أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا يشيطنون حسن نصر الله ويقدسون ابن لادن؟













المزيد.....

لماذا يشيطنون حسن نصر الله ويقدسون ابن لادن؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم نر في أوج أحداث سبتمبر الآثمة، التي حصدت أرواح ثلاثة آلاف مدني بينهم عرب ومسلمون، كل ذاك التخوين والتكفير والحملات المحمومة الباغية ضد زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي المعروف، وصنيعة الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والخليجية والصهيونية، أسامة بن لادن، كمثل ذاك التخوين الذي نراه اليوم ينطلق باتجاه حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، الذي لم يرتكب إلا "إثما" واحدة وهو إذلال إسرائيل وتمريغ وجهها بوحل فلسطين. كما لم نر كل ذاك السباب والتلعين الموجه نحو حزب الله وأمينه العام، موجهاً نحو القاعدة وزعيمها "المحبوب" أسامة بن لادن. كما لم نر الدول الخليجية الثرية التي خصصت مليار دولار لشيطنة حزب الله وتشويه صورته وأبلسته محلياً وعالمياً، ويبدو أن قسماً كبيراً من تلك المخصصات الخرافية، التي تكفي لإطعام وطبابة ملايين العرب والمسلمين، قد وجدت طريقها لصالح محكمة بيلمار التي تستعد اليوم لإصدار قرارها الظني الاتهامي بحق حزب الله، "وحده ولا شريك له"، تأتي على ذكر أسامة بن لادن بنفس الطريقة التي تأتي بها على ذكر حسن نصر الله.
ولا يمكن بحال إجراء أية مقارنات ذات قواعد منطقية بين منظمة القاعدة وحزب الله، وذلك لانعدام أية مشتركات عقائدية وإيديولوجية، أو تكتيكية عسكرية، أو حتى إستراتيجية تصب في المدى البعيد في الغاية والهدف من عمل التنظيمين، فلكل كما يبدو أجندته التي تبتعد عن أجندة الآخر بعد المجرات عن بعضها البعض؟ ولكن هناك خطوط عريضة وملاحظات لا يمكن إغفالها حين الولوج في أية عملية تقييمية ومعيارية أو حين يذهلك هذا الرياء المبرمج والازدواجية المشينة من قبل الإمبراطوريات الإعلامية، إياها، في التعاطي مع التنظيمين لشيطنة حزب الله، وتمجيد القاعدة وأفعالها السوداء. ولا بد في هذه الحال من طرح تلك الأسئلة التي لا بد أن تسأل. فمثلاً لم يقم حزب الله بأية عملية توصف بالإرهابية تستهدف أبرياء ومدنيين آمنين كما هو حال سجل القاعدة الأسود الحافل في هذا المجال في العراق وغيرها. والإرهاب حسب توصيفنا المتواضع هو القتل العشوائي الأعمى غير المبرر لأبرياء بقصد نشر الذعر وحصد مكاسب معنوية وإيديولوجية وربما مادية. ولم يسبق أن رأينا حسن نصر الله يخرج على شاشات التلفزيون، متباهياً بحصد عشرات الأرواح، بل الأرواح كما في 11/9، مثلما فعل ويفعل أسامة بن لادن وهدهده الظواهري في كل مرة يسقط فيها عشرات العرب والمسلمين تحت ضربات الإرهاب العشوائي الظلامي البدوي الأعمى.
ولقد كانت إسرائيل، أو ما يسمى بفلسطين المحتلة، والأراضي اللبنانية المحتلة، محور عمل وهدف عمليات حزب الله الموجهة ضد الجنود والعسكريين والضباط والجنرالات الصهاينة، كما دافع حزب الله ببسالة منقطعة النظير أجبرت الإسرائيليين على الاندحار المخزي من جنوب لبنان في 25/أيار، مايو، من العام 2000 تاركين الجمل بما حمل، ولم نسمع عن قيام هذا الحزب بقتل مدني واحد، لا بل أسر جنوداً إسرائيليين، لم يقطع رؤوسهم أمام الكاميرات كما فعل الزرقاوي ورموز القاعدة الكبار، بل بادل بهم أسرى ومحتجزين ومعتقلين عرب في سجون الصهاينة، كما لا يتضمن خطاب حزب الله الذي يمتلك منبراً إعلامياً عالمياً، وهو قناة المنارة التي حيرت إسرائيل عن مكان بثها، وحاولت قصفها عشرات المرات إبان الحرب وبعدها ففشلت، نقول لا يتضمن أي نبرة طائفية ولا عنصرية ولا تكفيرية أو تأثيمية أو تكريهية ضد الآخر، ولكم أن تسمعوا فقط لخطاب القاعدة الرعوي البدوي المسموم ولكم أن تحكموا بعد ذلك. فيما طالت عمليات القاعدة المروعة عرباً ومسلمين، وفي شوارع وعواصم الدول العربية، كعمان، وبغداد ومدن العراق الجريح الأخرى، والرياض، والكويت، وصنعاء، والجزائر وموريتانيا والمغرب (البؤرة القاعدية الكبرى)، وغيرها من الدول المبتلاة بهذا الداء البدوي الخبيث الأجرب. وحين كانت الجثث والأجسام تتطاير من برجي التجارة العالمية كان شيوخ الوهابية وأتباعهم يرقصون ويتطايرون فرحاً لهذا الإنجاز الذي سموه، ونعم التسمية، غزوتي نيويورك وواشنطن، تيمناً بالغزاة الهمج البرابرة الأوائل الذين كانوا يغيرون على البلاد ويروعونهم وينهبونهم ويسرقون ثرواتهم ويسبون نساءهم وغلمانهم ويحرقون محاصيلهم. وحتى الآن لم تصدر ولا فتوى شرعية من هيئة كبار العلماء أو مجالس الإفتاء لتكفير أو إدانة أو حتى التبرؤ من المجرم الدولي أسامة بن لادن، لا بل يعتبرونه بطلاً في ذات الكيانات الكرتونية القبلية العائلية الأبوية القروسطية المسماة دولاً –ورجاء لا تضحكوا يعني مثلها مثل فرنسا والنرويج والسويد- والتي-تلك- تسعى اليوم جاهدة لشيطنة حزب الله.
