أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - كتاب ادونيس -فضاء لغبار الطلع-..تخصيب العقل البشري بالسؤال ودعوته للشك بالثوابت














المزيد.....

كتاب ادونيس -فضاء لغبار الطلع-..تخصيب العقل البشري بالسؤال ودعوته للشك بالثوابت


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 15:11
المحور: الادب والفن
    



تماما كبطاقة الهوية, تدلّ عليك شكلا وحسب . ولا تُعرّف بك انسانا, ولا تكشف عن مضمونك الفكري والنفسي الا بالقدر الذي يفهمه الناس عن هذه الهوية . هكذا جاء شكل كتاب الشاعر ادونيس والذي صدر مؤخرا عن مجلة دبي الثقافية وحمل عنوان "فضاء لغبار الطلع " ضمّ الكتاب نصوصا تمردت جميعها على مضامين الفاظها المعجمية وافلتت من حدود أي جنس ادبي معروف . الّا انها ظلت تتحرك ضمن الاسلوب الذي عُرف به الشاعر في الكتابة . وتركت اشارات قليلة توحي بانها نصوصا شعرية من حيث الشكل الشعري المتعارف عليه . واشارات اخرى تدل على ان بعض ما كُتب ينتمي الى ادب الرحلات . مع ان الجنس الاخير من الكتابة لا تجد فيه عند قرأته ما يشبه ادب الرحلات الذي نعرفه من الادب العربي . الّا عنصر المكان المجرد من "مضمون" الشكل . نعم ربما تجد اسم مدينة او بلد او أي مكان اخر ولكنك ابدا لا تجد ذلك الوصف الجغرافي الشكلي وان وجد فلاجل حصر دلالة اللفظ لتحديد المكان . فالجغرافية المكانية عند ادونيس مجرد عنوان فقط لان الشاعر معني ابدا بالجغرافية البشرية الحضارية بكل عناصرها على مستوى الفرد والجماعة ويحاول ان يسقطها على الجغرافية الطبيعية من اجل المزج الذي تتلاشى فيه عناصر كلا الجغرافيتين لصالح جغرافية جديدة ابتدعها الشاعر في هذا الميدان . وهي جغرافية السؤال . المكان لديه هو السؤال , فهو " مثلا " يقول في بداية كتابه ( الجهات هنا هي الجهات كلها - طيور مهاجرة . ابراج بوارج. كيف لماذا انّى اين ؟ - اذن هل تعانق الرمل ايها الماء , هل تعانق الماء ايها الرمل ؟ ) كلها اسئلة , اسئلة جدلية لا يمكن الاجابة عليها لانها اقفال الحقيقة الابدية المطلقة . وفي نفس المقطع يُصعّد حمّى السؤال . عندما يقول ( هل العابر وحده المقيم ؟ هل الابدي وحده الفقير الى الزائل ؟ ) وهنا يقلب المعادلة بين السماوي والارضي في العقائد الدينية , ويستمر بتصعيد السؤال ويكسبه درجة السخرية المرة عندما يتعجب و يسأل ( عجبا لهذا المكتشف الكريم الذي يُسمى الانسان , - كيف لم يكتشف حتى الان بخل السماء ؟ ) ويظل ادونيس يتابع العلاقة بين الارضي والسماوي فهو يقول في نص تحت عنوان " عصف " ( ثمة بشر يقتلون البشر بدرهم يسند عمود السماء , او بسيف يطيل قامة العرش ) ويخالف ادونيس في اولى كلمات كتابه النصوص الدينية الصريحة ساخرا عندما يقول : ( من قال " الشاعر لا يدخل السماء - الّا محروسا بالجحيم" ) ويجادل في العلاقة بين الارضي والسماوي – الدين - من خلال حوار يشبه الاجابة عن السؤال بالخيارات التي يطرحها الشاعر ولا يترك للحاذق المتحرر فكريا من التابوات الا مشاركته الشك الذي لا ينتهي والذي يظل يطرح الاسئلة الى ما لا نهاية . فهو هنا يستعير للدين كلمة الوقت ويقول ( اضع رأسيك في رأسي ايها الوقت وافكر انت الجذر لكنك الورقة الذابلة التي تشرف على السقوط انت الاكثر علوا غير انك تقيم في غور الاغوار انت الصحو وليس في خطواتك واهدابك الّا وحل يتحدرمن عفونات كفلتها سماء السموات اضع رأسي في رأسك واسأل: اينا الاخر؟ ) يتخذ السؤال عند ادونيس موقع المضمون في النص . والسؤال هو العمود الفقري الذي يُبنى عليه جسد النص ايضا وله مضمون يختص بمضمون الشكل واخر يختص بالمعنى وق تفرد الكتاب بكثر علامات الاستفهام فيه . لان السؤال هو السائد . السؤال هو المتن والهامش معا . حتى ان الكتاب بدأ بسؤال وانتهى بسؤال يقول : ( من اين, وفي أي ثوب سيجيء العمل الذي يبتكر مفاتيح المعنى ؟) اما اللغة فمع انها تشترك في مضمون الشكل الّا انها تبقى اداة اتصال ذات وظيفة معروفة , لكن وظيفتها لم تعد محددة عند ادونيس لانه يعمل من خلال هذه اللغة على الخروج عن المعاني والمضامين االمعجمية للالفاظ مفردة احيانا ومجتمعة " جملة " احيانا اخرى , ويهبها مضامين ومعاني بعيدة جدا عن المعنى المعروف لها – معجميا - او المتعارف عليه , فتبدو اللفظة اجمل واعرق وهي فرحة بمعناها الجديد ومثيرة للمتلقي الواعي مع انها تبدو غريبة للمتلقي التقليدي . ويظل السؤال عند ادونيس ولودا بما لا نهاية من الاسئلة . ومطروحا على المتلقي , بانفتاح مطلق على عدد الاجابات التي لاتستطيع حتى الوصول الى فهم السؤال نفسه . فالشاعر يقول : (لا شيء في الطبيعة غير الشيء - لا شيء فيما وراءها غير اللاشيء - اللاشيء , ذروة وهاوية في آن : - هل استطيع , اذا, اهز بجذع الاشيء ,- لكي تسّاقط عليّ ثمار الغيب؟ ) ويعتقد ادونيس ان السؤال هو اللقاح الذي على العقل البشري طرحه وتلقيه لكي يثمر الوجود الانساني بعيدا على عن العقائد والخرافات وحتى المناهج العلمية والتقنية التي يعتبرها ومنتجها مقبرة حين يقول (التقنية – هذه المقبرة البلورية - كنت اغدو فيها واروح - مطوقا بورد احمر - يقتفي رائحة ايامي - ) ومن هذا الاعتقاد جاء اسم الكتاب – فضاء لغبار الطلع – الذي يرى ضرورة تخصيب العقل البشري بالسؤال ودعوته للشك بكل الثوابت ...



