أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منير شحود - أية مصلحة وطنية














المزيد.....

أية مصلحة وطنية


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 21:00
المحور: حقوق الانسان
    


لم أكن لأكتب ما سأكتب لو كان الأمر يتعلق بي شخصياً فقط، على أهميته، فمعذرة منذ البداية لأنني أبدو وكأنني أكتب عن نفسي.
منذ أن سنحت لي الفرصة بالتعلم، لم أفكر إلا في العودة إلى وطني، والإسهام في دفعه إلى الأمام، واضعاً مصلحتي الشخصية جانباً في أحيان كثيرة. وارتبطت بسوريتي أكثر عندما كنت أسمع الهمس في قاعات المؤتمرات التي كنت أعرض فيها إنجازاتي العلمية، والتي يقال فيها بتعجب وأفواه مفتوحة بأنني من سوريا!
وتفرغت للعمل في الجامعات الحكومية في مجال التعليم، بعد أن لهثت سنوات لأتمكن من البدء بالبحث العلمي بلا جدوى، مصطدماً بكل المعوقات الممكن تخيلها، ومن أهمها تسلط قليلي الكفاءات، وعديمي الطموح. ومع ذلك وجدت نفسي جزئياً في عملية تحديث التعليم، وألَّفت كتباً عديدة مازالت تُدَّرس في الجامعات الحكومية، رغم انقضاء حوالي خمس سنوات على فصلي منها بسبب التعبير عن رأيي (فلماذا لم تعاقب مؤلفاتي العلمية وتُتْلف؟).
وقادني انتقاد تخلُّف عملية التعليم وفسادها إلى اكتشاف الفساد المعمم في بلدي خطوة فخطوة، فقلت رأيي بوضوح وشجاعة من داخل بلدي، الشيء الذي لن أندم عليه على الإطلاق، رغم ما جرَّه علي من ويلات، فهو واجبي تجاه وطني، لا أقل ولا أكثر.
انتقلت بعد صرفي من الخدمة في الجامعات الحكومية للعمل في الجامعات الخاصة، بعد أن توقفت عن كتابة المقالات، وقد تذكرت كلام الخليفة علي: "إنَّ الولد مَبْخلَةٌ مجبَنَةٌ محزَنَةٌ"! وبعد مضي أربع سنوات قدمت استقالتي من جامعة القلمون الخاصة التي عملت فيها، وذلك بعد أن تكررت كتب وزارة التعليم العالي وغيرها، والتي تطلب منعي من التعليم، تارة لأنني مفصول من الجامعات الحكومية، وتارة أخرى لأنني أعمل دون موافقة أمنية.
وباعتباري ممنوع من السفر، لأنني مصنَّف من جماعة ربيع دمشق، والذي صار خريفاً من زمان، على حد قول أحدهم، فقد افترضت أن ثمة خطأً ما، فلا يمكن أن يعاقب المرء إلى ما لانهاية، على افتراض أنه قد أخطأ، ولذلك طلبت الحصول على موافقة أمنية، لم يستلمها مني أحد، وقدمت طلباً إلى السيد رئيس مجلس الوزراء لم يستلمه أحد أيضاً، لا بصورة مباشرة، ولا عن طريق الوزارة المعنية!
وبعد أن سُدَّت كافة المنافذ في وجهي فإنني أتوجه إلى المسؤولين في هذا البلد، مفترضاً أن ثمة مسؤولين بالفعل، ليشرحوا لي ما هي المصلحة الوطنية السورية في حرمان الطلبة من خبرتي وكفاءتي (هل أجريتم استبياناً بهذه المناسبة؟)، وتجويعي مع عائلتي، أو دفعي للعمل كسائق تكسي على سبيل المثال لا الحصر، عوضاً عن بيئتي الأكاديمية الطبيعية! واستطراداً، هل لكم أن تدلونا على بلد حقق تقدماً وازدهاراً بفضل الموافقات الأمنية، لا بفعل كفاءات أبنائه أولاً وآخراً؟! وهل لنا أن نستغرب، بعد ذلك، كيف أصبحت سوريا تحتل تلك المرتبة المهينة التي تحتلها حالياً في مختلف معايير التقدم الحضاري... هي التي زرعت القمح منذ حوالي عشرة آلاف سنة!



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- شيء من الحب
- تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منير شحود - أية مصلحة وطنية