أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - متسولون بتروليون














المزيد.....

متسولون بتروليون


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بت (رول) × مت (سول )= متسولون بتروليون
في شهر آب لسنة 1976 م على وجه التحديد كنت في تركيا سائحا , ومن ميناء سركجي في استنبول قصدت جزيرة (بورصة) في البحر المتوسط جلست في مقهــى بارزة مطلة على البحر , وطلبت من النادل وكانت فتاة في ربيع العمر قدحا من الماء اجابتني على الفور ملبيتا طلبي أعطيك قدحا من الماء لتعطني عوضه قدحا من البترول وهي مبتسمة , استغربت من قولها حائرا في تعلتها ومنذ ذلك الزمن بقيت الحادثة منقوشة في ذاكرتي 0وهذا يعني ان الدول الاخرى تحسدنا على نعمة البترول وشعوبها تستجدي منا 0 بعد ثلاثة عقود ونصف مرت على الحادثة حصل العكس وظهر الاستجداء عندنا في العراق رغم ان هذه الظاهرة غير حضارية في بلد مثل العراق تعددت فيه الثروات المعدنية بتصدرها البترول ولااقول زراعية لانها انعدم تماما لشحة الامطار اولا واهدار العراق لثرواته المائية نتيجة سوء التخطيط ثانيا وسياسة دول الجوار المتشا طئة حيث بنت السدود للافادة من مياهها بعد ان اغلقت جميع الروافد التي تصب في نهري دجلة والفرات السابقيين ثالثا واصبحت ورقة المياه سياسية ( اى اعطونا نفط نعطيكم ماء)والان وبعد مرور سبع سنين عجاف على الشعب من تاريخ السقوط ماذا نشاهد في المشهد العراقي؟ المتسولون كثر في الساحات والاسواق في المرآب والاحياء السكنية في كل مكان 000 اليس هم عراقيون انقطعت عنهم السبل في بلد الخيرات ؟ ألم يعطي الله تعالى الاغنياء مايكفي الفقراء ؟ أذا كان السياسيون منشغلون الان بازمة حكم وليس بازمة تشكيل حكومة ؟ فكيف ستئول الامور بهولاء المساكين؟ فالعراق بقرة حلوب بدون غذاء يستدر من ثدييها فلم يحلوا الا على قطرة أو هي قد نضب زيتها (حليبها)كما يستدر في بلدنا بأكفهم يمدونها عواطف ومشاعر ابناء جلدتهم مما يثير حفيظة الشرفاء ويدعو للقلق والا ستياء0 فمن ينقذ هولاء من محنة الفقر والفاقة ورد ماء الوجه اليهم في بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطي للغازوالنفط في العالم وشتان مابين العز والذل في بلد البترول0 لايختلف اثنان ان ظاهرة التسول في البلاد تعكس عجز الدولة والمجتمع على وضع الحلول لتقليل تداعياتها السلبية على مستقبل العراق مثل ايجاد فرص عمل لهم وتفعيل دور المنظمات المعنية بحقوق الانسان والطفولة وان يتحمل القادة والسياسين ورجال الدين مسؤولياتهم بالعمل الجاد والنهوض بهذه الشريحة وانتشالهم من حالة الفقر المدقع باسرع وقت ممكن فالعراق كما هو معروف دوليا بلد نفطي ولديه من المال الفائض (50) مليار دولار فكيف لانسان خارج العراق ان يصدق بوجود ناس يعيشون تحت خط الفقر ؟ في الوقت الذى يرى ويسمع بتزايد انتاج النفط في العراق 0 ان ظاهرة التسول هذه تعد من الظواهر الخطيرة التي انتشرت في جميع مدن العراق والتي تساهم بشكل كبير في اكتساب المتسول عادات وممارسات غير محببة بمد أكفهم للغير لطلب الاحسان بعد ان رأى نفسه مغيبا وحقوقه مسلوبة كمواطن عراقي له الحق ان يعيش في بلده تحت رحمة البترول لانقمته 0 ماهو البديل وماذا عسا ه ان يفعل في وطن يعج بالبطالة بفعل المستورد الردىء ؟ والمعامل والمصانع معطلة 0 والسبب واضح هو زحمة التناحرات السياسية والانقسامات الداخلية التي أدت الى عزوف القاده السياسيين بوضع الحلول للازمات خصوصا وان تشكيل الحكومة دخلت شهرها الثامن ولم يحصل المواطن منه سوى التصريحات المتناقضة المتكررة التي يأس منها الشعب 0 الشتاء على الابواب والناس تأمل من الحكومة توفير النفط والغاز وباقي المحروقات والبنزين المحسن في ظل ارتفاع اسعار النفط التي ستساهم في رفع ميزانية العراق نهاية العام الحالي الى (84) مليار دولار رغم ادعاء الحكومة ان لديها عجزا يبلغ (18) مليار دولار0 وهذه احد الاسباب المؤدية الى عدم توفير الكهرباء ونحن نمتلك الوقود والكوادر الفنية 0 اما فصل الصيف انقضى والبرلمانيون تمتعوا باجازات مفتوحة بصيف بارد اما الفقراء من الشعب المغلوب على امره عليهم ان يقفوا طوابير امام محطات الوقود تحت اشعة الشمس الحارقة للتزود بالوقود لتشغيل مولداتهم المنزلية وهم يعيشون في بلد النفط , ياللمهزلة ؟ فالكل عراقيون ، شعب وسياسيون ، لو تسائلنا لماذا بكى الشعب الاماراتي على رحيل الشيخ زايد الذي لقبوه بحكيم العرب ؟ الجواب واضح لانه جعل من الامارات بلد الناطحات للسحاب مع توفير كل الخدمات والان نراها مركز تجاري حيوي 0
فالواقع العراقي المرير والمتردي والتشبث بالسلطة يشجعنا ان نعود للماضي ونقول ان الزعيم عبد الكريم قاسم رجل وطني شريف خدم العراق وقدم لشعبه المنجزات مالم يقدمه غيره من الانظمة التي اعقبته ، ان فلسفة الزعيم الراحل الخالد تكمن في مفتاح عظمته كقائد وخلوده كوطني تمثل في حبه وتفانيه للعراق وبناء الانسان في اربع سنوات ونصف السنة من خلال منهجيته كسياسي خالد في قلوب وضمائر الناس لما قدمه من مكاسب ومنجزات ومشاريع تصب جميعها في خدمة الانسان وبناء بلاده لكن الحاقدون من الاستعمار وبعض دول الجوار والرجعية والاقطاع والتجار مين الداخل لم يمهلوه ان يكمل مسيرة البناء للعراق وشعبه كما رسمه ضميره الحي لنصرة الفقراء 0
وبعد فنحن بلد البترول لايستحسن ابدا ومن المخجل والمؤسف جدا ان يصبح العراقي (( متسول بترولي)) 000000
جليل الخزرجي