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد وطفولة بين -ابراهيم الخليل - ونمرود-
- -فنجان قهوة كردية- ديّة الآف الضحايا العراقين, وسنّة سيئة لا ...
- السلطة الاولى والخامسة في العراق تنجح بردع السلطة الثانية وا ...
- النهر والتوتة
- كتاب -مراتب الحب عند العرب واشهر محبيهم - محاولة لم توغل في ...
- امريكا ترد بوثائق - ويكيليكس - على لعبة ايرانية في العراق
- ليبقى الحوار المتمدن, حوارا متمدنا, يرتقي بوعي الانسان وثقاف ...
- فرصة العراقية في تحقيق ما تعلنه من اهداف وطنية
- مقامرون سياسيون بمصير ومستقبل العراق !؟
- أثرياء وشرفاء العراق القادمون .. لصوص .. فاسدون .. مجرمون .. ...
- -رادار الاختراق الارضي- يدخل الكفل لحسم النزاع بين المزارات ...
- لماذا المالكي وحده قادر على تشكيل الحكومة العراقية القادمة . ...
- صفقة شراء خمسة آلاف سيارة جديدة في بابل تُثيرجدلا واسعا وانت ...
- مقامات زمن ردئ ...
- امّا ان نترك الصحافة ونعمل زبانية لهم , او ينزعون عنّا عراقي ...
- ثلاث قراءات في رسالة باراك أوباما للسيستاني
- الكفل تُثير صراعات جديدة بين المسلمين واليهود ,, واخرى بين م ...
- الحرب على الأرهاب والطائفية في العراق من دفع الثمن .. ومن قط ...
- إضاءة على هامش السياسة العراقية
- سقط الحكم الدكتاتوري من العراق, وبقيت عقيدته تتحكم ...!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - كتاب ادونيس -فضاء لغبار الطلع-..تخصيب العقل البشري بالسؤال ودعوته للشك بالثوابت