|
مناقشة لرد مريم الناصري حول -الحجاب-
حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:49
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ليس الهدف من هذا الرد هو مناقشة "الحجاب" الذي أصبح قضية كبرى بعد أن استطاعت "خير أمة أخرجت للناس..." أن تحل جميع قضاياها "الصغيرة" من استبداد، وتسلط،وأمية تنخر كيان أكثر من 60 من الساكنة ، وتخلف اقتصادي يعادل عدم قدرة " خير أمة..." على إطعام نفسها وتقرير التنمية البشرية لهيئة الأمم غني عن التعبير لأولي الألباب. وإنما الهدف هو وضع بعض النقط على الحروف عسى أن يعمل البعض عقله في شؤون " خير أمة أخرجت...." من التاريخ ، لتستطيع العودة إليه . أولا : لكل مرحلة تاريخية صانعوها
تقول مريم الناصري:"....الحجاب على أنه من دواعي التخلف ولا يتناسب مع المسيرة الديمقراطية وهذه فكرة استهلكت وعفا عليها الزمن ولو أن قاسم أمين نفسه كان موجودا ربما تراجع عنها " ما أثارني في هذا القول وهو علمها بالغيب حين تأكيدها على أن قاسم أمين نفسه( لو) كان موجودا ربما تراجع عنها" رغم استعمالها كلمة ربما، وهذا جزء من أزمة مثقفينا في إسقاطهم لتمنياتهم وأحلامهم على التاريخ وقراءتهم النكوصية للتاريخ باعتباره مجرد آراء لأشخاص مجردين عن الواقع والتاريخ . فما على "الأخت" إلا الاستنجاد بالقرضاوي فله في هذا الشأن آراء تنسجم مع رأيها رغم "أختلاف" فهمهما للشريعة ما دامت هذه الأخيرة منتوجا بشريا. وما عليها إلا ترك قاسم أمين يرتاح في قبره بعد أن أدى مهمته كما بدا له انسجاما مع المرحلة التاريخية التي عاصرها.
ثانيا: بئس المصير
وتقول في ردها : "أن مصير فرض ارتداء الحجاب في بلد لا تطبق فيه الشريعة الإسلامية كنظام سياسي واجتماعي وثقافي يبدو لي تماما كمصير تشكيل محاكم شرعية يحاكم فيها الناس من دون أن يعلم بهم أحد !"
وهي بذلك لا تعارض فرض" الحجاب" بل تربط نجاح فرضه بتطبيق "الشريعة الإسلامية كنظام سياسي واجتماعي وثقافي" ، بحيث أن "نظامها" تراه شموليا أو لا يكون وفي هذا اجتهاد "جعفري" النزعة لا يختلف في شيء عن النظام الطالباني إلا في الزعماء وانتمائهم لهذا المذهب أو ذاك من المذاهب الكثيرة والمتعددة بتعدد الطوائف والقبائل والملل والنحل من بشتون وشيعة وسنة، ومصالح شخصية من صدرية وجلبية وزرقاوية وبنلادنية وظواهرية....... وهي تتناقض بالمؤكد حين تورد مثال أيران وتتأسف لفشل فرض الحجاب حين تقول : "...فرض الحجاب كان مردوده سلبيا جدا..." ، أو ليس نظام تجار البازارت" نظاما اسلاميا" ، نتمنى للأخت الشفاء العاجل من مرض قول الكلام وعكسه.
ثالثا : ليس الداء في العيون بل في العقول
وتعتبر مريم الناصري : " ..أما فرض الأسود على أنه اللون الذي تسمح به الشريعة فهو أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة..." ، وسيكون علينا أن نشكل مجالس للفقهاء والعلماء ليحددوا لنا الألوان التي ينبغي أن تكون عليها ألبستنا ، ففقيهتنا لا ترى أن اللون الأسود هو لون الشريعة وأحد الفقهاء الذي سقط سهوا بالمجلس سيرى أن اللون الكاكي هو لون الشريعة ،أما أحد الأفغان فسيرى أن اللون العسلي باعتباره أقرب إلى لون الأفيون هو لون الشريعة، إلى ما أراد الله من الألوان ، أليس هذا هو العبث بعينه ....
رابعا : عبر التاريخ
"(- نأمل من جميع المدرسات والطالبات والموظفات لبس الزي الموحد الذي تتمناه مديرية التربية وهو لبس الجبة السوداء وبالصفات المقررة في أدناه: أن تكون عريضة وطويلة لحد الكعبين وان لا تكون ضيقة الأكمام وخالية من الفتحات وكذا الحجاب الأسود لا غيره من الألوان علما أن هذا الزي يوافق الشريعة السمحاء)"
حين قراءتي للمقطع أعلاه المنشور في رد" مريم الناصري" ، وفي رأيي الشخصي أنه أحسن ما في الرد، تبادرت لذهني بعض كتابات أدولف هتلر حول كيفية تنظيم المدارس ولا تنقصه إلا الإشارة لتنظيم الذكور بعد تكفين الإناث بالسواد .
ونتمنى من الله أن لا يسود أيامنا أكثر مما هي مسودة : - بالاستعمار الذي يخطو يوميا على سيادتنا المنقوصة أصلا. - وبالاستبداد الذي يتخذ من الدين شرعيته . - وبالفقر والأمية التي تنتج مما تنتج أشباه مثقفين لا زالوا يؤمنون ولا زلن يؤمنن بخرافة " ..خير أمة أخرجت..." . - وبولاية الفقيه والذي في غالب الأحيان يكون بدويا بالمعنى الصحراوي للكلمة وليس الجغرافي. - وبأرقام "الأمة..." التي نخجل من ذكرها. - وبتجارب الطالبان والترابي والنميري والسعودية وإيران والمذابح الجزائرية التي سارت بها الركبان. - وبتجارب الاغتيال من المحيط الى حدود روسيا ( للشهداء عمر بنجلون بالمغرب وفرج فودة بمصر ومهدي عامل وحسين مروة وسهيل طويلة بلبنان وطه بالسودان .......) .
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وحدة اليساربين المعوقات الذاتية والموضوعية - الحالة المغربية
المزيد.....
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|