أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مي باسيل - الضلع الأعوج- بحث لابرهيم محمود في المرأة وهويتها الجنسية الضائعة















المزيد.....


الضلع الأعوج- بحث لابرهيم محمود في المرأة وهويتها الجنسية الضائعة


مي باسيل

الحوار المتمدن-العدد: 962 - 2004 / 9 / 20 - 09:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تداخل الأسطوري والديني والتاريخي في النظرة الدونيّة

بين المرأة – الإلهة والمرأة – الضلع في التوراة، والمرأة ذات الخطيئة الأصلية في المسيحية، والمرأة – الضلع الأعوج في الإسلام، مسافة زمنية طويلة لم يقبض البحث التاريخي على كل عناصرها بعد، فيما انطلق علماء الاجتماع والنفس ومفكرون عديدون في محاولة استقراء كيف تبدلت الأمور ووصلت المراة الى هذه الدونية في النظرة، مؤكدين على ارتباط الجنسانية بالدين وارتباط الدين بالإطار التاريخي الذي ظهر فيه. ولا تزال المجتمعات محكومة بتلك “النظرة التاريخية” في تقديم صورة المرأة على أساس نفعي يفيد منه المجتمع الذكوري.

يلفت المؤلف الى معاني اللغة العربية حيث تقدم أغلبية من الكلمات “وفق منظار ثقافي ديني محض وليس وفق معانيها اللغوية الفعلية، وكما ظهرت تاريخياً، مثل كلمة المرأة التي يشتقها من (مَرأ) أو من (المرء) الأصل لها، ومن (مرئياً) أي لذيذاً، وهكذا بالنسبة الى إبليس والشيطان والجن، الخ. الماضي يحوّر، تلبية لحاجات أساسية واللغة خادمة لذلك”.

تبرز المرأة في الذاكرة الجماعية نتاجا توليفيا لضلع آدم، المؤذي، الذي سبب الطرد من الفردوس. وما هذا التوليف الا دليل وضعية ثقافية معينة، تماماً مثلما كانت مكانة المرأة في القديم نتاج ربط المرأة بالطبيعة في خضبها وتحولاتها. ثم حلت “سيادة الرجل” بعدما عرف دوره في الاخصاب ولم تبق التحولات التي تطرأ على المرأة عند النضوج والحمل والوضع تحيّره، فتمت عملية زحزحتها عن عرشها لتصبح “السماء” حكراً على الذكور أو في ادنى تقدير لتصبح المرأة تابعة لهم. ويتبع المؤلف عملية التوليف التي تشير الى منعطف تاريخي وتحوّل شامل في المجتمع من خلال الرواية السومرية عن الجنة، فأرض دلمون مكان طاهر وهناك الإله أنكي إله الماء، والإلهة ننخرساج إلهة الارض، وأظهر اتحادهما للوجود مجموعة نباتات. وتغضب ننخرساج على أنكي وتلعنه وتذهب خارج مجمع الآلهة حتى يرجوها الثعلب أن تعود لمداواة أنكي المريض جداً، فتخلق له إلهاً لكل عضو يوجعه، أما ضلعه فتخلق من أجله الالهة ننتي التي فسر علماء اللغة السومرية معناها بالمرأة التي تحيي لأن “تي” تعني الضلع كما تعني “جعله يحيا” فتكون هذه سيدة الضلع التي تحيي.

هذه الرواية أضحت في النص التوراتي الذي حرّفها قصة حواء التي أخذها الله من ضلع آدم وخلقها من أجله، وما لبثت أن أصبحت من “ضلع أعوج” خلقت.

حدثت عملية زحزحة إذن وتم توليف جديد للمرأة أعطي صفة المقدس، فالله حكم عليها كما نعرف بسبب خطيئتها واستماعها للحية. ولو عدنا الى الميتولوجيا المختلفة لوجدنا انها أزيحت عن دورها في عملية الإخصاب، فزوس مثلا أنجب أثينا من فخذه، وجلجامش رفض حب عشتار ونداءها وذكّرها بالشر الذي توقعه بعشاقها، وانطمست المرأة رمز التجديد في الكون.

وشيئاً فشيئاً اشتد “النظام الثقافي” الذي يربط المرأة بالشيطان وهذا بالحية التي كانت ترمز قديماً الى القمر وتغيرت دلالتها أيضاً. ولُخصت المرأة “في حدود مشتهيات الرجل، في مستوى الحاجة. وهي الكائن الغريب، والذي يظل غريبا. والذي يؤتلف فيها هو المتعلق بالمتعة، وهذه تكون وفق قواعد محددة تجب مراعاتها، ليبقى الرجل”. هكذا، كانت الاديان بعد مرحلة البغاء المقدس، تقوم بعملية “سيطرة” على جنسانية المرأة لأنها غاوية وخطيرة على الرجل، وتضع ذلك في خانة التنظيم المقدس. اما المرأة المبجلة في حالات معينة، نقيض المرأة المتآمرة من خلال سلوكها، فتبجيلها نابع من الولد الذي تألمت من أجله أو محت نفسها من أجله، مثل هاجر أم اسماعيل ومريم والدة المسيح، أي من خلال الرجل ايضا.

