|
فضائح -خير القرون- السلفية (3)
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 10:30
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
فضائح "خير القرون" السلفية (3)
مقدمة غير ذات صلة! :
" عاجلا أو آجلا يجب أن نبشّـر بإسلام عقلاني" غوتيه GOETHE
القرن الأول: معاوية بن ابي سفيان
من خطايا معاوية :
تواضع أموي يذكرنا بقول ابي بكر وليت عليكم و لست بخيركم!: " عن يونس بن حلبس قال سمعت معاوية على منبر دمشق يوم جمعة يقول" ايها الناس اعقلوا قولي فلن تجدوا أعلم بامور الدنيا و الآخرة مني"!!( البداية و النهاية ج8 ص 529 ).
تلاعب معاوية بمفاهيم تأسيسية :
لعل أعظم خطايا معاوية التي تعد أعظم من شقه الصف الإسلامي وتمزيق بلاد المسلمين و قتل خيار الصحابة، هي تعليق كل جرائمه على شماعة إرادة الله وقضائه السابق، حين اعلن في خطبة مشهورة، ان خروجه لحرب علي كان استجابة قانتة لإرادة الهية لا دفع لها،لأجل ذلك كان أداة مخبتة لتنفيذ ما قرّره سبحانه! فقد أسست على تلك التصريحاته المضللة، عقيدة جبرية راسخة حالت لأكثر من اربعة عشر قرنا بين الأمة و بين سعيها للخلاص من حكامها المفسدين، مادامت الأمور قد حددت الهيا و منذ الأزل لغير صالحها. وقد برّرت السلفية تلك النظرية الملكية المخادعة بأحاديث نبوية واهية نكبت بها الأمة المحمدية، فثبتتها على سندان الإستبداد الى يوم الناس هذا، فأورثت الأمة جبنا وتواكلا مدمرين. ( لعل الرواية المنسوبة زورا الي رسول الله، والتي تشير بان الخلافة الراشدة ستستمر ثلاث عقود تليها دكتاتورية مزمنة، تندرج في ذلك المخطط السافل).
اتخاذ معاوية الخصيان :
كتب السيوطي في ارجوزته : و كان اول ذي مــــلك معاوية في النصف من عام ستين الحمام عرا هو الذي اتخذ الخصيان من قدم كــــذا البريد ولم يــــسبقه مـــن امرا واستخلف الناس لما ان يبايعهم و العهد قبــــل وفــــاة لإبــنه ابتكرا ( تاريخ الخلفاء السيوطي)
يعد اخصاء كائن حيّ انسانا كان أو حيوانا من اعظم انتهاكات لحقوقه في النسل و دفء الإسرة والمباشرة الجنسية، ولئن اتفقت امم الأرض جميعا على اقراره فما يجب ان تفعله أمة الإسلام قط.
معاوية يبتدع التعبّد بسبّ الصحابة!:
كتب بن كثير :"[في] سنة 58، توفي سعيد بن العاص بن امية... و كان سعــــيد هذا لا يسبّ عليّا " البداية و النهايةج8 477 "إهــ . يفيدنا هذا الخبر، ان سبّ الإمام علي كان من الأمور التي قل ما يتنزه عنه الناس! وما دام قد استهين بعلي الى تلك الدرجة، فلا بد أن يكون معاوية في تصورالعامة (وهو لاعن علي والآمر بلعنه) قلت لا بد أن يكون نبيا أو نصف نبي! وهذا ما حصل ! " دخل رجل من العامة الجهلة الحمقاء على شيخ من شيوخ العلم، فقال اصلح الله الشيخ، لقد سمعت في السوق الساعة شيئا منكرا و لا ينكره أحد، قال: و ما سمعت؟ قال سمعتهم يشتمون الأنبياء! قال: و من المشتوم من الأنبياء؟! قال: سمعتهم يشتمون معاوية! قال: يا اخي ليس معاوية بنبي، قال [الرجل] فهبه نصف نبي، لم يشتم؟!( انظركتاب بهجة المجالس وأنس المجالس). و لما ولي عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وابطل لعن علي في خطب الجمعة و ابدل ذلك بقوله تعالى(( ان الله يامر بالعدل و الأحسان وإيتاء ذي القربي، و ينهى على الفحشاء و المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) وجد من عامة المسلمين من استنكر حذف ذلك "الركن الهام" من الخطبة! فقال متأسفا:" لقد هجرت السنّة"!
