|
علماء الدين ام اعمياء الدين -8- (( تعقيد دين التوحيد ))
نهاد كامل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 23:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علماء الدين ام اعمياء الدين -8- (( تعقيد دين التوحيد ))
لقد امرنا الله سبحانه وتعالى ان ندعوا الى سبيله (( بالموعظة الحسنة )) كذلك امرنا في نفس الاية الكريمة ان (( نجادلهم بالتي هي احسن )) . الا ترى ياسيدي القارىء الكريم .. سواء مسلما كنت او غير مسلم .. ان في امر الله هذا سبحانه وتعالى .. روح العدالة الربانية وكذلك روح العدالة غير الربانية .. الا تجد ياسيدي القارىء ان في هذه الاية الكريمة .. روح الديمقراطية المعاصرة الحقيقية .. وطبعا هذا بشرط ان تطبق هذه الاية الكريمة كما هو واضح من مفهومها لا ان تنسخ . نجد توفرالعدالة والديمقراطية في اوامر الله التي وردت في القران الكريم .. ولكننا بالمقابل نجد عكسها تماما في فتاوى فقهائنا وتفسيراتهم .. وتبريراتهم .. وتحريفاتهم ايضا .. والله اعلم بمقصد من يفعل ذلك التفسير والتبرير . لقد وردت في القران الكريم ايات تحدد لنا مسيرة الحياة الدائمة في زمن السلم بتعايش ودي مع المسلمين وغيرهم .. وكذلك وردت في القران الكريم ايات كريمة تحدد لنا مسالكنا في الازمان الوقتية الزائلة والتي هي اوقات الحروب والاقتتال .
لابد لنا وخاصة لفقهائنا الاكارم .. ان يركزوا على الايات السلمية التي ترسم لنا حياة التعايش السلمي مع الاديان الاخرى بما تستحقه من اهتمام لتوطيد علاقة المسلمين بمعتنقي الاديان الاخرى .. وكذلك لابد لنا ولفقهائنا ان نمر على الايات الكريمة التي حددت لنا مسيرة الحروب بما يطابق الهدف من نزولها في حينها .. فهي (( أي مسيرة الحرب )) مسيرة وقتية قد زالت ازمانها وضروفها ومسبباتها .. ولكن ماذا فعل علماؤنا اعمياؤنا ؟ .. وماذا فسرها لنا فقهاؤنا او متفيقهينا ؟.. لقد ابتكروا لنا علما بشريا اسموه (( علم الناسخ والمنسوخ )) .. وجوزوا لانفسهم نسخ ما يشاؤن ومسخ ما يشاؤن من كلام الله ومن حياة البشر .. هدانا وهداهم الله . لقد ابتكر لنا فقهاؤنا الاكارم عبر تاريخنا الاسلامي ابتكارات لخدمتهم ما انزل الله بها من سلطان .. فسببت ابتكارات فقهائنا الاعزاء هذه عزلة المسلمين على مر العصور .. وتخلفهم .. وتشرذمهم .. وفقرهم .. واعتناقهم قناعات سلبية .. جعلت كل مسلم تقريبا يحمل في اعماقه ارهابي . لم اجد في القران الكريم علما يسمى (( الناسخ والمنسوخ )) .. ولم اجد في القران الكريم ايضا كلمة ناسخ .. ولا كلمة منسوخ .. ماعدا الاية الكريمة في سورة البقرة والتي نصها مايلي :
(( ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها )) – صدق الله العظيم
ان الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة يتكلم عن نفسه حصرا ..
فهو سبحانه لم يخول رسوله ولا صحابة رسوله ولا الفقهاء بالنسخ او باتيان آية بدل آية اخرى ..
ولكن فقهاءنا الاجلاء وعبر التاريخ .. قد توارثوا العبث بكلام الله سبحانه .. وابدال معاني ربانية بمعاني بشرية .. بدافع رحماني او شيطاني .. فالله وحده اعلم بذاك .. الا ان هذا التغيير جاء مستندا كليا الى العلم الذي ابتكره الفقهاء .. والذي اسموه (( علم الناسخ والمنسوخ )) .
لم يرد ذكر هذا العلم (( الناسخ والمنسوخ )) او تفصيلاته في دين اخر .. كما لم يرد في مجال ادبي .. او مجال لغوي .. او شعري .. او مجال اجتماعي .. او مجال تربوي .. او أي مجال من مجالات الحياة الحاضرة والماضية .. وعليه فان علم (( الناسخ والمنسوخ )) هو من ابتكار فقهائنا الافاضل فقط .. ولخدمتهم فقط .. وقد توارثوه عبر السنين والى يومنا الحالي .. فكان هو من اهم اسباب نبذ المجتمع الانساني للمسلمين . لقد وردت في كلام الله ايات كثيرة تحدد مسار الحياة الاعتيادية السلمية بين المسلمين وغيرهم .. فقد وردت اية صريحة في سورة (( الكافرون )) تجيز للبشر ان يدينوا باي دين وكان كلام الله سبحانه في هذه الاية هو مايلي :-
(( لكم دينكم ولي دين ))
كان هذا هو كلام الله سبحانه وتعالى .. فهو يامرنا ان نتعايش مع بقية الاديان دون تجاوز من احد على احد .. ولكن فقهاءنا الاشاوس قد تبرعوا على مر العصور وقتلوا هذه المودة الواضحة في كلام الله .. فماذا قال فقهاؤنا بحق هذه الاية الودودة ؟..
