|
العلاقات الخارجيةخلال عهد الحسن الأول
جواد التباعي
الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 23:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حاول الحسن الأول ربط علاقات مع الدول الأوربية و ذلك من أجل تسوية الحدود مع فرنسا، و شراء المراكز التجارية الانجليزية، و الاسبانية و للدفاع عن قضايا المغرب، و الحفاظ على سيادته ووحدته السياسية، فأرسل مجموعة من السفارات إلى :
1 – مع اسبانيا : وجه الحسن الأول "خديمه أبا عبد الله محمد فتحا بن خديمه محمد عبد الله بن أحمد سفير الدولة الإصبان مع أفراد لمقابلة الملك بسبتة فقوبلوا من الأمير و المأمون بكل تجلة و إكرام". و في سنة 1294 وجه السيد عبد السلام بن محمد السوسي عامل الرباط سفيرا لإسبانيا ردا لزيادة باشا دورها الموفد على الحضرة السلطانية، ثم بعث بعد هذا الدولة الإصبان أيضا الحاج عبد الكريم بريشة سفيرا في مسائل سوس. و بعد ذلك وجه سفارة ثالثة تشمل على القائد بوشتى بن البغدادي و الكاتب مولاي أحمد البلغيتي و الحاج محمد بركاش بغرض النظر في قرار اسبانيا بالعودة إلى أراضي سوس بعدما خرجت منها خاصة المراسي منها. هذا وقد تم عقد اتفاقية مع اسبانيا على حدود مليلية.
و للحسن الأول علائق و مراسلات ودية مع اسبانيا غير ما تقدم، ككتاب (ألفنس 12) إليه معلما باقترانه بالأميرة النمسوية "ماري كريستين" زوجه الثانية. و جواب الحسن له بالتهنئة مع إيفاد سفارة للقيام بذلك. هذا بالإضافة إلى بعث السلطان برقيات التهاني بمناسبة زواج أخت الأميرة بابن عمها. و تهنئته كذلك بميلاد ابنته بعد ما أرسل الملك الاسباني منبئا بالخبر. هذا فضلا عن بعث تعازيه إلى الملكة بعد وفاة الملك. و كذلك كاتب الملك "ألفنس 13" جوابا عن كتابه للحضرة الشريفة (الحسن) في شأن ورود بعثة الهندسة الحربية، كما كاتبه كذلك الملك الاسباني سنة 1311، بإبداء الأسف على الحادثة الواقعة بين أهل مليلية و قبيلة قلعية و الوعد بالنظر فيها و تدارك قضيتها و تلافيها. و بصرف النظر عن العلاقات الودية بين البلدين. إلا أن المغرب اضطر إلى دفع أربعة ملايين ريال لإسبانيا تعويضا عن الخسائر التي لحقت بها من جراء قبائل الريف العاصية التي كانت تهاجم التحصينات الاسبانية في ميناء مليلية و سبتة المحتلتين من قبل اسبانيا. فدفع السلطان التعويض بعد أن أنزلت اسبانيا قواتها على الشاطئ المغربي. و بذلك انتهت الأزمة مؤقتا لكن الدفع كان اعترافا ضمنيا باحتلال المدينتين. 2 – مع فرنسا وانجلترا * فرنسا : وافق الحسن الأول على إقامة فرنسا بعثة لها في وجدة القريبة من الحدود الجزائرية لمعالجة الحدود بين المغرب و الجزائر، و قد وافق الحسن الأول تفاديا للاحتلال فرنسا لوجدة. و قد بعث لفرنسا بثلاث سفارات، الثانية يرأسها القائد عبد الملك بن علي السعيد خليفة باشا طنجة، عام 1302هـ و رئيس الجمهورية آنذاك "المسيواكريفي". أما الثالثة فترأسها القائد المعطي بن عبد الكبير المزماري معززا بأحمد الكردودي وابن المدني بنيس. * انجلترا : و فدت على الحسن الأول سفارة من انجلترا مرفقة بهدية عبارة عن فيل جيء به بحرا لطنجة يقوده رجال من أهل الهند. و لقد تم الاحتفال بمقدم هذا الفيل و ذلك باصطفاف الجنود وجمع العمال و الأعيان و الرؤساء و القواد، و حضور السلطان بهمته و إطلاق المدافع. 3 – مع إيطاليا :
