أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم الناصري - الحجاب! رد على كتاب مديرية تربية البصرة














المزيد.....

الحجاب! رد على كتاب مديرية تربية البصرة


مريم الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قرأت على صفحات الأنترنت ردود على كتاب رسمي صدر مؤخرا عن مديرية تربية البصرة ُيفرض فيه ارتداء الحجاب على المعلمات والطالبات كما يحدد فيه لون وشكل الملابس خلال الدوام الرسمي جاء فيه(- نامل من جميع المدرسات والطالبات والموظفات لبس الزي الموحد الذي تتمناه مديرية التربية وهو لبس الجبة السوداء وبالصفات المقررة في ادناه: ان تكون عريضة وطويلة لحد الكعبين وان لا تكون ضيقة الاكمام وخالية من الفتحات وكذا الحجاب الاسود لا غيره من الالوان علما ان هذا الزي يوافق الشريعة السمحاء) وقد اتخذ البعض هذا الكلام وسيلة للتنكيل بأصل الحجاب على أنه من دواعي التخلف ولايتناسب مع المسيرة الديمقراطية وهذه فكرة استهلكت وعفا عليها الزمن ولو أن قاسم أمين نفسه كان موجودا ربما تراجع عنها ، لكن يبدو أن بعض العلمانيين يلحون في اثارتها مرة أخرى وهناك من يمهد لهم الطريق كما حدث مع كتاب مديرية تربية البصرة هذا !
انني هنا سأناقش موضوع فرض الحجاب من زاوية مختلفة ومن منطلق حرصي على تعاليم الأسلام العظيم :
أولا: ان فرض الحجاب لايكون الا مع قيام الدولة الأسلامية والعراق اليوم ليس بدولة اسلامية ولا علمانية حتى(!) واجبار الناس على تنفيذ بعض الفروض الدينية في مدينة متعددة الديانات لايعود علينا الا بالنفور والأبتعاد أكثر عن تعاليم الأسلام التي علمتنا احترام الآخر بقدر احترامنا لأنفسنا ومبادئنا . في زمن الحكم البائد حينما ُفرض السفور في الثمانينات وطوردت المحجبات في المدارس والجامعات وادخلن السجون من أجل ذلك ، كانت النتيجة هي ان النساء أصبحن أكثر تمسكا والتزاما بحجابهن .
ثم ان التجربة الأيرانية مازالت ماثلة أمام اعيننا فمع أن نظام الحكم في ايران اسلامي وقد اختاره الشعب في بداية الثورة الا أن فرض الحجاب كان مردوده سلبيا جدا وقد أثبتت الأيام أن الأيرانيات أصبحن أكثر نفورا ويبالغن في السفور بمجرد الخروج من بلادهن ويمعن في تشويه روح الحجاب والشكل اللائق للمرأة المحجبة في شوارع طهران ومن الواضح جدا أن وضع الحجاب في الدول العربية العلمانية والدول الأسلامية التي لم تتخذ الأسلام نظاما للحكم فيها مثل أندونيسيا وتركية أفضل وتبدو المرأة أكثر التزاما واحتراما للحجاب مع وجود الحرية الكاملة في ارتداء الحجاب وعدمه . ان هذا الأمر من المفترض ان يكون مادة للدرس والبحث الجدي عند ذوي الاختصاص في مجال الفقه والشريعة ، والمذهب الجعفري أجدر بهذا لما يحمل من فكر متنور وأبواب لم تؤصد أمام الأجتهاد والبحث منذ تبلوره على يد جعفر بن محمد الصادق (ع) وحتى يومنا هذا.
أن مصير فرض ارتداء الحجاب في بلد لا تطبق فيه الشريعة الأسلامية كنظام سياسي واجتماعي وثقافي يبدو لي تماما كمصير تشكيل محاكم شرعية يحاكم فيها الناس من دون ان يعلم بهم أحد !
ثانيا : ان الشريعة الأسلامية لم تتدخل في تفاصيل شكل و لون الحجاب الذي ترتديه المرأة عدا أن يكون سابغا وعلى مستوى من الحشمة أما فرض الأسود على أنه اللون الذي تسمح به الشريعة فهو امر أبعد مايكون عن الحقيقة لأن اللون الأبيض هو لون الأسلام منذ انطلاقته الأولى حتى بات لونه المميز عن باقي الأديان ذلك لأن رسالة الأسلام هي السلم والأمان ثم أن ظهور الأسلام في الجزيرة العربية هذه المنطقة الحارة جدا من العالم يعزز هذا الاختيار لعلاقة الألوان بانعكاس الضوء والحرارة .
ربما جاء تركيز اللون الأسود مع الدولة العباسية وتاريخ العباسيين أكثر سوادا من راياتهم ولا يستحق أن يقتدى به .
ان المدرسة هي أنشط وأجمل بقعة في حياة الأنسان وليس من الأنصاف أن نغلفها باللون الأسود !
أخيرا أود الأشارة الى أن (الله لايضيع أجر عامل منكم) وان اللذين يعملون الآن في العراق وفي مجال التربية أم غيرها هم فدائيون بالدرجة الأولى ويستحقون كل الأحترام الا أن النقد والتعبير عن الآراء يجب ان لايصل الى مستوى التجريح بالأشخاص والمبادئ وأن يكون فرصة حقيقية لذوي المسؤوليات لسماع القول والأخذ بالنافع منه علّنا نصلح ما أفسدته الأيام المظلمة.



#مريم_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة بريطانية تقضي بسجن امرأة دعت لتفجير مسجد
- مارس القتل في سوريا والعراق.. مرتزق فرنسي يرتكب جريمة اغتصاب ...
- ما هي شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل ورابط التق ...
- باحث اجتماعي ينبذ الزواج خارج المحاكم ويؤكد: ضياع لحقوق المر ...
- قابلت/ي الصاحب/ة اللي نص كلامه مش مفهوم؟ #الحب_ثقافة 10 سنين ...
- معلومات بالعربي ومجانًا
- لاعب هولندي مدان بالاغتصاب يفكر بالاعتزال بسبب جماعات حقوق ا ...
- بغياب النساء وتجاهل معاناة الشعب: طالبان تحتفل بالذكرى الثال ...
- ” بالرابط المباشر والخطوات” .. طريقة التسجيل في منحة المرأة ...
- ثلاث سنوات من حكم طالبان ونضال النساء الأفغانيات مستمر


المزيد.....

- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم الناصري - الحجاب! رد على كتاب مديرية تربية البصرة