|
فضائح- خير القرون-السّلفية (9)
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 14:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقدمات ذات صلة!
" الجوع كافر و قاتله في الجنة"(*) رواه ماك دونالد ! ــــــــــــــــــــــــــ (*) من مرويات السلفية ! ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القرن الأول:
الملك الأموي السادس سليمان بن عبد الملك 96 /99 هــ
عبد بطنه :
" و كان سليمان صاحب أكل كثير يجوز[ يتجاوز] المقدار. وكان ربما أتاه الطباخون بالسفافيد التي فيها الدجاج المشوية و عليه جبة الوشي الحرير المثقلة. فلنهمه و حرصه على الطعام، يدخل يده في كمّه حتى يقبض على الدجاجة وهي حارة فيفصلها "( شذرات الذهب لأبن العماد الحنبلي 211ج1 )" و قد حدّ من ظلم سليمان لزوم عمر بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ له. حيث كان بمثابة مستشاره الخاص.
من جرائم سليمان بن عبد الملك، تصفية قادة الفتوحات الإسلامية :
لأجل ان الغاية الأولى لحكام بني امية من فتح البلدان كانت شغل كبار القادة عن النظر و التدخل في سياستهم. فقد كانت حياة هؤلاء القادة الفتحين غير ذات بال، لأجل ذلك تمت تصفيتهم باساليب لا تخلو من خسة و دناءة ولدوافع شخصية بحتة.. هاكم مثالا ...": كان سليمان يبغض الحجاج و أهله وولاته. لما ولي كان اول عمل بدأ به أن ولى يزيد بن ابي كبشة السكسكي السند فأخذ محمد بن القاســم[ كان الأخير يتحلّى بعبقرية عسكرية منقطعة النظير ناهيك انه فتح الهند وعمره ثمانية عشر عاما] و قـيّده و حمله الى العراق فقال محمد متمثلا: أضاعوني وأي فتي اضاعوا/ ليوم كريهة وسداد ثغر فبكي اهل السند على محمد . فلما وصل الي العراق حبس بواسط فقال:
فلــئن ثويت بواسط وبارضها رهن الحديد مكبلا مغلولا فلرب قينة فارس قد رعتها/ ولرب قرن قد تركت قتيلا ثم عذبه صالح بن عبد الرحمن في رجال من آل عقيل حتى قتلهم و بذلك انتهت حياة هذا القائد ارضاء لأهواء الخليفة حتى تقر نفسه يالإنتقام. وتناسى ما فعله ذلك القائد من عظيم الأعمال، و لاندري كيف تنبغ القواد و تخلص قلوبهم، اذا رأوا نتيجة اعمالهم تكون على مثل هذا؟ أما القائد الثاني [ قتيبة بن مسلم ] فانه كان ممن وافق الوليد على غرضه في عزل سليمان و تولية ابنه عبد العزيز فاضطغنها عليه سليمان[ حقد عليه]." ولما علم قتيبة انه مقتول حاول التمرد على سليمان فقتله قادته. واما القائد الثالث وهو موسى بن نصير فان خاتمة حياته كانت اتعس من صاحبيه. فانه قبل ان يتوفى الوليد استقدمه الى دمشق فـقدم وقد مات الوليد، و كان سليمان منحرفا عنه[ كارها له] فعزله عن جميع الأعمال و حبسه واغرمه مالا عظيما لم يقدر على وفائه فكان يسال العرب في معونته" ( انظر محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية الدولة الأموية للشيخ محمد بك الخضري الدولة ص 176/179 من الجزء الثاني من نفس المجلد) .
