جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 12:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
رغم ان اغلب الفرس تركوا ديانتهم المجوسية و اعتنقوا الاسلام و حاربوا لاجل الاسلام و لكنهم لم يتركوا اهتمامهم القديم بالدين ليتطورا و يتجهوا الى فروع اسلامية خاصة كالشيعة و البهائية و الدروزية.
اولا كلمة (دين) العربية التي كانت معروفة قبل الاسلام هي فارسية افستية الاصل تطورت من الفعل (دا) بمعنى (عرف) و دخلت الى الفارسية القديمة (ديني) بمعنى (امر) و (قرار) لتدخل الاكدية و السريانية على صيغة (دينو).
هذا و ان كلمات دينية اخرى دخلت الى العربية مثل (درويش) التي اتت من الافستية (دروغو) الى الفارسية القديمة (دروش) و منها الى العربية و التركية و الى الفرنسية derviche و (خديو) المصرية استعملت كلقب لنائب الملك في مصربين 1876 و 1914 والتي هي تصغير من الفارسية الكردية (خودا) بمعنى الرب و لربما ايضا كلمة (خواجه) تقع في هذا المضمار.
اما الدروز فهي طائفة دينية لربما تفرعت كمذهب اسلامي من الاسماعيلية في القرن الحادي عشر تعيش اليوم بشكل رئيسي في سوريا و لبنان و الاردن و اسرائيل. هناك عدة نظريات عن اصلهم و فصلهم تتضارب في اتجاهاتها و اغراضها و تيشيرالى انهم خليط من العرب و الاكراد و اليهود و الاتراك و اليونان او ان الدروزية طائفة توحد الغنوسطية المسيحية الروحية مع الدين مع الفلسفة لذلك يطلق الدروز على انفسهم (الموحدون). و هناك اليوم جاليات من الدروز في اوربا الغربية و امريكا وكندا و استراليا. فالدروزية اذن توحد الاديان و الطوائف.
تكشف هذه النظريات ان الاقوام تختلط و ليس هناك اصل نقي نستطيع ان نذهب اليه لان الاصل و الفصل كالمياه تختلط روافدها. و السؤال هو: هل يتشابه عربي من السودان مع عربي من لبنان؟ و لكن مهما كان اصل و فصل الدروز فانهم طائفة تتكلم العربية اسمها فارسية كردية الاصل من (درز) خيط و (درزي) ابرة يعود الى الخطيب انشتكين الدرزي رغم ان الدروز تعتقد انه كان كافر و طائش يستعجل كالعجل.
بدأت حركة الدروزفي مصر في السرفي اجتماعات الحكمة وادت الى مجادلة فكرية بين الدرزي و حمزة بن علي بسبب (غلو) افكار الدرزي. هذا ومن الجدير بالذكر ان الكلمة المصرية (ترزي) بمعنى خياط استعيرت من نفس الكلمة الفارسية عبر التركية.
هناك ايضا بعض المحاولات العقيمة كما رأيناها في اشتقاق كلمات اخرى من قبل العرب لارجاع كلمة (دروز) الى العربية (دارسة) لاعتقاد العرب بان الكلمات الدخيلة تحط و تنقص من قيمة العربية بدل اغنائها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