أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6














المزيد.....

أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 10:22
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



اللافت إننا تطرقنا في الأجزاء السابقة عن وسائل التعذيب والطرق التعسفية التي تعرض لها سجناء داخل سجون وزنازين الشعبة الخامسة وأدلينا بتلك الأجزاء بنماذج حية وشهود عيان ومذكرات لسجناء التي دونت بما يحتفظون من ذكريات مؤلمة ومشاهد محزنة محفورة في النفس والوجدان,, ولو إننا تمحصنا في جرمهم لوجدنا أنهم تعرضوا لصدام بالشتم والسباب في حالات عصبية طاغية أو لاقتنائهم لكتابا ما وجميعهم من العسكر وهنالك تهم تافهة لعلها لا تستوجب المبيت ليلة واحدة في تلك المحاجر الانفرادية القهارة .

ويتقاسمنا أنموذجا لتلك الحالات ذلك الجندي الذي سنورد قصته لكم فذات يوم جاءوا به كضيف جديد اقبلوا به من إحدى الزنزانات التي قضى بها أكثر من شهرين إلى إحدى القاعات في الشعبة الخامسة. وقد خففت الزنزانة من وزنه يشاركها في ذلك وجبات التعذيب وسوء التغذية فجعلته نحيفا هزيلا لا يقوي على الوقوف طويلا ومن الواضح إن القاعة على ما فيها تعتبر فترة نقاهة بالقياس إلى المحاجر , فالسجين يشعر بالغبطة حين يدخل تلك القاعة ذات الفضاء الأوسع ويتسنى له الاختلاط بهذه المخلوقات الإنسانية.

وبعد إن أدى المراسم وطاف على السجناء صارت من نصيبه بطانية غادرها صاحبها إلى الزنزانات قبل أيام والذي كان ضمن المجموعة المكلفة بجلب الطعام وغالبا ما يتعرض إفراد هذه المجموعة للتفتيش عند عودتهم فعثروا على عقب سيجارة بحوزته فكان عقابه الجلد إمام السجناء وبأشراف المقدم مسؤول الحراسات ثم نقل إلى زنزانة انفرادية وكأنهم عثروا عنده على أسلحة الدمار الشامل . فالتدخين ممنوع والأيام تتضاعف على المدخنين هناك!!


تجمعوا من حوله السجناء ليشبعوا رغبتهم في الاستطلاع فتبين إن كل ما في الأمر انه كان يقتني كتابا عنوانه (جمهورية الخوف ) لمؤلفة الدكتور كنعان مكية نشر خارج العراق بأسم مستعار وقد حصل على نسخه منه فأعارها إلى احد إفراد وحدته فضبطوا النسخة بحوزته فأعترف عليه وهو بدوره اعترف على البائع وبعد إن تم التحقيق والتعذيب وزعوهم على القاعات , فأذا كان عقاب هولاء بهذه الحدة والصرامة ومن ورائهم مايسمى بمحكمة امن الدولة التي تتراوح اغلب إحكامها بين المؤبد والإعدام فما ضنك إذا ظفروا بالكتاب!!

وبدل إن يردوا على كنعان ويبرهنوا أنهم لم ينشروا الرعب والخوف والتقتيل وإنما الأمن والسلام وحقوق الإنسان ينكلون بقرائه !! وهذه هي أساليب البعثيين التي لا يجيدون سواها , فالقرى التي أنجبتهم تمجد السطو والاعتداء والقتل وتفخر به.

وفي صباح اليوم الثاني على وجود ذلك الجندي بين السجناء ولدى تجمعهم حول قزان الشاي" وهو قدر كبير يحاول كل واحد منهم إن يملأ قدحه منه عندها دخل عليهم احد الجلادين يكنى بأبي يعرب" وكان فظا غليض القلب سيء الخلق , وكالعادة تركوا فطورهم واستقبلوا وجه الحائط وبعد إن شتم السجناء بأحط الشتائم وأقذعها راح يهددهم بالمحاجر الانفرادية إذ هم لم يغضوا من أصواتهم ولعل المسألة طبيعية فأن عددهم في القاعة يناهز الخمسين وان كل واحد منهم تكلم بحرف لابد وان تحدث تلك التي يسمونها (هوسه ) ولكن من منهم يجرؤ على إن يلفت نظره إلى هذه البديهية ولو بلطف ولما طال عليهم الانتظار وهو يخطب ويتوعد شعر ذلك الجندي بالضعف والنحول وخارت قواه فجلس ليستريح ولازال مستقبلا الجدار فتقدم إليه ورفسه برجله على رأسه فأرتطم بالجدار ثم انحنى على جنبه وأخذت الدماء تسيل من جبهته وترك بلا علاج إلى إن شفى !!

قد يضيق بنا المقام لو شأنا ذكر قصص السجناء ومظالمهم التي تبدو أحيانا وكأنها من نسج الخيال لتفاهة التهم الموجة إليهم وقساوة الإحكام الصادرة بحقهم ولكن لا بأس إن نختم هذا الجزء بأنموذجا هو أشبه ما يكون بالطرفة أو النكتة وهو لجندي من أهالي البصرة تجاوز الحدود إلى إيران بنية مواصلة طريقة إلى الدول الأوربية وكان يتصور إن ذلك متيسرا فيما لو بلغ إيران! لكنه أصيب بخيبة آمل حين وجد إن السفر إلى تلك الدول يحتاج إلى مقدمات لم يكن اعد العدة لها فأب بخفي حنين بعد إن امضي مدة لا تتجاوز الشهرين ومن لسان لأخر وصل الخبر إلى المنظمة الحزبية فبادرت بالإلقاء القبض عليه ولما كان عسكريا جيء به إلى الشعبة الخامسة وقد ذكر إثناء التحقيق انه التقى السيد محمد باقر الحكيم وذلك إثناء دخوله الحسينية النجفية في مدينة قم ليلتقي كلمة بمناسبة ولادة احد أئمة الشيعة ( الإمام الحسين بن علي ) فحكمت عليه محكمة امن الدولة ثمان سنوات وهكذا سرق ذلك اللقاء العابر من عمره ثمانية أعوام لأن مثل هذه اللقاءات الخطيرة تهدد امن الدولة فلا ينبغي إن نشك في ذلك أو نرتاب!!!


للحديث بقية انتظرونا في الجز السابع قريبا


ملاحظة لم يتسنى لنا ذكر أسماء الجنديين أعلى لتحفظهم .. للتنويه فقط



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج5 جهنم التعليمات
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجز الثالث
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني
- أوراق مهربة (( ضحايا حسن النية )) ج الأول
- وزارة النفط الارهابية
- المرأة في زمن الكيكية!!!
- عيني على ابن الكوت وشرطيه!!


المزيد.....




- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6