أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - ابدأ حكايتك من «ثانياً»














المزيد.....

ابدأ حكايتك من «ثانياً»


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 20:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الحقيقة واحدة ولكنها تتكون من بنود، من حيثيات وتفاصيل وأمور جزئية، حاصل جمعها هو الحقيقة كاملة، أو هو الحقيقة في اللحظة التي يجري فيها الحديث.
إن أنت ألغيت قاصدا او غير قاصد، اي بند من البنود، اي تفصيل من الصورة العامة، الشاملة التي هي الحقيقة تكون قد اصبتها بتشويه في احد مواقعها.
وليس الأمر بهذه البساطة، انك لا تلحق التشويه وحده بها، انك قد تقلب الحقيقة كلها رأسا على عقب، المقدمة الصحيحة تفضي، في حال اليقظة والنباهة وحسن النية، الى نتيجة صحيحة.
حتى الفكر ما هو إلا نمو اعتيادي للأشياء، كل فكرة تنبني على فكرة سابقة لها، والثانية تفضي، هي الاخرى، الى فكرة ثالثة وهكذا دونما نهاية.
تلفيق الحقائق، وهي مهمة جزء من الاعلام الموجه، الاعلام المغرض انما يقوم على طمس هذه الحقائق، وتقديمها مقلوبة في مغزى نقيض لمغزاها الاصلي، «وابتكار» وقائع ليست قائمة.
هذا النوع من التلفيق سهل الفضح، مكشوف.
الأخطر منه ذاك النوع من الكذب القائم على تقديم شيء من الحقيقة، جزء من اجزائها واغفال الاجزاء الاخرى. الجزء حين يؤخذ معزولاً عن السياق العام يعطي دلالة مغايرة وتفسيراً اخر.
الجدل مع هذا النوع من تقديم الواقع اكثر صعوبة واشد تعقيداً، لأن جزء الحقيقة الذي يقدمه حدث فعلا ولا سبيل لنكرانه، ولأن الامر كذلك فإن الحيلة يمكن ان تنطلي على المتلقي المحايد او البريء او الساذج او طيب النية او ذاك المتلقي السلبي الكسول الذي لا يعنيه تتبع الامور من بداياتها، ويمتص المعلومة التي تقدم له دون ان يبذل جهدا في التحقق من مدى صحتها.
يمكن صوغ هذه الفكرة التي تبدو طويلة وبحاجة الى إسهاب في شرحها، في كلمات مقتضبة، موجزة، معبرة بالقول التالي: «من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من «ثانيا»!».
سيعني هذا تجاهل ما حدث أولاً، وشطبه من الذاكرة، كأنه لم يحدث أبداً، وسرعان ما يتحول النتيجة الى سبب، ويجري الغاء السبب الأساس كلية، وما أكثر ما كتب التاريخ بهذه الطريقة، حيث غُيبت منه صفحات كاملة، وصنعت تواريخ جديدة لم تكن اصلا، أو كانت بصورة مغايرة لتلك التي وصلتنا.
وهو الامر الذي يعني تجاهل ما حدث أولاً، فغالبا ما يكون أولاً هو المقدمة و«ثانيا» هو النتيجة، حين تلغي أولاً تصبح النتيجة سبباً وردة الفعل تصبح هي الفعل.
إن عدم رد الامور الى اصولها، الى جذورها، إلى اسبابها الأولى هو النقصية الكبرى التي تطبع امورا كثيرة في حياتنا، في الفكر وفي السياسة وفي السلوك وفي العلاقات اليومية المباشرة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظر إلى دماغنا مُفَككاً
- انشطارات الطبقة الوسطى
- فاطمة سلمان في «التقدمي»
- المراجعة المطلوبة
- من المحرق أتى التغيير
- الانتخابات وتداعياتها – 4
- الانتخابات وتداعياتها - 3
- الانتخابات وتداعياتها – 2 & 1
- حبل الكذب قصير
- شاركونا الأمل
- في القوة والضعف
- حول إزالة الإعلانات الانتخابية
- كتلة البديل الوطني
- كيف نتدبر شؤون الوطن؟
- سماد الطائفية!
- نعم يوجد بديل
- الروية وليس الفزعة الطائفية
- الحفاظ على الحريات العامة
- بين «البيت الشيعي» و«الشارع السني»!
- لماذا يغيظهم المنبر التقدمي؟


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - ابدأ حكايتك من «ثانياً»