مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:24
المحور:
الادب والفن
من يدري ؟
كيف تموت اوراق الدفلى عارية
تتصيد الفَراشات
تتصيد باقي المخلوقات الحشرية .
من يدري ؟
وهو يرى نترات الزجاج
تسقط مثل نيازك ضوئية حادة
تتكسر في أطراف الاغصان الخضراء
تذبلُ كزهرة جبلية.. لا ترتشف الندى الصباحي.
من يدري ؟
كيف تنزف عروق العوسج في الريح شجوناً !
كيف تتألم اشجار البلوط من فأس الحطاب !
وكيف لا يسمع صراخاً.. !
ولماذا ينيخ النخل الظهور ؟
كيف ترى جميع المخلوقات نفسها ،
وهي تجابه الكساد الخريفي ؟
من يدري ؟
ما معنى الرعب
وما هو عمق الخوف ؟
ليرى ظله في الشمسِ
كنسيج العنكبوت الفضي
كأوراق الدفلى الميتة الصَيادَةْ
من يدري ؟
سوى الانسان نفسه .
جنازة
الايقونات.. منتشرة كالنرجس في أضواء فوانيس زرقاء
تضيءُ الزمنَ.. والوقت المستعجلْ
تدهنُ رموش الأعين بزيتٍ خمري قدسي
النورُ يغسل في ألمٍ
فضيات قناني الورد..
وأنا أحلقُ كالفراشة قرب هسيس النور
تحلقُ هواجسي عند صليبٍ.. مازال طري
ألمحُ مذعوراً.. ما بين أنفاسي ومساحة صدري،
فارساً يحمل قارورة من فخارٍ، ذهبيةْ
تزهرُ فيها أعشاباً بريةْ
أنا أعرفُ لماذا تضيءُ
وجه الطفل المسجي فوق صليبٍ طري
تقطر زيتاً أصفرْ، تغسله دموع من شمعٍ دافئ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