أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المالكي .. والمُعّلِم المسيحي














المزيد.....

المالكي .. والمُعّلِم المسيحي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 10:43
المحور: كتابات ساخرة
    


في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي ، وفي المدرسة الإبتدائية في العمادية ، كان هنالك مُعلمٌ "مسيحي" اسمه " حيدر عيسى " ، وفي الصف الذي يُدّرِسه كان هنالك طالبٌ مسيحي واحد ايضاً ، وكُل المعلمين في المدرسة وكل الطلبة الآخرين في الصف ، مُسلمين . كانتْ العادة ان يجلب كُل طالب قطعة من الخشب معه ، لمدفأة الصف في الشتاء القارس البرودة ، حيث لم تكن هنالك مدافيء نفطية او كهربائية . كان الطالب المسيحي مُلتزماً ويجلب يومياً احسن قطعة خشب ، وهو في نفس الوقت مؤدبٌ وشاطرٌ في كل الدروس . غير ان مجموعة من التلاميذ كانوا مُشاغبين ويُزعجون المعلم ، كأن يرموه بالطباشير أثناء إنشغاله بالكتابة على السبورة . كان المُعّلم المسكين يعرف مَنْ يفعل ذلك ، ولكن لأنهم أبناء ذوات ومتنفذين ، كان يخشى محاسبتهم ومن ثم مواجهة آبائهم ، ولكي يفرغ غضبه ، كان يصيح على الطالب المسيحي ويشتمه ويصفعهُ في كُل مَرّة !.
المشكلة في الوضع العراقي الراهن ، ان مئات مليارات الدولارات التي صُرِفَت خلال السنوات السبع الماضية في البلد ، تحت عنوان ( إعادة الإعمار ، والموازنات السنوية العامة ) ، والتي كانتْ تكفي لجعل العراق جنةَ الله في الأرض ... تلاشتْ وضاعتْ وسط الفوضى الكبيرة الغير خّلاقة . وكِلا الإحتلال الامريكي والحكومات العراقية المتعاقبة ، ورغم معرفتهم الأكيدة ب مَنْ قام ويقوم بإختلاس وسرقة ونهب معظم هذه الأموال الضخمة ، ويدركون حقاً أنواع الفساد المالي والاداري والاخلاقي الذي يقوم به أفراد هذه العصابة ... فانهم لا يوجهون اللوم والإتهام الى تلك الجهات السارقة المُختلسة الناهبة لثروات الشعب . ولنفترض جدلاً ان " نوري المالكي " شخصياً انسان نظيف اليد ونزيه الى درجةٍ مقبولة وهنالك دلائل تؤكد ذلك فعلاً ... ولكن ما الفائدة إذا كان العديد من وزراءه ومستشاريه وكادره وحتى من حزبهِ والاحزاب الاخرى القريبة منه والمتحالفة معه ، متورطين بجميع انواع الفساد ؟ ما الفائدة إذا كان لا يستطيع التدخل في كيفية صرف الامريكان لعشرات مليارات الدولارات التي جلبوها على اساس " إعمار العراق " وانتهى بها المطاف في جيوب المسؤولين والضباط الامريكان الكِبار وحفنةٍ من العراقيين الضعيفي النفوس الذين إغتنوا بين ليلةٍ وضحاها من خلال " العقود " المشبوهة مع الامريكان ؟ ماالفائدة وراء نزاهة المالكي ، إذا كان يخاف من توجيه أصابع الإتهام للسُراق الكِبار ، ويخشى محاسبة الفاسدين الرئيسيين ؟ المالكي ومُحافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي هو من حزبه ايضاً ، يريدان تدشين عهد الحكومة الجديدة .. بمُعاقبة الاتحاد العام للأدباء ، من خلال غلق النادي الخاص بهم ، والذي هو مُلتقى ومُتنفس الادباء والمثقفين في العاصمة ، بحجة ان المشروبات الكحولية تُقدمُ فيه !. المالكي ومحافظه إختزلا اسباب الفساد جميعها ، وإكتشفوا انها مُتركزة في البيرة والعرق الذي يُشرَبُ في نادي إتحاد الادباء ، فقاما بإغلاقهِ !. ان المالكي .. مثل المعلم المسيحي الذي يعرف حق المعرفة ، مَن يقوم بالأعمال المشينة .. لكنه يخشى مواجهتهم .. فيُعاقب الطالب البريء والمُجتَهِد !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكُل راضون ولهم حصتهم .. ماعدا الشعب !
- خسَرْنا أمام الكويت .. بصورةٍ مُتَعمدة !
- أياد علاوي ... شرطي مرور وحّلاق !
- عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور
- تقاليد وعادات بالية .. -2- الأعراس
- تقاليد وعادات بالية .. -1- التعازي
- إيميلات اعضاء البرلمان العراقي
- يونس محمود : الرياضة ليسَ لها ظَهر !
- الاحزاب الحاكمة و - مناديل الجّنة - !
- كتلة - التغيير - ووزارة النفط
- مشهدٌ مسرحي
- المالكي المسكين
- 50% من المشكلة إنحّلتْ
- النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير
- حق التظاهر في اقليم كردستان
- الرابحون .. والخاسرون
- بينَ موتٍ .. وموتْ
- قمة أربيل ... ولبن أربيل
- إسلاميو البصرة وسيرك مونت كارلو
- دهوك ... مُجّرد أسئلة


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المالكي .. والمُعّلِم المسيحي