أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ديمة كرادشة - تعدد الاناوات...نقمة أم نعمة














المزيد.....

تعدد الاناوات...نقمة أم نعمة


ديمة كرادشة

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 00:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من منا يعيش "الانا" الحقيقية التي تحدث عنها فرويد وقال انها حالة التوازن التي يسعى الانسان للوصول اليها ما بين قطبين متناقضين هما "الهو" والذي يمثل مجموعة الغرائز والنزعات والتي تختزن في ذاكرتناوتعبر عن ميولنا الفطري و"الانا العليا" والتي تمثل الاخلاق والضمير وكافة المثل العليا .وبالأخص نحن معشر النساء اللواتي تتطلب منا الحياة ؛تعدد الاناوات؛ لنتمكن من العيش المشترك مع الشريك المفترض . وأين هو العيش المشترك ؟ إنما هو العيش باتجاه واحد وحسب شروط وقواعد هذا الأوحد ...وما هي الحرية التي نعيشها إلا وهم نرغم أنفسنا على تصديقه لصعوبة مواجهة الحقيقة المريرة والتي تحرّم علينا الحرية التي نريد وتحيك لنا الحرية التي يجب ان نرتدي....أي حرية ونحن ما زلنا نحتفظ في داخلنا بحاجات ورغبات لا نقدر على البوح بها ، ومازالت معايير الكون تسير بإتجاهين متناقضين لصالح الرجل طبعاً...أي حرية تلك التي خرجنا بها الى العمل لنعود في أخر النهار نقوم بأدوارنا التقليدية من انجاب ورعاية اطفال ونظافة المنزل وتجهيز الطعام وغيرها من الحاجات التي لا تلبى إلا من قبل المرأة وبحجة أن المرأة الأشطر والأقدر على أدائها ...أما عند الخروج الى ميدان العمل تبدأ المعايير المزدوجة بالظهور فتصبح المرأة هنا الأضعف والأقل قدرة على تحمل صعوبات هذا العمل او ذاك ....ويتناسوا أن لحظة واحدة من الالام المخاض لتطيح بأقوى الرجال . والى غير ذلك من محددات العيش المشترك !وسأعود الى بحثي عن "الانا" التي تبحث عنها جميع النساء ،لا ولن تجدها ..ولكن انتظروا قليلاً!!...ليس لانها غير قادرة على التعرف على رغباتها وطموحاتها والقبول بقدراتها وصفاتها ورسم معالم شخصيتها أو لانها إنسانه عاطفية حساسية غير عقلانية – كما يدعون- لا تعرف ماذا تريد ، بل لانها ستواجه من التحديات والصعوبات ما يرديها الى الهاوية ..الهاوية التي عاشتها عبر العصور وقاومت وناضلت من خلال ذكاء من نوع آخر لم تتحدث عنه أي من الابحاث والدراسات ولا ينطوي تحت أي من انواع الذكاء العاطفي أو العلمي أو غيره .إنه - ذكاء المرأة - الغير معترف به رسميا من قبل مجتمع الرجال (والذي أصبح في الاونة الاخيرة يشعره بالتهديد لذكورته ) أصبح على المرأة ان تعيش عدد من الأناوات إذا صح التعبير ، فالمرأة الانسانه هي الضعيفة، الهشة ، الغيورة، ...صفات متعددة تختفي وتظهر حسب المواقف والاحداث التي تواجهها ،ثم تؤدي أدوارها المتنوعة والتي تبدأ بالام والابنة وما ان تخرج من كنف الاسرة تصبح هي العاشقة والخليلة سواء في اطار العلاقة الزوجية او خارجها ثم لتنتهي عاملة وكادحة ترزح تحت سلطان الرجل الذي أناه لا تتغير على مر العصور ،فهو الاب أو الأخ أو الزوج جميعها تحمل نفس المكانة والدور، وتصبغها بلون المسيطر والقاضي والحاكم فكلها أدوار ورموز للسلطة والقسوة وليس بحاجة الى تجميلها او تغييرها فليس امامه خيار انه هو الذكر ويجب ان يحافظ على ذكورته وبالمواصفات ذاتها منذ عصور، أما هي فأنوثتها لينة ويمكن ان تاخذ اشكال عديدة لتتمكن من العيش بسلام وأمان . أهكذا افترض فرويد " الانا" عند الانسان ...أم أنه خص فيه الذكر عن الانثى ،أما هي فليس لها "الأنا" بل هي اشباه انسان وستبقى كذلك تائه ضائع في فلك الرجال .
ولكن الى متى ...لا أظن أن الأمر سيطول على هذه الحال ...فقضية "الانا" عند المرأة اصبحت قضية جوهرية وتدافع عنها أمام الرجل وليس ضده بل من خلال مشاركتها إياه في كافة جوانب الحياة ،سواء سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا . بل أظن أن على الرجال أن يحذروا "الأنا " لديهم ويعملوا على تطويعها وإعادة صياغتها من جديد ومع شريك ومماثل له في الخصائص والمميزات ،إنه الانسان الاخر الذي خلق معه في هذه الارض ومن نفس طينتها . فالذكورة التي كان يعتد بها افرزتها ادوار الرجل التقليدية في كونه المعيل والحامي ، وهو رمز السلطة والمهيمن لقوته الجسدية والعقلية ، وادواره التقليدية في مجتمعه البطريركي الذي أوجده ووضع له قوانينه .إلا أن الموازين اختلفت في الوقت الحاضر، فلنبدأ بمهمة المرأة في الانجاب والتي لم تعد محددة بالرجل فالتطور التكنولوجي حررها من هذا المانح ، وتربية الاطفال والمشاركة الاقتصادية اصبحت من الامور المشتركة لكونهما يعملان ويدران الدخل للاسرة بنفس الاهمية ،بل وأصبحت القوانين والتشريعات تحمي كلا الطرفين فيما يخص العلاقات الزوجية والعاطفية، فخرجت المرأة عن ادوارها الاسرية لتثبت قدرتها على القيام بكافة الأدوار وتشارك الرجل بالحياة مشاركة عادلة تقوم على المساواة وهنا لابد للرجل أن يخرج عن أدواره التقليدية ويشاركها اللعبة في تعدد الاناوات هذا التعدد الذي كان نقمة في حياة المرأة، فحولته الى نعمة نتشارك بها مع الرجال لتصبح عبارة -العيش المشترك- حقيقة وليس وهم.



#ديمة_كرادشة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة اللاعودة
- الاغتصاب الاخلاقي


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ديمة كرادشة - تعدد الاناوات...نقمة أم نعمة