تبديل في الدين مراعاة للأمن الملكي :
"عن سعيد بن المسيب [ قال]: أول من أذّن و أقام يوم الفطر و النحر معاوية. و قال ابو جعفر الباقر: كانت ابواب مكة لا اغلاق لها، و اول من اتخذ لها الأبواب معاوية، و قال ابو اليمان عن شعيب عن الزهري، مضت السنّة ان لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر، و اول من ورّث المسلم من الكافر معاوية، و قضى بذلك بنو امية بعده, حتى كان عمر بن عبد العزيز، فراجع السنة "( تاريخ بن كثيرج8 ص 534).
سابقة خطيرة: صحابي فاضل يعدم دون محاكمة و لسبب تافه: " كان جحر بن عدي من فضلاء الصحابة، ولما ولي معاوية زيادا العراق و ما وراءها، وأظهر [ زياد]من الغلظة و سوء السيرة ما اظهر، خلعه جحر و لم يخلع معاوية. وتابعه جماعة من اصحاب علي و شيعته. وحصبه يوما في تأخيرالصلاة هو واصحابه، فكتب فيه زياد الى معاوية فأمره ان يبعث به اليه، فقتل معاوية منهم ستة" وكان ذلك سنة 51 هجرية (الإستيعاب ص173) تدل الرواية بوضوح، أن جحر ابن عديّ، لم ينازع معاوية ملكه، بل لزم بيعته، لكنه أبدى تذمرا من والي معاوية على العراق تذمر لم يتجاوز التنبيه الشفوي، بسبب تهاون الأخير بالصلاة، فقتل من أجل ذلك. فكان مقتله بداية عهد القتل المجّاني المقصود منه إرهاب الناس حتى يقول الواحد لأخيه انج سعد فقد هلك سعيد. و قد سار الملوك على خطى معاوية في قتل معارضيهم بلا سبب، و لسان حالهم يقول" نحن لسنا اتقى من الصحابي معاوية حتى لا نسفك دماءكم، وانتم لستم اكرم من الصحابي جحر بن عدي حتى تفـلتوا منا"... وقد أسس قتل جحر دون محاكمة تقليدا ملكيا في إعدام الوزراء وكبار قادة الجيش و مصادرة اموالهم( نكبتهم) ثم استبدالهم بسواهم كما يستبـدل ساسة الخيول وعملة المطابخ الملكية، هكذا دون ضجة و لا استنكار، ما دام ذلك السيناريو المألوف قد حفظته الذاكرة الجمعية وعدّ من المعالم المألوفة لخريطة طريق الآلام التي رسمها معاوية.
نذير فساد سياسي مبكرّ: شراء ذمم الناس:
" و لما دعا معاوية الى البيعة ليزيد، إمتنع عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق، و كـــان من الزهّاد والشجعان فبعث اليه معاوية بمائة الف درهم فردّها، وقال لا ابيع ديني بدنياي" (شذرات الذهب ج1ص104) .
من أعظم خطايا معاوية جريمة توريث الحكم :
" قعد معاوية على المنبر يدعو الى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي و ابن الزبير و عبد الرحمن بن ابي بكر، فكان كلام ابن ابي بكر: أهرقليّة، إذا مات كسرى كان كسرى مكانه؟! لا نفعل و الله ابدا " (الإستيعاب في معرفة الأصحاب بن عبد البر ص 446)
من خطايا نظم الإستبداد : الولاء قبل الكفاءة : يعد معاوية أول من أسس للفساد الإداري، حين قدم الولاء على الكفاءة في اختيار الإداريين، مما أسفر عن استنبات نوعية رديئة من المسؤولين أضاعت حقوق الرعية. و لقد ساهم مبدأ الوراثة في تكريس تلك الظاهرة، خصوصا و قد تعدّى الداء الوراثي الدوائر الملكية، ليشــمل ولاية الأقاليم و القضاء و الـتدريس والإفتاء و قيادة الجيوش، مما ولّد مواقف هزلية لولاة وقادة و قضاة قذفتهم قناة الوراثة المشؤومة لإحتلال مراكز سامية لا يستحقونها. وقد افتتح معاوية ذلك التقليد المهلك، فكان ممن استعمله" رجلا من[ قبيلة] كلب، فذكر المجوس يوما فقال: لعن الله المجوس ينكحون أمهاتهم! فوالله لو أعطيت عشرة آلاف درهم ما نكحت أميّ!