رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 19:25
المحور:
سيرة ذاتية
أحبتي القرّاء الأعزاء
كنتُ بالأمس قد نويتُ التوقف لفترة قصيرة عن الكتابة , لظروف طارئة وبعض الإلتزامات الأخرى , ثمّ العودة من جديد للكتابة قبل نهاية العام الحالي .
لكن كون هذهِ المقالة جاهزة منذُ إسبوع , وبقراءتي قبل قليل ردّ الكاتب العراقي الكبير يعقوب إبراهامي على تعليقي عنده , شجعني ذلك لدفع هذهِ المقالة للنشر , وكي لا يكون إنقطاع مفاجيء وضجّة مفتعلة يميل لها البعض أحياناً وربّما تساؤلات من بعض الأحبّة عن الأسباب .
****
كباقي الكتّاب والمعلقين في موقع الحوار المتمدن , يقرأ كتاباتي أنواع من القرّاء , يحملون إتجاهات وقناعات فكرية متباينة , بل متضادّة أحياناً .
يقرأ لي العلماني الليبرالي العقلاني وهم الغالبية كما أرى .
هؤلاء الأحبّة , غالباً يقرأون للإطلاع والثقافة والإستفادة والإستئناس بآراء الآخرين والدخول في حوار مفيد مع الكاتب لغرض تطوير الفكرة , وتشجيعهِ على جهدهِ .
***
ويقرأ لي اليساري أو الشيوعي , وهم نوعين .
نوع يتقبّل الآخر ويحاورهُ ويتواصل مع الجميع .
ونوع ثاني ( الحرس القديم ) , مؤدلج يشعر بالإهانة والظُلم تجاه أيّ كلمة مديح للغرب .
ففي رأيهم , لايستحق ذلك الغرب سوى الوصف القديم , الإمبريالي الإستعماري الصهيوني وفي أفضل الأحوال وحسب وصف أستاذنا ( فؤاد النمري ) ,
فالغرب هو البرجوازية المنتجة والبرجوازية الوضيعة , ولا يرضى حتى بتداخلهم في الحياة العامّة .
بينما الواقع كما أراه , هو من شقيّن
الشق الأوّل / يفرض علينا الإعتراف بوجود الحزب الشيوعي , كأقدم الأحزاب الفكريّة إنتشاراً في دولنا العربية وخصوصاً في العراق وبلاد الشام ومصر .
والشقّ الثاني / التأكيد على وجود محطات عديدة في مسيرتهِ الطويلة تلك , سواءً كانت محطات مضيئة تشع بالنور الباهر ,
أو أحياناً مُظلمة مُوحشة , تُخيف سالكيها والمراقبين .
****
يقرأ لي أيضاً , المتدينيين بأنواعهم , وما أكثرهم !
فهناك المسيحي المُسالم المُحبّ المُشجّع , وطبعاً هناك المسيحي المتشنج و المحتّد نوعاً ما .
وهناك المُسلم الذي يُريد تنقية دينهِ من أدرانهِ والدفاع عنهُ تجاه النقد الواسع المنتشر كالنارِ في الهشيم هذهِ الأيام
( وهو نقد , غالباً بقصد مستقبل أفضل للمسلمين عموماً ) !
كذلك هناك من القرّاء بعض المتدينيين المتزمتين , وهؤلاء بالطبع يصفوني بالكفر والإلحاد والزندقة وباقي القائمة المعروفة من ألفاظهم اللي تودي في ستين داهية , لو وقع المقصود بها في أيديهم .
هؤلاء , حتى لو كتبتُ ضدّ النقاب , فسيعتبرون ذلك هجوماً ضدّ الدين الإسلامي !
فكل شيء عندهم هو حرب ومؤامرة , على الإسلام .
وحتى مقالات عن الورد والحب والجمال والفنّ والأزمة المالية العالمية وزلزال هايتي وعمّال منجم شيلي , وعرض مآسي الخادمات في السعودية مثلاً , يعتبروه هجوم صريح على الإسلام .
هؤلاء لا يفرقون بين المُلحد واللاديني والعلماني والمسلم العادي الذي قد لايهتّم لكل تلك التسميّات ولا يهمهُ سوى العيش بسلام .