آثار مظالم بني امية على البلدان المفتوحة:
لما كان تاسيس ملك بني امية على نظرية عنصرية تراعي العرق و الأصل دون الإعتبارات الخلقية التي ارساها الإسلام و اهدر بموجبها كل تفاضل أو تكريم على غير اساس التقوى، سلك ملوكها سبل الأباطرة في معاملة ابناء البلدان المفتوحة دون اعتبار لدين اوخلق. فلم تكن شعوب تلك البلدان سوى ابقار حلوب تجود عليهم بدرّها بعد أن" تخلت [ الملكيات الوراثية ] عن فريضة الدعوة الى الإسلام و حمل مشاعله في الدنيا و اقتصر امرها في اكثر الأحايين على فتح البلدان و جباية الأموال و جلب السبايا الحسان. واذا قدّر الله للإسلام ان ينتشر في تلك الأقطار على رغم ذلك. فلم ينتشر الا بفضل الجهود التي كرسها الفقهاء و المصلحون, اما الحكام فبدلا من ان يكون لهم ضلع في انتشاره وامتداده، غالبا ما وقفوا في وجهه عقبة كاداء او وقفوا غير مشجعين لإنتشاره على الأقل. وهم بسـبب استخدامهم وسائل البطش والإرهاب والقهر لتوطيد حكمهم، وانغماسهم في حياة الترف و البذخ وظهورهم في مظهر الأخلاق الرذيلة. صاروا منفرين الناس من الإسلام"( انظر الإسلام اليوم لأبى الأعلى المودودي.الطبعة الأولى1983 دار القرآن الكريم لبنان). و لولا التقاليد العريقة التي مرد عليها سكان مصر و الشام و العراق و ايران في تلقى جور حكامهم السابقين بكل خشوع وتسليم، لكانت لهم مواقف آخري مع جبابرة بني امية.
ولئن سكت المصريون والشاميون والعراقيون والإيرانيون عن المظالم الأموية، فقد اختلف الأمر مع البربر "أو الأمازيغ التي تعني في لغتهم الأحرار أي شعب الأحرار" فقد شنوا ثورات عديدة " كان من اسبابها القوية الشعور بالجور الذي كان ينصبّ عليهم.. و منها السياسة التي اتبعها الأمويون نزولا على نصيحة الحجاج بن يوسف من عدم إعفاء من دخل الإسلام من الجزية حتى لا يتأثربيت المال الإسلامي"[!!]( انظر مقلد الغنيمي " موسوعة المغرب العربي ص26)" حيث عاملهم عبد الله الحبحاب معاملة قاسية و أراد أن يخمّس[ ياخذ خمس موارد] مسلمي البربر و زعم انهم فيء المسلمين، وذلك شيء لم يرتكبه أحد قبله، واستولى على معظم قطعان أغنامهم و ذبحها ليحصل على الصوف الأبيض الذي يلبسه أهل دمشق. بل لم يكتف بتجريدهم من هذه القطعان التي كانت اهم مصادر حياتهم، بل جمع الجزية ممن اسلموا منهم "[!]( نفس المصدر ص 27 ). و قد أبطل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تلك السياسة الأموية القبيحة في النهب المنظم لأموال المسلمين، حين كتب الى عامله (الذي إرتاع من هبوط الموارد المتأتية نتيجة ذلك الإجراء العمريّ) زاجرا" ان الله بعث محمد هاديا و لم يبعثه جابيا" [ جامع ضرائب!]" " هذا بالإضافة الى ان ولاة المغرب و العرب الذين كانت تولّيهم الخلافة الأموية أمور البلاد، قد أبعدوا البربر عن السلطة، ولم يتركوا لهم الا ما عجزوا عن إدارته من حكومة القبائل" ( موسوعة المغرب العربي للغنيمي) أخذا بالسنة الأموية في تسليم الأمصار كإقطاعيات الى أسر عربية يتولونها مدى حياتهم ثم و يورّثونها أبناءهم وأحفادهم، بعد تعهدهم لقاء تلك المناصب الموروثة بدفع مبالغ مالية سنوية ثابتة يحدّدها الملك الأموي مسبّقا!! و يجمعها الوالي طوعا أو كرها خصبا أو قحطا!
و قد زادت حماقات سليمان بن عبد الملك طين البربر بلّة، كما زاد غضبهم اشتعالا حين " قام إثر عزل موسى بن نصير .. بتعيين يزيد بن ابي مسلم و كان رجلا عربيا من مدرسة الحجاج. و أراد يزيد ان يسير في المغرب و حكمه و إدارة شؤونه كما كان الحجاج يحكم اهل العراق. ناسيا انه في المغرب[كان] يتعامل مع قوم يختلفون كل الإختلاف عن أهل العراق. و قد كان ذلك من الأسباب القويّة التي دفعت البربر الى الثورة على يزيد بن مسلم، و القيام بقتله "( المصدر السّابق) .
