رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 10:49
المحور:
الادب والفن
يا سارتاه
ها قد شعَـرْتِ بحالتي
شكراً لمَعْـدِنِكِ الأصيل
أبقى مديناً ما طلبْتِ إليّ
بالشكر الجزيل
شاركتِني بالحبّ والفرح القليل
وحَمَلتِ شيئاً من هموم رسالتي
ورضِيتِ بالسَّفـر الطويل
*
يا سارتاه
ما كنتُ أدري أنّ في عينيكِ تاريخ القريض
وجَمَالَ قافيةٍ يَحارُ بوزنها عِلمُ العَـروض
سأخطّ بالقلم العريض
إنّي أحبّكِ
لستُ أدري أيّ شعْـر أطلق الشعراء
في زمن النهوض
لِمَ يلجأ الشعراءُ في وطني
إلى درب الغـموض
من حقّهم أن يرفضوا طقساً
وأن يتجنبوا بعض الفروض
من حقّهم أن ينفروا ويجابهوا
فالشعْـرُ يعني ثورة
لا شِعْـرَ من دون النقيض
**
يا سارتاه
لهفي على فنّ يضيع
والناسُ مختلف الفصول
كما الربيع
تمضي إلى ساح الفـنون
تُثـني على السِّـحـر البديع
تتسلّـق السُّـورَ المنيع
ما لم تهدّ السُّـور فوق بُناتِهِ
وحُماتِهِ وقضاتِهِ
حدّ الجنون
***
يا سارتاه
ما أطيب الخمر المُعَتـقة الأصيلة
هذا المساء يزورنا شيخ القبيلة
نسقيهِ منها
ما لنا في الأمر حيلة
فإذا رآى الدنيا تضوءُ بنار رشفتها الثقيلة
لامَ الشريعة لاعِـناً
سخـف الفضيلة والرذيلة
واٌستنكر التكبير والتفجير والتهجير
من لدُنِ الوسيلة
ليُذيعَ معجزة النبيذ
في نشوة الطعم اللذيذ
****
يا سارتاه
ما قلتُ آه
لولا غرابة طبع ذلكُمُ الإله
بئسَ الإلهُ المُستلِذّ بخمرِهِ
فوق المياه
فإذا تباهى
رُبّ صِنفٍ ما يفيضُ لديهِ
فالدّنيا مُنـوَّعة الصنوف
ووسائلُ التقطير راقـيةٌ لديها
إنّ سائلها نظيف
في ريفـنا الصيفيّ تصطفّ الخوابي
بالألوف
من خير أنواع الكـروم
تشدّ نكهتها الأنوف
يا سارتاه
كم قلتُ آه
لمّا رأيتُ الله مسروراً بسكرتِهِ
ولفتِ الإنتباه
هو ذا يرانا نحتسي خمراً
وظنّ جهالة
أنّا عُماةٌ لا نراه
فإذا اٌشتهى ما نشتهي
فالأرضُ أشهى مِن سَـمَاه
يا سارتاه
آهٍ فآه
*****
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