وفي الواقع هؤلاء , أصعب خلق الله مِراساً ولا يَعجبهم العجبْ , ولا الصيّام في رجب .
وأنا في هذا الشأن (أي الدين الإسلامي وتأثيره ) , لا أميل الى الحلول الجاهزة المُعلبّة ,
كما حدث مثلاً في حالة تحرير العراق من طاغيتهِ صدّام كخطوة أولى للنهضة العراقية .
بل مقتنع بالبدء من الصفر , من الأطفال في الحضانة ومناهج التعليم ومن الأم وإرضاعها طفلها ( الذكر ) حقوق اُختهِ , مع حليبها يومياً .
ولا أضع كل اللوم على الشخوص و النصوص القديمة بأنواعها , لكن أيضاً على المتبعين لها , وفي مقدمتهم طبعاً الأشياخ والمشايخ الذين يستغلون جهل العامة والدهماء .
فكل فكرة وأيدولوجية ودين , لاتبقى وتستمر , لولا الأتباع وسلوكهم وتفاعلهم مع تلك الفكرة .
وللتوضيح أقول , كثير من النصوص في المسيحية واليهودية , تجمدّت ونُسيت تقريباً لعدم تداولها من تابعيها ,
فلو فعل المسلمون نفس الشيء مع بعض النصوص , كإستخدام القرآن المكّي (( أساس لهم )) إضافةً لبعض السور المدنية أو ( اليثربية ) المُفيدة ,
لكان خرجوا بحل عملي لمستقبل دولهم البائسة , حتى الغنيّة منها .
إذ لاننسى , أنّ أغنى الدول الإسلامية وهي السعودية , يعاني نصف المجتمع على الأقل من الظُلم والتهميش والقسوة المفرطة .
مع كل ما تقدّم أنا لا ألغي فكرة الحاجة للعصا السحرية هنا , وأقصد بها قرارات الدولة المّلزمة والدساتير .
فمثلاً إلغاء كلمات الدين والجنس والنوع والعرق من الدستور ,, ستعني أنّ الجميع متساويين في كل شيء .
إيقاف دعم الدولة لرجال الدين ودور العبادة الى درجة منع الأصوات والمكبرات الناتجة عنها , هذا أيضاً يُعتبر عصا سحرية لتقليل التزمت والتطرّف ومظاهرهم وتأثيرهم .
****
فكرة مقالي هذا بدأت كالتالي :
بعض الأحبّة القرّاء تسائلوا في مقال سابق , (( تجسيد الشخصيّة المقدّسة , فنياً ))
قائلين مواضيعكَ جيّدة من حيث العنوان , ومرتبكة من حيث المضمون .
أو هذا ما فهمتهُ من تعليق واحد على الأقّل .
قد تكون تلك القلّة من القرّاء التي لها مثل ذلك الرأيّ مُحقّة بعض الشيء .
لذا وجبَ عليّ الإستفادة من ذلك الرأي , و توضيح طريقتي في الكتابة .
لأنّ ذلك من حقّ القاريء في هذا الزمن السريع المليء بأنواع وسائل الإتصال والمعرفة
فضياع ربع ساعة في قراءة موضوع (( بائس )) ,ستكون حالة مزعجة حتماً .
مع أنّ القاريء عموماً , فطن كفاية , وينتبه لقيمة المقال مُبكراً .
***
في الواقع عليّ العودة سريعاً وبإختصار للوراء لتوضيح الصورة بعض الشيء .
في شبابي ومنذُ عام 1979 وهو عام تسلّط الدكتاتور صدّام على الموقع الأول في العراق
كنّا في الجامعة نقرأ كل ماتقع عليهِ أيادينا , عدا دروسنا الأساسيّة طبعاً , هههههههه
بعدها نكتب ملخصاتنا ونسردها ونتبادلها مع بعضنا
نكتب مايمكن تسميتهِ (( خواطر )) , تناقش مانفعلهُ يومياً .
هذا عدا إهتماماتنا الرياضية ( كرة القدم وملعب الشعب ) , والفنيّة في دوامنا اليومي في مقهى السيدة أم كلثوم ( عبد المعين الموصلي), والقربعة في العُش الجميل
كان بعضنا يكتب خواطر عاطفية , والآخر يكتب آراء إجتماعية أو حتى سياسية .