قال القرطبي .. (( كان هذا قبل الامر بالقتال ثم نسخ باية السيف )) وهذا كلام بشري يستند الى ضروف وقتية وينسخ ضروف طبيعية سلمية مستديمة .. وهو يناقض كلام الله العربي الواضح حيث ان الله سبحانه قد قال (( انا انزلناه قراننا عربيا )) وكذلك قد قال عنه (( قرانـا بينـّا )) مما يعني قراننا واضحا . اما الجلالين .. فقد اورد عن هذه الاية الكريمة القول التالي ..(( هذا قبل ان يامر بالحرب )) .. وهذا ايضا كلام بشري يستند الى امر بالحرب متناسيا ان الحرب وقتي وان السلم هو الدائم .. وهو ايضا تفسير يناقض كلام الله سبحانه هذا الكلام العربي الواضح . اما الشوكاني .. فقد اورد النص التالي (( هذه الاية منسوخة باية السيف )) .. وهذا ايضا كلام بشري يستند الى استخدام السيف الذي هو استخدام وقتي وينسخ كلام الله في الاية الكريمة القائلة (( لكم دينكم ولي دين )) .. وايضا يعطي عكس المعنى الوارد في كلام الله سبحانه وتعالى .
اما السمرقندي .. فقد اورد ما يلي :- (( هذا قبل ان يأمر بالقتال ثم نسخ باية القتال )) .. وهذا ايضا ياسادتي القراء كلام بشري مرفوض .. فهو يستند الى امر القتال وهو امر وقتي .. وينسخ كلام الله الذي رسم به لنا مسيرة الحياة الثابتة والتعايش السلمي مع بقية الاديان .
وكذلك فعل بقية الفقهاء المفسرون ذوو المنزلة الدينية المرموقة والاتباع الكثيرين .. فان اكثرهم قد فعل مثلما فعل اسلافه .. وهكذا قد قال الفيروزي آبادي .. ومثله قد قال البغوي .. وكذلك ابن عطية .. وكذا فعل ابن الجوزي .. وابو حيان .. ومثلهم ايضا الثعالبي .. وكذلك النيسابوري .. وابن عادل .. وغيرهم .
ان جميع الفقهاء الذين ذكرتهم اعلاه قد نسخوا اية المودة (( لكم دينكم ولي دين )) ومن نسخهم الممسوخ باذن الله هو تفسيراتهم التالية :-
فقد قال قائلهم وهو الغرناطي .. (( لكم دينكم ولي دين )) أي لكم شرككم ولي توحيدي .. وانا كاتب هذا المقال .. اقول ان هذا تحريفا واضحا ياعلمائنا المعاصرين .. كيف يفسر الغرناطي كلمة دين التي قالها الله بانها شرك وفي نفس الوقت يفسرها بانها توحيد ؟.. هل عميتم يافقهاءنا ام تعاميتم عن هذا ؟ .
اما الرازي ياسادتي العلماء الاعمياء .. فقد قال في تفسيره لهذه الاية الكريمة ما يلي :- (( لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني وحسبهم جزاء دينهم وبالا وعقابا )) .. وانا كاتب هذا المقال اقول كيف يجوز للرازي ان يضيف معان لم يات بها الله .. فمن اين جاءنا الرازي بعبارة (( جزاء دينهم وبالا وعقابا )) .. وانتم ياعلماءنا الافاضل المعاصرين .. اليست هذه الاضافات بشرية وتحمل صفة التحريف .. الا يحق لنا ان نشير الى اخطاء الفقهاء السالفين .. افتونا بفتاوي مستندة الى كلام الله وتخدم المسلمين وجميع عباد الله .. وتزيد السماحة والمحبة والتعاون بما يرضي الله .. افتونا ياسادتي الاكارم بما يخدمنا في الدنيا والاخرة يرحمكم الله في الدنيا والاخرة .
نحن نحترمكم ياسادتنا الفقهاء..ولكننا نطالبكم بالصحيح المفيد ونحاسبكم على الغلط المضر ولا نعبدكم .. فانتم بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة ونحن مثلكم ياسادتي نعبد الله وحده سبحانه وتعالى .
لا تنكروا ياسادتي الفقهاء انكم واسلافكم جميعا بشر مثلنا غير معصومين وعرضة للخطأ والخطيئة .. سامحكم وسامحنا الله .. وهداكم وهدانا الله لما فيه خير المسلمين وبقية عباد الله سبحانه وعلا .
نهاد كامل محمود
#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -7- حاشاه ان يظلم فافتونا يافقها
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 6- اسلامنا ليس عورة نخشى كشفها
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -5- وتحريم مناقشة الاخطاء البشري
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 3- والتواتر
-
علماء الدين أم أعمياء الدين - 2 - وتحريف الكلم
-
م/ علماء الدين ام اعمياء الدين -1
-
م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني
المزيد.....
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|