أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر اسكيف - ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى الحداثة الجديدة














المزيد.....

ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى الحداثة الجديدة


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


بدءاً , لست في معرض الدفاع عن نمط شعري بعينه أو إدانته . لأنني أجد الشعر وأتحسسه في الجميل الذي يربك معرفتي ويزعزعها , معرفتي التي لا أدري في أي زمان ومكان تشكّلت , ويقلق علاقتي المستقرّة بما يحيط بي من جماد وحيوان . وهو الذي يمنحني خبرة جديدة لم تكن لي في تذوّق الجمال وتحسسه . ولا أجدني معنياً بالإنتقال إلى جبهات الحروب الأيديولوجيّة التي يتمثّل فيها الخلاف بثنائية الشكل والمضمون . كما أنّني لا أختلف مع أحد على أن أي شرط قبلي , قد يشكّل لزوماً في إنتاج العمل الأدبي , سوف يؤدي بالضرورة إلى تضييق الخناق على حريّة التجربة في الانكتاب . لكنني في الآن ذاته لا أميل إلى الاعتقاد بأن العمل الأدبي ( شعراً أو نثراً ) يمكنه الإنفلات التام من الضوابط , وبالتالي تحقيق الفرادة المستمرة في الزمن . وأجد أيضاً أن مدّعي الإنفلات هو ذاته مدّعي القطيعة , وهو ذاته الذي يأتي من عالم آخر مع كلّ نصّ ينتجه , وأظنّه الكائن غير المتحقّق , وعدم التحقّق يأتي من إستحالة خلاص المنتج من ذاته ( سيكولوجيا وثقافياً ومعرفياً ) والتواجد في كلّ لحظة تعبيرية ككائن خالص الجدّة .
غير أن للشاعر والمدوّن ( محمد عضيمة ) رأي آخر أجده جديراً بالمناقشة والحوار . فهو رغم اعترافه باستحالة القطيعة التامّة التي يتمنّاها في كتابه ( ديوان الشعر العربي الجديد – الكتاب الرابع – سوريا . – دار التكوين _ دمشق – 2003 ) وبأن وراء إنتاج القصيدة يوجد المحيط الإجتماعي المصاغ معرفيّاً وثقافياًعلى مدى مئات السنين(ص29 ) فإنّه يؤكد بأنّه قد استطاع في كتابه هذا أن يثبت ما يمثّل أو يعبّر عن قطيعة تامّة , ويعلن عن ميلاد حداثة جديدة تشكّلت مع نهاية الثمانينات في القرن الماضي واستمرّت إلى اليوم , ويضيف على ذلك بأن يثبّت عبارة ( ديوان المعلّقات الحديثة | ديوان الشعر العربي الأخير ) في صفحة الغلاف الأخير . ألا يذكّرنا هذا القول بعبارة ( لا نبي من بعدي ) . وهو في مقدّمة كتابه , وفي أكثر من موقع , يؤكد أنّه قد اختار القول الشعري الذي ينتهي إلى ( حداثة الفرح والابتهاج . ص39 ) حداثة ما أتى من ( الخبرة الذاتيّة المتحقّقة , الخبرة البعيدة عن أن تكون من المخزون التراثي , أو من الذهن والذاكرة . ) .
كما أنّ محمد عضيمه يدّعي في مقدّمته , ويحاول في ( الأخبار الشعرية ) التي اختارها أن يعلو على ( المفارقات الخمس للحداثة ) ذلك الكتاب الذي ترجمه عن الفرنسية والمكتوب من قبل ( أنطوان كامنيون ), وأن يعود إلى إحياء الحداثة التي ارتسمت في نتاجات بودلير : القبض على الجمال في التافه , الزائل , اليومي . ومن هنا يأتي استنكاره لغياب ( العفرتة , والكياسة , والزقاقيّة , والابتذال , والمجون , والهزل ....... الخ- ص14 ) عن الأعمال التي اقتطف منها ديوانه . حيث إن ما اقتطفه فقط يتمتع بهذه المواصفات ( وما وجدته نزل في هذا الكتاب – ص14 ) .