ولكون حتى أنفاسنا كانت مُراقبة وكل كلمة غلط , تودي جلدنا للدبّاغ , فكنّا نخترع أسماء للقيادة حينها , فصدّام نسميه أبو البيبسي , لماذا ؟ لا أعلم , أحدنا إقترح ذلك
طبعاً (( أبو الثلج )) معروف وهي نفس التسمية الشعبية ل عزّت الدوري وهكذا .
لم نكن نحتفظ بكتاباتنا غالباً , ونمزّقها بعد الضحك عليها فيما بيننا , خصوصاً تلك التي تحمل أحلام الشباب بإقامة جمهورية السعادة والتقدّم وجنّة الله على الأرض .
أظّن , هذا كان تصرف أكثر المستقلين .
لكن بيننا كانوا مناضلين شيوعيين أذكر إسم أحدهم (( وثّاب )) الذي إختفى في إمتحانات الصف الثالث , وآخر كان ( إسلامي / دعوة ) بلحية دائمة , إختفى نهائياً .
المهم من هذا الملخص أريد القول أنّ مارد الكتابة ظلّ داخلي يكبر دون أن يرى النور يوماً
بالطبع بعد تراجع أوضاع البلد من خلال الحروب والمآسي الصدّاميّة زادت عندي جرعة الشجاعة , والصرخة الكتابية في داخلي بدأ يسمعها المقربون منّي , فإعجبوا بما أكتب من مواضيع قصيرة , تركز دائماً علي السؤال التالي / ماذا يهمنّا من كل مايحدث سوى مستقبل بلدنا وأجيالنا ؟
ثم عمدتُ الى إدخال أيّ موضوع درستهُ الي ما أكتب , فكانت كتابتي تتناول الجيلوجيا ثمّ الكيمياء في فترة , و المحاسبة والإقتصاد في أخرى , وهكذا
كل ذلك لم يكن ذي بال ولا ذكر لولا هجرتي للغرب , وظهور هذا الإكتشاف العجيب النت , ثمّ ظهور الصحف الإلكترونية .
على كلٍ لم يمضِ على ظهور إسمي في الحوار المتمدن , سوى عام ونصف .
لكنّي فرح بما آل إليه الأمر من إيصال أفكاري عبر مقالاتي وكذلك بما حصلتُ عليه من حبّ وتفاعل من العديد من القرّاء الأعزاء , بعضهم أصبح صديقاً قريباً نتحدث يومياً في الهاتف .
وأشعر بفضل الجميع وتشجيعهِ فلولا كلماتهم التي تفعل فعل السحر في نفسي , كنتُ تركتُ الكتابة من أوّل مقال , لأنّ التجريح الصادر من البعض يكاد يمسح بنا البلاط .
أحدهم كتب مرّة , لماذا تُظهر نفسك فاهم في كلّ شيء وتخدع القرّاء فيلتفوا حولكَ ويكيلوا لكَ مديحاً لا تستحقه ؟ أنتَ محض منافق وسطي توفيقي ليس لديكَ ماتخسرهُ !
وأنا لا أفهم ماذا يخسر هو , من محبّة القرّاء لأي شخص ؟
وهل المحبّة الحقيقية ممكن شراؤها بكنوز الدنيا ؟ أو بالخداع ؟ أو بالقوّة ؟
وكيف يجرؤ ليقول , ليس لي ما أخسره ؟
****
لماذا أحكي كل ذلك , وأفضفض لكم أحبّتي ؟
أريد القول , أنّي لا أمثّل فكراً مُعيناً , ولا أيدلوجية حزبية خاصة , ولا حتى دين أو قوميّة
لكنّي بالطبع لن أنكر أصلي العراقي العربي المسلم السنّي البغدادي الموصلي !
الأخيرة لأنّي ولدتُ في الموصل وعشتُ طيلة حياتي في بغداد الحبيبة .
ياااااه إشتقتُ لبغداد الآن في هذهِ اللحظة , كما أشتاق دوماً لأهلي وأصدقائي وكل الأماكن والطرقات .
