أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الفتاح السرورى - الأستدة














المزيد.....

الأستدة


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 16:53
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تذكرون جنازة الفنانة سعاد حسنى ؟ هل تذكرون جنازة الأميرة ديانا؟ الفرق بين الجنازتين هو موضوع هذا المقال ... ولنعد قليلا الى الوراء
فى جنازة الأميرة الراحلة ديانا إصطف الإنجليز على جانبى الطريق كان هناك وكان هناك من يلقى بالزهور على العربة التى تحمل الجثمان كانت هناك من تضع رأسها على كتف صديقها أوزوجها - لايهمنا- وتنتحب فى هدوء وشجن وكان الموقف بأكمله مغلف بغلاف حضارى على الرغم من الضجة التى اثيرت حين موت الأميرة وعلى الرغم من المكانة الشعبية والرسمية التى كانت الأميرة تتمتع بها كل هذا لم يعطى مسوغا لإحد أن يحول الجنازة الى غير هدفها ولم ير احد اثناء مرور الجثمان وبعدة اى سلوك شائن أو غوغائى كانت هذه جنازة الأميرة ديانا
أما جنازة الفنانة الراحلة سعاد حسنى فكانت على عكس ذلك تماما وكما رأيناها على الشاشات فما إن وصل الجثمان ونزل من جوف الطائرة ومنه الى سيارة الإسعاف إلا وتحول الشارع وتحولت الجنازة بأكملها الى حالة كاملة من الفوضى والعبث فالسيارة لا تستطيع التحرك ووهناك من يدق على جنباتها وآخر يحاول الركوب على خلفيتها والزحام على أشده رغم جلال الموت ولكن هيهات ... مع من ؟ من أناس لايعرفون الا سلوكيات وأخلاقيات وأنساق الإستاد فى القول والفعل
إن الفارق بين الجنازتين هو نفسه الفرق بين العقليتين بين الحضارتين بين منهجى التفكير ومرجعيات التصرف
رغم أنى لست من المهوسيين بكرة القدم إلا أن لى إهتمام خاص بالنسق الأخلاقى الذى فرضته هذه اللعبة ذات الشعبية الطاغية على حياتنا وأبرز نسق مفروض على نمط حياتنا من جراء طغيان هذه اللعبة علينا هو ما يمكن أن نسميه (الأستدة) وأعنى به نقل أخلاقيات الإستاد الى المجتع العام من شرعية الصخب الى التدافع الى التعصب مرورا بإعتياد إستخدام الألفاظ البذيئة وإنتهاءا بهذه الحالة العجيبة من اللاعقلانية والتى تتجسد عندما يحرز أحد اللاعبين هدفا فينطلق وكأنه (أتى بما لم يأت به الأوائل) وياليت الأمر يقف عند هذا الحد بل نرى هذا البطل الهمام وقد خلع (الفانلة) وإندفع الى الجماهييرولا يكتفى بذلك بل يقذف بها الى المدرجات لتشتعل المشاجرات بين المتفرجين أيهم يحوز الغنيمة......هذا غير تسيد روح الفردية والأنانية بين كثير من اللاعبين ويتضح ذلك عندما يحوز أحدهم الكرة وهو قريب من المرمى فلا يكاد يخرجها من قدمه الى زميل له مجاور إلا بشق الإنفس وعلى ضرر منه .... لقد أصبحت أخلاقيات الإستاد هى أخلاقيات المجتمع وما يحدث فى الشوارع فى الأعياد إنما هو بعض من نتيجة تسيد (الأستدة ) على الجميع إلا من رحم ربى
الكارثة هى فرض نمط الأستدة على المجتمع وهذا هو الحادث الآن هؤلاء الأطفال -سلوكا- لا يعرفون الفرق بين سلوكهم داخل مكان مغلق متفق ومن المقبول أيضا الإقدام على هذه النوعية من السلوك وبين مجتمع عام قد لا يتقبل نفس السلوكيات بل ومن الكارثة أن يتقبلها
ترى متى وكيف يعى المشجعون الفرق بين الإستاد وبين المجتمع ؟



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعضلة الإسلامية الفرعونية
- إقرأوا معى تلك الحادثة!!
- كاميليا الأهم التى نسيناها
- أفيشات السينما المصرية
- غربة الاقباط فى مصر
- هل نعتذر عن الإهتمام بالشأن العام؟
- عندما يصبح الامر لايطاق
- رسالة واجبة للحوار المتمدن
- من رنة الخلخال الى رنة الموبايل
- المتشاعرين الجدد
- تجارة الإنجاب
- أزمة الفن التشكيلى فى مصر
- برنيطة سيلفيا كير النعرات الطائفية واشباه الوطنيين
- القرصنة الإلكترونية على الأفلام السينمائية
- مسلك العقلية الشرقية فى تحليل الوقائع التاريخية
- من يوقف هذا الرجل؟
- السلفية المعاصرة فى الإسلام والمسيحية
- تعقيب عام على مداخلات النوبيين والاقباط
- ماذا لو فعلها البدو!!
- النوبيون والوطن


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الفتاح السرورى - الأستدة