أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 03:24
المحور:
مقابلات و حوارات
الإشكالية الثانية :
والتي تتجسد ملموسيا بثبوتية إعادة إنتاج الارث الاجتماعي القديم – بشكل إعتيادي – كطابع اصيل موسوم بها المجتمعات العربية ، وهو إرث متفاوت عربيا بين العبودية الطوعية المعممة في اليمن والسعودية ودول الخليج والعراق ، وهي البلدان التي لم تعرف ثورات اجتماعية تاريخية منذ قرون ماضية ، وبين الاخرى التي قد عرفت حركات شعبية تتنازع بين التجديد والقديم ،وبينها تلك الداخلة في اتون حركات الاستقلال من الاستعمار الخارجي ، ولكنها هي ايضا لم تتلامس مع واقع تحولي للمجتمع بما يقربه من الثورة الاجتماعية التاريخية ، ومثل هذه المجتمعات العربية يوسم بها انسانها بالعبودية الطوعية المخففة ، حيث أن انسانها لاوجود لاي فعل اجتماعي له إلا عبر قوى سياسية تحركه نحو التثوير أو التطبيع لمنتج الراهن السياسي ، أو تعيد صناعة قيم وجوده لغرض العيش أو التكيف أو لتحقيق المصالح الذاتية عبر التذرعية أو الانتهازية أو التجميلية لواقع ودور مغاير عن حقيقة وجودهما .هذه الاشكالية تتمحور كإحدى أقوى المعضلات التي لايقف عليها الفكر العربي أو الاحزاب السياسية العربية – التقدمية – كون أن تاريخ تطور الانسان العام وشعوب مجتمعات الارض تتم عادة كقاعدة مادية بأن انسان المجتمع هو الصانع لثورات التحول التاريخي للمجتمعات عبر العمل وقوى الانتاج ، بينما في المجتمعات العربية والاسلامية فإن تاريخ هذه المجتمعات يتحكم بصناعتها قوى التنفذ السياسي الحاكم ، ومنتج صراع قوىالتنفذ السياسي على المجتمع المتصارعة على سلطة الحكم ، ومع ذلك يصبح بعدها الظافر بالسلطة السياسية للحكم هو الفارض لطابع التسجيل التاريخي للاحداث ، والفارض لاعادة انتاج الواقع الذي يمتن سلطته ، والفارض اخيرا إلى إعادة انتاج قوى التسيد على المجتمع وفرض اصولية وجودها المادي المصلحي كالية واقعية يعيش خلالها ومن خلالها المجتمع بما يظهر أن القسرية التي تقوم عليها الحياة المجتمعية وفق هذه الالية اعلى من أي دستور أو قانون مشرع في هذا المجتمع .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