أحبتي , أنا أكتب كل ما يَخطر في بالي ويتعلق بحياتنا اليوميّة , وقصدي الأساس كشف أخطائنا لأجل تلافيها ومعالجتها وليس لجلدِ الذات كما يعتقد البعض .
وليس لإضاعة وقت القرّاء أيضاً , فلو خدعتهم مرّة , لن يعودوا ثانيةً لقراءتي , أليس كذلك ؟
ستقرأون عندي ما يمكن إعتبارهِ تناقضاً وتقلباً , لكن عُذري في ذلك هو طبيعة الحياة .
تلك الطبيعة المتناقضة المتقلبّة .. والمتغيرة دوماً !
أؤييد عملية بوش لتحرير العراق من جرذ الصحراء ( صدام ) وحزبهِ الفاشي , وهم فعلاً جاؤوا بهِ كما الجرذ في نهاية المطاف
لكنّي من جهة أخرى , أتسائل عن دوافع ويكيليكس عندما تنشر أطنان الوثائق عن معلومات يعرفها العراقيون جيداً وفي توقيت مُعيّن بالذات ؟
أمتدح خطوات العاهل السعودي / عبدالله في تحديث مجتمعهِ , لكنّي أنقد الوهابية وأعرّي فكرهم البائس ونقابهم , ولجان / الأمر بالقُبح , والنهي عن الجمال
أتغنى بمصر أم الدنيا وفنّها وشعبها الطيّب البشوش ولهجتهم الحبيبة .
لكنّي أنتقد التكاثر البهيمي والسمنة المفرطة والنقاب والزبيبة وتحالف العسكر والحراميّة .
أمّا عن بلدي العراق , فحدّث ولا حرج !
تراني فرح بالتغيير وسقوط الصنم , لكنّي أكتبُ عن فسادِ الساسة الجُدد ورواتبهم الضخمة , في البرلمان والحكومة
وبُطيء عملية البناء والتصحيح وأناشد المالكي بتخفيض راتبه !
هذهِ التي تبدو تناقضات في كتاباتي , هي موجودة في واقع الحياة اليومي فعلاً
لستُ أنا المتناقض في طروحاتي , الحياة نفسها متنوّعة .
( مع أنّي لا أبريء شرقي مهما حاول التخلّص من سلبيات مجتمعهِ الأصلي ممّا يمكن تسميتهِ بالإنفصام أو الإزدواجية أو ما أسميّه شخصياً / الجين الشرقي ) .
***
طبيعة الحياة عموماً تحوي كل أنواع المتناقضات , فلماذا لايمكنني تناول مواضيع متباينة ؟ بل الخروج أحياناً بإستنتاجات متناقضة ؟
أستنكر قتل الأبرياء في كنيسة سيدة النجاة ( نتيجة الإرهاب ) , وفي سيول جدة ( نتيجة اللامبالاة والفساد ) , وفي زلزال هاييتي (نتيجة الفقر والتخلف ) ,
وفي مصر للخارجين من كنيستهم في العيد ( نتيجة التزمّت الديني والتطرّف ) .
أحبّ العراق وأشتاق لهُ كثيراً , لكنّي أكره فيهِ الطائفية و قلّة النظافة وصيفهِ القاتل هههههه
تراني أحياناً حريص على وحدة العراق , وأخشى مؤامرات بعض جيرانهِ ( خصوصاً إيران وسوريا ) لتقسيمهِ الى دويلات طائفية أو عرقية .
لكنّي أحياناً أخرى لا أجد سوى (( الفيدراليّات )) حلاً لمشاكل هذا البلد .. الأزلية ؟
****
لماذا يتهمنّي البعض بصفات قاسية ( لو ناقشتُ ) ما يجول في خاطري ؟
في الغرب يعلّمون الإنسان منذ طفولتهِ بقول كل ما يخطر في بالهِ
كل شرح من المعلمة لموضوع جديد أو رأي غريب يتبعه سؤالها المعتاد للأطفال : ماذا تظنّون أنتم ؟
هل يمنعني حبّي للعراق من الكتابة عنهُ , حيناً مادحاً شعبهِ وحضاراتهِ وأعراقهِ بتنوّعها , وحيناً آخر رافضاً لكثير من العادات الخاطئة ؟
هل هذا فعلاً , جلداً للذات ؟
في ظنّي مَنْ يُنكر وجود التناقض على الأرض , فهو إمّا جاهل أو مخادع لنفسهِ والآخرين .
