنمو الأمم الفقيرة وتصعد الشعوب النامية ونحن فى مكاننا لا نتحرك .. صامتون ، ذاهلون ، نخضع لأشد أنواع القهر وأسوأ مراحل الاستبداد .. لا نختار من يمثلنا ولا نشارك فى صناعة مستقبلنا .
تراجعنا فى كل شىء وسنتراجع مادام الحزب الوطنى جاثما فوق هذا الوطن يدعى أنه لا شريك له وانه الاول والآخر والحاكم بأمر الله .
كنت أسأل نفسى كثيرا كيف لا يخجلون !! كيف يسجدون أمام الله كل يوم وهم يعلمون أنهم انتهكوا ارادة الناس وصادروا عقولهم وعقولنا جميعا ليحكموا ويتحكموا !!كيف رقصوا فرحين للاحتفال بمقاعدهم فى برلمان باطل والوطن ملقى امامهم ينزف دمائه !
كيف تنتظر دولة ما أن يحترم الآخرين رعاياها وهى لا تحترمهم !
إننى لا زلت أقول أن هناك طريق وهناك أمل وهناك حياة .وأعتقد أن ما فعله حزب الوفد وما فعلته جماعة الاخوان وما فعله بعض المرشحين الشرفاء من اعلان الانسحاب من الانتخابات قد نزع الشرعية عن مجلس التشريع أمام العالم ، وأتصور وكلى ثقة فى بديع السموات والارض ومؤتى الملك من يشاء ونازعه عمن يشاء أن هذا الشعب يستحق واقعا أفضل وحكاما أعدل ومستقبلا أجمل .
مصطفى عبيد
t
#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