تربط المغرب و ايطاليا علائق ودية ظاهريا. إذ بعث الحسن الأول سفارة إلى إيطاليا يترأسها القائد بوشتابن البغدادي الجامعي و العلامة العربي المنيعي، أحد الكتاب الكبار في الحضرة السلطانية. ثم بعث سفارة مع القائد الكبير بن المدني الشاوي، كما أوفدت إيطاليا بدورها سفيرها الكومندار "توركنطاغي". و كانت علاقات حبية، فمن ذلك كتاب الملك الإيطالي "امبرتو" إليه معلما بالأفراح الملوكية التي أقيمت "بـتورين" بمناسبة اقتران أخيه الأمير "أما "ديوفيردينا دا" بالأميرة "ماري بنت جيرولا" و لما ولدت ابنا بعث مسطور الأعلام بذلك مترقبا ابتهاج الحضرة السلطانية، فأجابته بالسرور و التهنئة و الحبور.(1) و لما توفي الأمير الأخ بعث الملك الايطالي بنعيه إلى الحسن الأول فأجابه على ذلك بإبداء الأسف لمصو للمغرب كذلك علاقات متعددة مع بلدان غربية أخرى مثل اليابان و البرتغال و ألمانيا.
4 – مع العثمانين : للتخلص من الدولة الغربية ، استنجد الحسن الأول بالدولة العثمانية، و استقرت المفاوضات بين الجانبين على أن تدعم الدولة العثمانية استقلال المغرب وتناوئ خصومه. و أن يقام تبادل ديبلوماسي بين البلدين الإسلاميين. غير أن هذه الاتفاقية أجهضتها اسبانيا بإيعاز من فرنسا "أبلغت الحسن الأول اعتراضها على تسرب دعوة الجامعة الإسلامية إلى المغرب، و قالت إنها تنظر بعين القلق إلى ما يقوم به المغرب من توثيق علاقاته مع الدولة العثمانية".
#جواد_التباعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناعة السكر في العصر السعدي
-
الفقهاء: مصدر قوة وإنهيار الدولة المرابطية
-
الفكر في تصور المادية التاريخية
-
أرنولد توينبي والتفسير المادي للتاريخ
-
الحركة الصهيونية التعريف، ظروف النشأة، والأهداف الأساسية
-
ماذا أراد هتلر
-
ديمقراطية الأقلية
-
متى تنتهي أسطورة الكنوزبأجلموس
-
مولاي بوعزة:التصوف والجاهلية المتأخرة
-
الأمازيغية دون خطاب عنصري
المزيد.....
-
ترامب يكشف موعد اتصاله مع رئيس وزراء كندا ويؤكد: -سيدفعون-
-
الصين لديها ورقة رابحة في مواجهة رسوم أمريكا الجمركية.. ما ه
...
-
أمراض يشير إليها تضخم الغدد اللمفاوية
-
روسيا تنشئ أنظمة تبريد تساعد على تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمو
...
-
روسيا تستخدم الدرونات لمراقبة مسارات السكك الحديدية
-
روسيا تختبر منظومة جديدة مضادة للدرونات
-
البول الأسود.. اضطراب نادر يسبب مشاكل صحية خطيرة
-
الدنمارك.. اكتشاف نوع جديد من الفطريات تحوّل العناكب إلى زوم
...
-
روسيا تنتج بطاريات الليثيوم الأيونية للطائرات المسيرة
-
أمراض تسمى -القاتل الصامت-.. ما هي وكيف نكتشفها مبكرا؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|