كنا في شبابنا نزعل من كلمة متناقض
كبرنا فعرفنا تلك هي طبيعة الحياة , حتماً توجد مواقف متناقضة عند الانسان نفسه .
كنّا نتصور تغير الرأي , عارعلينا وعيب وفضيحة , فتبيّن لاحقاً , أنّ الحمير فقط لايغيرون آرائهم .
وأنّ ساستنا (( خصوصا )) يغيرون آرائهم كل يوم , لكنهم يلفوّن ويدورون مع الكلمات .
حتى ( حراس المعبد ) من الاشياخ يلفّون ويدورون ويرقصون على الكلمات والحبال لاجل جيوبهم .
لذلك قال نزار قباني( عنهم ) للأطفال مايلي : نحنُ جيل القيء والزهري والسعال , نحنُ جيلُ الدجل والرقصِ على الحبال !
بالطبع لا أحد من هؤلاء يعترف بذلك , فللساسة كلامهم الدبلوماسي وللأشياخ كلامهم المقدس .
لا اقول لكم الآن غيّروا آرائكم كل خمس دقائق , أو كل عام مع حزب !
بالعكس , أنا كتبت مقالة عن تأثير هرمون التستوستيرون في كتابة المقال وسرعة التقلّب .
كما لا أدعو الى التحزّب أصلاً أو تبني عقيدة او آيدلوجية بعينها .
هل تذكرون عبارة خير عادة أن لاتكون لكَ عادة ؟ التدخين مثلاً
فأنا أقول : خير فكرة أن لاتكون لكَ عقيدة جامدة بعينها
بالطبع هناك من يكابر ليقول مثلاً : الماركسية عقيدة ديالكتيكية متغيرة مع تطورات الحياة
والمسيحية دين يتقبل العلم والتجدد .
والإسلام هو دين الحياة بعينها وتفاصيلها ومتغيراتها
وسوف أجيب الجميع وبالعموم كي لا يغضبوا منّي
أحبتي لو كان كلامكم صحيحاً , فمعنى ذلك خلال قرون عديدة, من التغيير الحاصل , لم يبق من الأصلِ شيئاً سوى الأسماء , أليس كذلك ؟
فلماذا تُقاتلون من أجل التسميّات فقط ؟
سأترك التسميات وأدعو الى تطوير الإشتراكية بإدخال الديمقراطية الفعلية معها
وبالنسبة للإسلام أدعو الى نبذ نصوص الكراهية والقتل , وتقليص مدّة الصوم ,والتخلي عن الأزياء المتخلفة كالنقاب واللحية والدشداشة القصيرة وباقي الشلة .
وليس لي ملاحظات عن المسيحية اليوم , فأهلها أدرى بها ليقوموا بنقدها
وهكذا أتوّقع من كل صادق مع نفسهِ وملّتهِ
هل وسطيتي هذهِ مزعجة لكم ؟
وحتى لو كانت مزعجة , أليست أكثر واقعية من التطرف بإستئصال الآخر ؟
حتى لو أعطينا خاتم سليمان للشخص الرافض لفكرتي ويريد الحزم في التطبيق
هل سيقضي مثلاً على مليار وأكثر من المسلمين ؟ هل سيسعفهُ ضميرهِ وقلبهِ وعقلهِ ؟
****
الأستاذ نادر قريط كاتب لامع وصديق أقرأ لهُ ماينشرهُ في موقع الحوار .
أجدُ كثيراً من المشتركات بيننا , ومثلها من الإختلافات أيضاً .
فهو مثلاً يرى وضع العراق رغم سوءهِ زمن الطاغية , أرحم ممّا جرى من تخريب البلد وظهور عوائل الحكم الحالية ( ولا أشكّ في دافعهِ وحبّهِ للعراق ) .
وحتى القتل والترهيب الحاصل في العراق يُعزيه لأيادٍ مخابراتية خفيّة تقف وراء القاعدة وتحركها كالدمى ( وجهة نظر ممكنة ) .