، فبلغ ذلك معاوية فقال : قبحه الله أترونه لو زيد يفعل؟!( البداية و النهاية551). وقد استمر الوضع بعد معاوية لنجد رجلا" يتقدم مع خصمه الى قاض فيقول: اصلح الله القاضي لي عند هذا الزاني ابن الزانية كذا و كذا . فقال القاضي لخصمه : ما تقول فيما سمعت من دعوى خصمك؟ فقال لا اعرف شيئا فيما يقول و انا منكر لما يدعيه. فقال [القاضي ] للمدعي هات بينة ان كان لك. فأتاه برجلين فجلسا بين يديه فقال لهما بما تشهدان؟ قالا نشهد ان هذا الرجل على هذا الزاني بن الزانية كذا وكذا لدعوى خصمه. فقال لهما [ القاضي ]: قد قبلتكما، قم يا زاني ابن الزانية، فأدّ ما شهدا به فقال المشهود عليه: ايها القـاضي، ان كان هؤلاء استحلّوا قذفي و قذف امي بجهلهم، فما الذي استحللت به انت ذلك مني؟ فقال [القاضي]: و الله ياابن اخي ما حسبت إلاّ إنه إسمك و إسم أمك لأنك لم تنكر ذلك على خصمك، و لا على شاهديك ( ابن عبد البر بهجة المجالس ج2 ص 554) وذات مرة " سلم فزارة صاحب المظالم [ القاضي] بالبصرة على يساره في الصلاة، فقيل له في ذلك، فقال كان على يميني انسان لا اكلمه! و قال فزارة يوما: لو غسلت يدي مائة مرة ما تـنظفت او اغسلها مرتين[ أي حتى اغسلها مرتين] و فيه يقول[ الشاعر] ابن المعذل": و من المظالم ان تكون على المظالم يا فزارة ! (بهجة المجالس2/ 555) (لا شك ان المتابع لسيرة رؤساء امريكا الذين قذفهم انتماؤهم الأرستقراطي الي سدة الحكم دون كفاءة، سيجد الكثير من طرائف غبائهم، من ذلك ما "مدح" به الرئيس جون كنيدي، فقد قيل انه يستطيع لشدة ذكائه القيام بشيئين في نفس الوقت: المشي و مضع العلكة! أما الرئس جورج بوش الإبن فقد ضربت بغبائه الأمثال و سارت باخبار حمقه الركبان، و احتلت طرائفه ركنا قارا في كتب النكت و موسوعات الطرائف).
سيرة زياد بن أبيه ، أخ معاوية و أحد أركان دولته : " كتب زياد الى معاوية: اني قد ضبطت لك العراق بشمالي و يميني فارغة، يريد بذلك توليته الحجاز فلما بلغ اهل الحجاز جاءوا الى عبد الله بن عمر فشكوا اليه ذلك، فخافوا ان يلي عليهم زيادا فيعسفهم كما عسف اهل العراق، فقام بن عمر فاستقبل القبلة فدعا على زياد و الناس يؤمّنون ( فطعن زيادا بالعراق بيده فلما بلغ خبر موته عبد الله بن عمر قال اذهب اليك يا بن سمية، فلا الدنيا بقيت لك ولا الآخرة ادركت ط إهــ ( ابن كثير البداية و النهاية ج8 ص 453ـ454) يتبع
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )
-
فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
-
عن اهون موجود و اعز مفقود
-
شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
-
حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
-
استجواب/ قصة قصيرة
-
مشقة الإيمان بالقدر( قصة)
-
ناقصات ( عن تحقير المرأة)
-
حول تفشي الخيانة الزوجية
-
أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
-
الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
-
عن غلظة آل سعود ( قصة)
-
قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)
-
تصفية ( قصة قصيرة)
-
7 نوفمبر! (قصة قصيرة)
-
جغرافيا ! خنزير (قصتان قصيرتان)
-
لؤم / قصة قصيرة
-
رد على مقال :أسئلة إلى الله
-
لأجل هذا ينتحر المثقفون (رد خاطف على مقال السيد قاسم حسين صا
...
-
حول العداء الأمريكي الإيراني الطريف ( قصة بالمناسبة)
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|