“مسيرة المرأة من الألوهية الى الضلع المقدس” لا تنتهي فصولا في العصر الحديث، وهنا يفيد الكاتب بالطبع من مفكرين كثر قاموا بتجريد “التحرر المعاصر” من زيفه لتبيان استمرار تبعية المرأة حتى وهي منتجة وعاملة، وكيف بقيت كائناً ملخصاً في حدود الجسد. ومن مظاهر الخداع ما تذكره سيمون دو بوفوار من أن الرجال ولحرصهم على “إبقاء التسلسل والتمايز بين ا لجنسين فإنهم يشجعون لدى النساء الصفات نفسها التي تخول لهم احتقارهن. ولا يعتبر المؤلف مبالغة القول إن ما يُحكى في المرأة هو من التصورات الرجولية، لأن لذة الجنس غير معزولة عن لذة السلطة. وكما قال ميشال فوكو في كتابه “استعمال اللذة”:إن فن استعمال اللذة يجب ان يتكيف ايضا بالنظر الى الشخص الذي يستعمل هذه اللذة وبحسب وضعه”، والأمثلة التاريخية والاجتماعية كثيرة الى يومنا هذا ويكفينا أن نذكر الالهة والملوك الذين كانوا أنصاف آلهة وصولا الى ما نستنتجه من الأديان السماوية وطقوسها. ثم إن اللذة المرتبطة بكائنين هما المرأة والرجل جزء اساسي وعميق من الصراع بينهما يدخل فيها الاستحواذ على الآخر بالسيطرة عليه نفسياً وجسدياً ومعنوياً وثقافياً واقتصادياً، وهذا نوع من ممارسة السلة أيضاً.

ثمة تركيز على شهوانية المرأة منذ النصوص القديمة الى الأديان السماوية، وعلى فحولة الرجل، وتشديد على “شهوانية المرأة كنوع من ا لقياس التعليلي لتبرير المتع اللامحدودة جنسياً، التي يحاول الرجل نيلها، وعقلنة كل تهمة توجه ضد المرأة لإطاعته”، تقول فاطمة المرنيسي. وهناك برمجة لجسد المرأة: فهذا جسد أمة وهو غير جسد الزوجة أو المحظية، لكن الحرة وحدها مراقبة و”الحجاب هو الحجر على الشهوة التي تتلبس المرأة، وهو حالة عزل لجسد دون آخر”. ويؤكد بولس الرسول في رسائله ان كل امرأة تصلي ورأسها غير مغطى فليُقصّ شعرها والاّ فلتتعظ “فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المراة فهي مجد الرجل... ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل”.

هكذا يتداخل الأسطوري والديني والثقافي والتاريخي في عملية قولبة المرأة لتبرير دونيتها وسحب الثقة منها تأكيداً “على خوف الرجل منها”. ويغدو صراعها مع الرجل مُشبّهاً بصراع الله مع إبليس المخلوق الذي تمرد على خالقه، كما المرأة من ضلع آدم، ويخاف على نفسه منها ومن غوايتها. والجنس الذي يُفترض أنه لا يتعدى أن يكون “حاجة” جسدية كالأكل والشراب والنوم، أُلبس حللا مقدسة حينا ومدنّسة حيناً آخر لم يغب الدين عن أيّ منها، واختلفت حدوده من زمن الى آخر. فما رغب فيه دين من عفّ عنه كما في الرهبنة، نقضه دين آخر وأكد على ممارسته، وما شرعنه في تنظيمه هذا الدين كان الدين الآخر قد رفضه. هذا يضعه في الخانة الأخيرة وذلك يسلط عليه الأضواء، حتى ليمكن القول انه منح هالة لا يستحقها وكل ذلك لأنه ارتبط منذ البدء بالغيبيات وبعملية الخلق، أو بالتناسل لو أردنا إزالة الهالة هنا أيضاً. وكلما كان تركيز عليه وأُبيح فقدَ قيمته المعنوية وهذا بديهي، وكلما حُجر عليه غدا هاجساً وصارت لذة خرق الحظر تزيده لذة محرمة. أما القول بأنه مرتبط بالحب فهو نادر وفي حال ثبوته في حالات معينة يلغي الصراع والحاجة الى قوننة الرغبة أو اللذة إذ تنتظمان تلقائياً. وما التنظيم الذي يتخذ طابعاً دينياً إلا نوع من المؤسسة التي تضع الأمور في حدود معينة، ذكورية اجمالا، لحاجات المجتمع.



#مي_باسيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دونالد ترامب يسعى لتنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة
- كيف يهدد قرار ترامب حياة آلاف الفتيات والنساء في العالم؟
- مصر.. الجمارك تفرض ضوابط رقابية على واردات المنظفات من ألمان ...
- بسبب الخاتم.. عروس تفسد مفاجأة عرض الزواج
- خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 2025 ...
- -شباب امرأة- و-شمس الزناتي-.. إعادة الأعمال القديمة استثمار ...
- منظمة الإيسيسكو تعلن استعدادها لتطوير برامج لتعليم الفتيات ب ...
- ذكاء اصطناعي توقع سرطان الثدي عند مئات النساء سنوات قبل تشخي ...
- قوات الاحتلال تعتقل 7 فلسطينيين بينهم امرأة من بلدة طمون بال ...
- إيمان محمد حسن: مصرية اختفت في ألمانيا منذ أكثر من شهر


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مي باسيل - الضلع الأعوج- بحث لابرهيم محمود في المرأة وهويتها الجنسية الضائعة