غير أن قاريء الكتاب سيكتشف أن تلك المقتطفات , أو لنقل أغلبها , لا يتمتع بأي من الصفات السابقة , أو بغيرها من الصفات التي افترضها عضيمه ونسبها إلى ( أخبار ديوانه ) . ولأنني لا أجد مبرراً لعرض الأمثلة سأكتفي بإحالة القارىء إلى المقتطفات التي أخذت من ( احمد اسكندر سليمان ص 183 – 232 * حسين عجيب ص180 * جمال علّوش ص 192 * عبد الناصر حدّاد ص 248 * بديع صقّور ص 252 * طالب همّاش ص253 * احمد درويش ص267 * وفيق أسعد ص278 * عز الدين غانم ص 276 * غادة فؤاد السمّان ص277 * صلاح صالح ص281 ....... الخ ) وسوف أورد على سبيل المثال المقطع المأخوذ من حسين عجيب : ( أستاذ المدرسة لم يقل
أهلاً بالتلميذ الجديد ,
تلميذ ككل التلاميذ يفتح باب المدرسة بيد
ويفتح باب المقبرة بيد )
انه خبر شعري جميل لطالما استعدته , غير أنّه , وسواه من المقاطع التي أشرت إليها لا ينتمي , كما يريد محمد عضيمه إن يلزمنا , إلى حداثة الفرح أو العفرتة والكياسة , ولا إلى الإبتعاد عن القضايا الكبرى , أو تمجيد الحياة اليومية . انه بامتياز , إدانة صارخة لهذا العالم القاتل, هذا العالم الذي يعيشه الكائن عبر القهر والألم .
إن محمد عضيمه لا يعيد إنتاج عرّابي تاريخنا الشعري فحسب , إنّما ينصّب أيضاً ذائقته ( المصنوعة في اليابان ) حكماً أوحداً لا يأتيه الباطل من أي صوب . ولكي يكون الخبر الشعري حداثياً , حسب الوصفة اليابانية العضيمية , يجب أن يأتي مختصراً وأن لا يتجاوز الأربعة أسطر , وخاصّة إن محمد عضيمه لا يحب المطولات ولا يستسيغها , خاصّة بعد أن قرأ الشعر الياباني الذي يتّصف بالإيجاز والذي أثّر به لدرجة أنّه لم يعد يتذوّق شيئاً إلا من خلال الإيجاز الياباني . ص45 . والغريب إن الكاتب يرى الحداثة في التقليد الياباني المستخدم دون أي تعديل منذ مئات السنين وينفي تلك الحداثة عن تقاليد شعرية عربية لم يتجاوز عمرها النصف قرن .
في النهاية لا بدّ من القول بأن محمد عضيمة يطلق رصاصة الرحمة على أي أثر للموضوعيّة في تدوينه للشعر العربي الجديد , السوري وغيره , عندما يدّعي انه لم تكن في ذهنه أيّة فكرة مسبقة عن كيفية التدوين ( وما تكوّن من أفكار , تكوّن أثناء السباحة في الأعمال الشعرية واصطياد أسماكها ص 25 ) وهو الذي سيعترف لاحقاً وفي الصفحة 45 بأنه لا يتذوق شيئا إلا من خلال الإيجاز والصمت اليابانيين . وبالتالي فقد جعل من الشكل الشعري الباباني معياراً للحداثة والجمال . معياراً يعنيه شخصياً ولا يعني الشعر العربي بأية حال .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسق من الجنود الصينيين
- أنوثة المعصية
- الحداثة والأزمنة الحديثة العربية(حكاية وهم وثمن باهظ
- الأب الضّال والفرد المؤسّس للجماعة الحرّه
- السلطة والتحديث


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر اسكيف - ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى الحداثة الجديدة