بينما أنا أرى لامجال للمقارنة بين العهدين , والعراق رغم التداعيّات يسير نحو الأفضل .
ولولا (( جورج والتر بوش )) ماكنّا تخلصنا من صدّام لقرون عديدة .
حيث كان سيستمر بحكمنا من خلال أجيالهِ على طريقة (( خريف البطريرك )) لکابریل کارسيا ماركيز , العظيم .
لم نحتّد في نقاشنا سوى مرّة واحدة , ربّما حول مقال للدكتورة وفاء سلطان , وعندما تبيّن لكلينا إختلاف الرأيّ ,لايُفسد البطيّخ ,وليس نهاية العالم , إستمّر حوارنا وإختلافنا بالإحترام
وفي هذا الشأن (( الإختلاف )) يقول صديقي قريط , ما يلي :
وكم تمنيّتُ ألاّ يكونَ إختلافِ الأفكار طريقاً للخصومةِ الشخصية .
ورغمَ أنّي سأستعينُ بمبدأ أرسطو القائل / أفلاطون صديق , لكن الحقيقة صديق أعظم ,
لكن بوّدي أن أخبركَ , بأن كل المقولات والتعريفات هي محاولة لخنق المعنى !
حتى الكتابة ذاتها إقترابٌ من المعنى أو إحتيالٌ , وليست الحقيقة / حسب صديقة أرسطو .
لهذا لا أتفق كثيرا مع إطروحات التصنيف : وسطي , متطرف , يميني , يساري .
فكل إنسان وخطاب , يتضمن الوسطية والتطرف وكل شيء .
قد يكون التطرّف أحياناً جميلاً .
حتى الوسطي المنافق (حسب سفيان الثوري ) , قد يكون مدفوعاً أحياناً بميل للسلم وتجنّب الصدام .
الحياة الإنسانية لا تخضع أبداً لنظام مقايسة ! إنتهى
****
لنتخلى عن مخاوفنا عندما نكتب , كي نتحرر من أكبر القيود ضدّ الإبداع . ( أقصد نفسي أيضاً ) .
سوف أستعير الأسطر التالية , من أحد مقالات , د. كامل النجار
يقول الفيلسوف الأيرلندي والسياسي المحنك أدموند بيرك
{ ليست هناك عاطفة تسلب العقل كل قواه للعمل والتفكير مثل ما يفعل الخوف } .
ويقول الفليلسوف الإنكليزي برتراند راسل
{ الخوف هو المصدر الرئيسي للخرافة وأحد أهم مصادر القسوة , هزيمة الخوف .. هي بداية الحكمة } .
***
البعض يطلق على الأحبّة المعلقين كلمة (( جماعتك )) وكأننا في عصابة كما يحلو له التفكير وليس في نادٍ ثقافي وإعلامي وفكري رائع , كالحوار المتمدن
أمثلة عن كتاب أختلف معهم في الرأي لكن بيننا إحترام متبادل
الأستاذ / فؤاد النمري
الأستاذ / نادر قريط
الأستاذ / خالد عبد القادر
أمّا المعلقين فعشرات منهم وفي مقدمتّهم العزيز / آيار العراقي .
بقي الآن ردّ الأستاذ يعقوب إبراهامي الذي أسعدني وجعلني أدفع هذهِ المقالة قبل عطلتي القصيرة .
سأنسخهُ نسخاً / على وزن : والجبال ينسفها ربّي نسفاً
العدد: 188102 14 - الى رعد الحافظ 13
2010 / 11 / 25 - 13:54
التحكم: الكاتب-ة يعقوب ابراهامي
شكراً لكَ , أنتَ تضعُ على عاتقي عبئاً لا أعتقد أنّي أستطيع تحملهِ , (وأنا لا أقول هذا من باب التواضع المصطنع .. إذ لستُ معروفاً بتواضعي المصطنع ) .
كارل ماركس انهى المقدمة الأولى لكتاب الرأسمال بالجملة التالية لدانتي , في الكوميديا الألهية
Segui il tuo corso, e lascia dir le genti
سرْ في طريقكَ انتَ , ودع الآخرين يقولون ما يشاؤون !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
25 نوفمبر 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