نواف خلف السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 13:18
المحور:
الادب والفن
عناق
مخترقة الجدار، ظهرت والدتها تلوّح لها كحلم جميل.. تسمّرت الطفلة في مكانها.. ابتسمت للطيف الحنون.. ثم تقدمت نحوه بشوقٍ هائل...
أمطار الليلة الفائتة أثارت الحائط القديم وجعلته يحتضن الفتاة بعنف.. عندما رفعوا الأنقاض، فاجأتهم ذراع صغيرة لم تعد قادرة على التلويح.
أقفاص
حينما كان مرمياً خلف قضبان الزنزانة، داهمت ذاكرته أفواج العصافير التي باعها محبوسةً في أقفاصها.. حاصرت روحه بأجنحتها المقيدة.. أقسمَ انه سيحررها حال إطلاق سراحه...
بعد أن أفرج عنه بيومين، أسرع إلى أقفاصه.. حملها، وانطلق ليمارس مهنته من جديد.!!
قصيرة جداً
اعتادت ارتداء التنورات القصيرة جداً.. قََََصة شعرها قصيرة جداً.. حتى زوجها اختارته قصيراً جداً.. هي كاتبة مشهورة جداً.. أنجزت الكثير من الروايات.. الغريب إنها تقف عاجزة، وتشعرُ بالفشل كلما حاولت كتابة قصة قصيرة جداً.!!
حرمان
الصدفة جمعتها مع ذلك الطالب الوسيم على مقعد واحد.. قلبها صار عصفوراً صغيراً يرفرف بين أضلعها.. أنفاس ورائحة الشاب أصابتها بخدرٍ لذيذ.. تمنّت أن يستمر الامتحان إلى الأبد!
لكن كلمات المدرس انتزعتها من فرحتها حين قال لها بنبرةٍ آمرةٍ:
- هناك مقعد فارغ في نهاية القاعة!!
حملت أوراقها وأقلامها، واتجهت نحو نهاية الحلم.
عقارب
خمسون عاماً قضاها في التعامل مع الدواليب المسننة، والبراغي والعتلات التي لا ترى إلا بعدسة مكبرة.. الساعات تحاصره من كل صوب، تكتكات الثواني، وحركة البندول أصبحت جزءً من سيمفونيته الأبدية..
عندما حانت ساعته.. فتح عينيه كمن يكتشف سراً خطيراً.. حينها أدرك أن كل (ساعات) عمره.. كانت بلا معنى!
#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