عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 05:56
المحور:
الادب والفن
إنتظــــــارات
عبد الفتاح المطلبي
(1)
إيذاناً بخريف قادم
أطلقت أسئلتي
طارت مثل ريش حمام
بهواء رئتيّ أشحذ هممها
لعلّها تنطلق للأعالي
(2)
من بين كل العابرين
على ذات الدرب
لماذا أنا؟
من بين كل المفجوعين
بموتٍ متروٍ
لماذا أنا؟
من بين كل الذين يعدون العدة
لخوفهم القادم
لماذا أنا؟
لماذاأنشد نشيدي في قعر الليل ؟
(3)
من حقل الأقدار
حيث تختفي جذور المصائب
تحت تربة الريب
ينزل ماء الفوضى
من غيم الصدفة
التي لا تتكرر
يسقي تلك الحقول
فيمرع عشب الترقب
و تتطاول أشجار الرهبة
لنحتمي بها من عواصف محتملة
و أمطار لا تأتي بأوانها
ننتظر نهايات الدروب
التي تمشي فينا حثيثا
لا نعلم بعد إلى أين
نزحف خلسةً
مثل فراخ الأفاعي
في كل اتجاه
(4)
أيها الواقف مثلي
هل تنتظر نهاية المسالك
مثل انتظاري
مدّ يديك و تحسس
فما عادت الأمور مخفية
و إسار الوقائع
يأكل المعاصم
متدثرا بعصمة نبي
معجزته الحرب
يجترها كثورٍ
عاد توا من مرعاه
هل يمكن إنكار ذلك؟
هل يمكن وضع خرقة
على عورات أفكارنا؟
أنا و أنت
ملاحظاتنا البريئة تطيش
تتطاير هنا و هناك
من هول التسارع
وذوبان الزمن كإسفلت
في صيف عراقي متطرف
يسيل كوحول بغداد
في شارع شتوي مقفر
لا نملك إلا التعثر
في هذا وذاك
فيسقط ما في رؤوسنا
ليلتصق في الإسفلت
و يتلطخ بالوحول
في وطن الدوائر المقفلة
كمسبحةٍ
نسلك نفس الخيط
لا نبدل تبديلا
نسمع رنّات ارتطاماتنا المكروره
كحبّات المسبحة
لا تمل من كرّها
حبةً .. حبةً
حتى ننتهي
كعقب سيجارة
في وحل أو إسفلت
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