وبالرغم من حجم الدمار المعنوي والمادي الهائل الذي جلبه أسامة بن لادن على ما يسمى بالأمتين العربية والإسلامية، في مقابل انتصار باهر وشبه يتيم جلبه حزب الله ضد الكيان المغتصب لفلسطين، نقول بالرغم من ذلك وبحيث بات العرب والمسلمون، وبسببه، يتعرضون للتفتيش في أماكن حساسة من أجسادهم في مطارات العالم ذكوراً وإناثاً، فهو بطل مقدس في عرف الإمبراطوريات الإعلامية إياها، التي تعزف لحناً واحدة، ، ولا تأتي على ذكره ويشاركها في ذلك، ويا لمحاسن الصدف وحلوها، بعض من بلاشفة وفلاسفة التنظير والتغيير "الديمقراطي في سورية وعلى المبدأ الاستراتيجي البدوي المعروف "عليهم يا عرب" ، فيما يشيطن حسن نصر الله بتلك الطريقة المريبة والعورائية الفاقعة. (نقول عادة ما يسمى بالأمتين العربية والإسلامية لأنها ما كانت يوماً حقيقة واقعية وماثلة على الأرض بل كيانات افتراضية إمبريالية إمبراطورية استعمارية موجودة فقط في العقل المفصوم والمأزوم، إياه، وخيالات وأوهام البدو أصحاب النزعات الإمبراطورية الإمبريالية التوسعية على حساب الشعوب والأمم لغزوها وسبي نسائها والتنعم بخيراتها، ولم تكن أو تشكل الإمبراطوريات العسكرية أو ذات الطابع العقائدي والديني عبر التاريخ البشري كله أمة واحدة متجانسة والأمثلة أكثر من الهم على القلب كالإمبراطورية الرومانية، واليونانية، والعثمانية، والإنكليزية والسوفياتية، والأمريكية، ومع ذلك يصر فلاسفة البدو على، ومن محض نزعية توسعية شمولية بدوية نهبوية استزلامية حاقدة، نعت هذه الشعوب والأمم بالأمة الواحدة ذات الرسالة الفاسدة والكاسدة، ولذا اقتضى التنويه والتوضيح).
ويبقى السؤال الأهم، ماذا لو كان حسن نصر الله "أشعرياً"ً، وعذراً شديداً لهذا الاستخدام غير اللبق البعيد عن ثقافتنا ولكل من سيفاجئهم هذا السؤال؟ أو ماذا لو كان صنيعة عربية-أمريكية-صهيونية، كما هو حال ابن لادن وقاعدته؟ ولماذا لا تخصص ذات الدولة الخليجية مليار دولار، أخرى، هكذا على البيعة ولوجه الله، لشيطنة أسامة بن لادن بل للقبض عليه، وإحضاره موجوداً للعدالة الدولية وتخليص الناس من شروره وإجرامه مع قاعدته التي لم تطلق طلقة واحدة باتجاه فلسطين أو على إسرائيلي، ويا ليت أسامة بن لادن يخرج علينا يوماً، واحداً ويتيماً، متباهياً، بقنص عسكري صهيوني مغتصب ومحتل، كما يتباهي ويتلذذ ويتشفى ويشفي غليله من دماء "إخوانه" العرب والمسلمين؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يباع الخمر علناً في الدول الدينية؟
- إعلان دمشق كمشروع ماضوي
- لماذا لا تنشئ الولايات المتحدة محكمة دولية لأحداث 11/9؟
- خرافة الحجاب والنقاب: لماذا نزلت أمكم حواء عارية من السماء؟
- أوقفوا جرائم التطهير الثقافي: في أصول الفاشية والإرهاب العرب ...
- إعلان قندهار: الاستقواء بالسلفيين
- هل يتخذ سعد الحريري قراراً شجاعاً؟
- رفض الاندماج: لماذا يهاجر العرب والمسلمون إلى الغرب؟
- هلال ذي الحجة
- أثرياء الصدف الجيولوجية من العرب والفرس
- مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار
- لماذا أسلمت شقيقة زوجة توني بلير؟
- ما حاجتنا لنكح الرضيعات؟
- المافيا الدينية وفضائياتها
- مدرسة المشاغبين: خيبة العرب التاريخية
- تفكيك الوهابية والصحوة الأوروبية المباركة
- فساد الجان: بشرى سارة للصوص النهب العام والمفسدين
- الجنس والأمن القومي العربي
- إلى السيد بان كي مون: طلب عاجل بطرد دول الخليج الفارسي من ال ...
- مأساة الخدم في الخليج: الأمير السعودي المثلي وراء القضبان


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا يشيطنون حسن نصر الله ويقدسون ابن لادن؟