وقد اكتملت دواعي ثورة البربر بعد تأثرهم بالفكر الإسلامي الأصيل الذي مثله "الخوارج" بعد حلولهم ببلاد المغرب هاربين من المطاردة الأموية" فاصبح من اليسير عليهم [ البربر]ان يفهموا ان عقيدة سيادة الشعب التى ينادي بها الخوارج هي العقيدة التي مارسها البربر من زمن بعيد... [أي]العقيدة الإسلامية الخالصة[ اهم معالم تلك العقيدة : رفض الحكم الوراثي المبني على اساس عرقي، ثم رفض تصرف الحاكم في دماء و أموال الرعية دون حسيب] فقد حانت اللحظة المناسبة للثورة حينما أرسل عبد الله بن الحبحاب عام 122 قسما من جيشه الى صقلية للقيام بغزوها. فما كانت الحملة تبحر حتى كانت ادنى شرارة طافية كفيلة لإشعال نار الثورة، و قد جاءت هذه الشرارة في صورة عمل طائش قام به عمر بن عبد الله حاكم مراكش من قبل الحبحاب .اذ أمر البربر الذين يقطنون إقليمه بدفع الجزية مضاعفة[!!] كأن لم يكونوا مسلمين، فسرعان ما امتشقوا السلاح و حلقوا شعورهم و رفعوا القرآن الكريم على أسنة رماحهم[..] ثم هاجموا طنجة و استولوا عليها و قتلوا حاكمها، ثم بايعوا ميسرة بالخلافة و خاطبوه بامير المؤمنين "( انظر موسوعة المغرب للغنيمي ص30) .
" ولقد كان انتشار مبادئ الخوارج في المغرب يعبّر عن الميول المغربية التي ألفت الحريّة كالقبائل العربية، والبربر جنس خشن غضوب محارب شديد الغيرة على حريته يشبه العرب الى حد كبير. و قد وصفهم القائد موسى بن نصير فقال:[ هم] أشبه العجم بالعرب لقاء و نجدة و صبرا و فروسية" ( نفس المصدر ص26 ) .
و لأجل ان البربر قد شابهوا العرب في حبهم الحرية والإستقلال وإباء الظلم و الهوان، فقد عانى الفاتحون الأمرّين لإخضاعهم الذي تمّ بعد " مدّة تزيد عن سبعين عاما[!!] حيث بدأ فتح المغرب عام 22 في عهد عمرو بن العاص حتى نهاية عام 95. وفقد كان فتح المغرب يختلف عن غيره من الفتوحات الإسلامية، حيث أننا نجد فتح مصر إستغرق عامين، و فتح كل اقليم الشام استغرق أربعة اعوام، و فتح العراق وايران استغرق ثمانية او تسعة أعوام، في حين أن فتح المغرب استغرق اكثر من ثلاثة و سبعين عاما[!](1) ( انظرموسوعة المغرب العربي مقلد الغنيمي ج1 145 ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وقد تم ذلك الفــــتح على يـــد القائد الكبير موسى بن نصــير، الذي تحقق بفضله" الإستقرار النهائي للوجود الإسلامي في بلاد المغرب"
يتبع
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضائح -خير القرون- السلفية (8)
-
فضائح -خير القرون- السّلفية (7)
-
فضائح- خير القرون- السّلفية (6)
-
فضائح -خير القرون- السلفية (5)
-
فضائح- خير- القرون السلفية (4)
-
فضائح -خير القرون- السلفية (3)
-
فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )
-
فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
-
عن اهون موجود و اعز مفقود
-
شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
-
حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
-
استجواب/ قصة قصيرة
-
مشقة الإيمان بالقدر( قصة)
-
ناقصات ( عن تحقير المرأة)
-
حول تفشي الخيانة الزوجية
-
أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
-
الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
-
عن غلظة آل سعود ( قصة)
-
قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)
-
تصفية ( قصة قصيرة)
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|