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيق الحقائب الوزارية وتعزيز البطاقة التموينية
- ثالثة الاثافي
- نجم البقال - من ابطال ثورة النجف ضد الانكليز
- اعلام من الذاكره -عمر العلوان
- (التراث الثقافي موطنا والنجف عاصمة)- اسكندر حريق اول مدرس مس ...
- حقائب ((الامير)) - نص شعري
- التراث الثقافي موطنا والنجف عاصمة
- تحولات الحروف
- بانوراما نزيف القصب - نص شعري
- رسالة مفتوحة الى نقابة الصحفيين - فليطلع اصحاب الاقلام الحره
- طقوس غريبة- قصيدة شعرية
- من بركات السلطان -نص شعري
- اعلام من االذاكرة- ((محمد مهدي البصير))
- احزمة قطام الناسفة
- صديقي الشاعر
- المواطنة في مقاربات السلطة والمعارضة
- من هو حرامي(الحاسبات)
- قراءة في ديوان قوافل الثلج للشاعر المغربي عبد اللطيف غسري- ل ...
- من يتعلم؟؟ قصيدة للشاعر كاظم ستار البياتي من ديوان((الجرح كت ...
- دور اليسار في كفاح الطبقة العاملة العراقية لنيل حقوقها في ال ...


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجلة الحرية - متسولون بتروليون