|
المستقر والمستودع
رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 21:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المستقر والمستودع أنالمستقر بالنسبة إلى النفس البشرية هو .حين يأذن الله بخروج هذه النفس من المستودع المخصص لها من قبل الله عز وجل قبل أن تأتي إلي الحياة الدنيا ..حياة الاختبار والابتلاء ولذلك قال تعالي {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2 ثم يقول تعالي {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون 115- فالمستقر بالنسبة إلى النفس هو عند التقائها مع الجسد يكون الإنسان استقر علي الأرض لكي يمر بمراحل الاختبار كما قال تعالي {وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }الأنعام98 فالمستقر هو خروج النفس منمستوى الأنفس ألي المستوى المادي وهذا يعني حياة المتاع في الدنيا وقد أمر الله الناس أن يعبدوه فمنهم من يلتزم ويعبد الله ومنهم من لا يفكر في موضوع الالتزام . الناس جميعا هم مخلوقون من أجل هذا الهدف يقول تعالي {قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }الأعراف24 الحين ... هنا هو الوقت المحدد لكل نفس من عمر على هذه الأرض وأثناء فترة الاختبار الإنسان يمر بمراحل كثيرة
الموت المؤقت حين ينام الإنسان فتخرج النفس من المستقر إلى المستودع في قوله تعالي {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأنعام60 وحين ينتهي اجل الإنسان ترجع النفس إلى مكانها لطبيعي وهو المستودع الذي خرجت من هذه الدنيا وتظل في حالةالموت إلى يوم البعث ثم ترجع إلى موضع المستقر مرة أخرى ولكن إلى مستقر الآخرة الذي يختلف عن مستقر الدنيا كما قال تعالي {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً }الفرقان24 فليس كل الناس سوف يكونوا في هذا المستقر هناك مستقر إلى لأصحاب الجحيم أيضا حيث يقول تعالي {إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }الفرقان66 أي آن أصحاب النار ليس لهم مستقر يوم القيامة غير جهنم كما قال تعالي {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران 197 وبرغم أن جميع الناس يمرون بها في حالة الموت الموقوت (أثناء) النوم ولكن الأغلبية من الناس مع الأسف لا تبالي بهذا الموت المؤقت أثناء النوم والذي يحدث مع كل إنسان وفي كل يوم يقول تعالي
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا
الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
نلاحظ هنا أن الإنسان يتعرض إلي الموت المؤقت تقريبا كل يوم في قوله تعالي
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وكما نلاحظ أيضا أن النفس تخرج من الجسد عند النوم أي من المستقر إلى المستودع والدليل قول الله 00 وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى 000أي تفكر أيها الإنسان... فما يحدث لك حين تنم حيث لا يعلم الإنسان أين تذهب نفسه وكيف ترجع له ليعود من جديد ويمارس حياته فإما أن يكون من الذين يعملون الصالحات أو من الذين يعملون السيئات إلى أن يأته الموت النهائي ولن يبعث ولن يحيّا مرة أخري إلا يوم البعث كما قال الله تعالي {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }هود103 أما أنفس الذين يجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأمولهم يقول تعالي {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169 هؤلاء لم يموتوا ويرزقون عند الله وما يموت فيهم ويفني إلا هذا الجسد المادي أما الأنفس هي حية و ترزق عند الله ولكن لا نعلم نحن ما هو رزقها وستظل أنفس هؤلاء حية حتى قيام الساعة
حين يأمر الله بموت كل شيء في هذا الكون في قوله تعالي {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68 وعن معرفة المزيد عن النفس التي لم تموت في عالم البرزخ يقول تعالي إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ{25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ{26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ يس {27}
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متطرفي السياسة ومتطرفي الدين
-
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
-
الفرق بين القانتين والقانتون
-
الوهابيين يعملون بأجندة خارجية لتدمير مصر
-
هل الحيوانات أو الطيور تصلي
-
لمحة عن مفهوم الرحمة في القران
-
كفى المصريين العيش على ماضي الأجداد
-
من هم الخاسرين يوم الدين
-
يتحدثون عن تقوى الناس وعن أنفسهم لا يعلمون
-
المصريون واعتمادهم على الآخرين
-
معك حق نحن السبب
-
ثقافة العرب العمياء تجاه المرأة
-
هذا هو نظام مبارك أين هو نظام الشعب
-
البصر والتقدم العلمي عند البشر
-
الظلمات والنور
-
فقراء وأثريا معدومين
-
ليس كل البشر بشر
-
معابد للمسلمين أم مساجد الله
-
سنة الله وليس لأي نبي سنة
-
المسلمين والحجر الأزرق
المزيد.....
-
ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة
-
كوكا كولا تسحب منتجاتها من الأسواق الأوروبية بسبب مستويات ال
...
-
ترامب: سأوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء -قبة حديدية- للدفاع الصاروخ
...
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|