أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يهوشع سوبول - أن تكون أقلية مُلغاة عادلة














المزيد.....

أن تكون أقلية مُلغاة عادلة


يهوشع سوبول

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 15:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اسرائيل اليوم - يسيطر على اسرائيل اليوم أكثرية يمينية تمتاز بعجرفة مفرطة. يتم التعبير عن عجرفة الاكثرية بالتكبر الذي تُعبر عنه هذه الاكثرية على كل من ينتقد سياسة حكومة اسرائيل. كذلك يُعبر عن عجرفة الاكثرية، القوانين الهاذية التي تسنّها الاكثرية الصلفة في الكنيست كي تلغي وتُبطل بواسطة التشريع، مجرد انتقاد أفعالها التي تنبع من عجرفتها.
ويتم التعبير عن عجرفة الاكثرية الصلفة ايضا بالنظر الى رئيس الولايات المتحدة وكأنه شخص مهين لجماعة بائسة معزولة. واحتفلت هذه العجرفة عندما ألغى الصحفيون الذين يُنافقون على الدوام أكثريتنا المتعجرفة، صحفيا كبيرا مثل توم فريدمان وكأنه كُليب وذلك لانه تجرأ على القول بأن إفشال محادثات السلام قد يجعل اسرائيل بغيضة الى الولايات المتحدة، الصديقة الوحيدة التي بقيت لنا في العالم.
وفي الحقيقة، من يحتاج الى الولايات المتحدة عندما يكون أفضل صديق لنا عجرفة الاكثرية التي تحكم الدولة؟ ولن نفقدها ما حافظنا على عجرفتنا.
يُقدم التاريخ امثلة كثيرة على شعوب دفعت ثمنا دمويا باهظا جدا بسبب إدمانها العجرفة التي سيطرت على الاكثرية. فعشية الحرب العالمية الاولى، عندما بدأت تهب رياح الحرب في اوروبا، طلب جان جورس، زعيم الحزب الاشتراكي، منع الحرب بتنظيم اضراب عام للعمال في فرنسا والمانيا. كان يفترض أن يضطر الاضراب حكومتي الدولتين العدوّين الى بدء تفاوض لتسوية الاختلافات بينهما بطرق سلمية. وكلفته محاولة منع الحرب حياته. ففي تموز 1914 قُتل جورس على يدي قومي متطرف فرنسي عبّر بفعله عن رأي الاكثرية المتعجرفة التي أرادت الحرب وآمنت بانتصار سهل على المانيا. ومع قتل جورس بطل احتمال الاضراب الذي يمنع الحرب. وبعد مرور ثلاثة ايام نشبت حرب بين المانيا وفرنسا. هُزمت الأقلية المسالمة الهامشية المُهمَلة التي مثلها جورس في سهولة على يد الأكثرية القومية المتعجرفة عن جانبي الحدود. وكانت النتيجة 18 مليون قتيل.
ومثل آخر على العجرفة، وهذه المرة في مجال الثقافة، يتعلق بحكاية باروخ سبينوزا، الذي كان أقلية مُهمَلة من شخص واحد في مجتمع امستردام. فبدل أن يتبناه حاخامات الجماعة اليهودية وكبار رجالها المتعجرفون، فرضوا عليه قطيعة بتكبرهم وعجرفتهم الكثيرة. من يذكر اليوم الحاخام مورتيرا، زعيم طائفة امستردام اليهودية المتكبر المتعجرف الذي فرض القطيعة على سبينوزا في سنة 1656؟.
أو موليير، وهو أقلية مُهمَلة اخرى من شخص واحد، صارع الرقابة التي فرضها الملك على مسرحيته "طرطوف" بتأثير المتدينين الذين كانوا الاكثرية المتعجرفة في فرنسا في 1664، عندما امتلأت باريس بحرس الحشمة والمنافقين مُظهِري البر الذين نمّوا على نساء خائنات وفرضوا الخوف منهم على فتيات وعلى نساء اضطررن الى اللبس بحسب الموضة الدينية التي فُرضت عليهن. ومن يذكر اليوم الاكثرية المتعجرفة لاولئك الحريديين الحسيديم الذين احتفلوا بانتصارهم ساعة قليلة على الأقلية المُهمَلة التي اسمها موليير؟ وأين الاكثرية الوادعة المتعجرفة التي احتقرت وسخرت من كوبيرنيكوس وغليليو غليلي اللذين زعما أن الكرة الارضية تدور حول الشمس؟.
بين الاشياء القليلة التي أفرحتني أخيرا البشرى التي خرجت من احتفالات دار الثقافة في اريئيل. أنتمي الى أقلية ضئيلة في اسرائيل. واذا كان الاختيار بين الانتماء الى الأقلية الضئيلة أو الاكثرية المتعجرفة، فمن الفضل الكبير في هذه الايام أن تُعد في الاولى.



#يهوشع_سوبول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة: أين الاستقامة؟


المزيد.....




- شاهد..برازيلية تخوض تجربة قفز مثيرة من جسر شاهق بأمريكا
- فيديو يوثق مواجهة مضيفة طيران لراكبة متسللة بعد رحلة من نيوي ...
- سوريا.. خريطة تحركات وسيطرة فصائل المعارضة ووضع بشار الأسد.. ...
- -رويترز- : أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات عن أراضيها وفقا لخ ...
- الجيش السوري يشن -هجوماً معاكساً- ويستعيد مناطق من المعارضة ...
- في غزة.. مأساة مستمرة وأثمان باهظة في حرب بلا نهاية وتل أبيب ...
- ألمانيا.. عدة ولايات تطالب الحكومتين الحالية والمقبلة بتشديد ...
- مدفيديف يتوقع نهاية حتمية لزيلينسكي ويوجه رسائل إلى عدد من ق ...
- معركة القسطل.. يوم قال الحسيني للجامعة العربية -أنتم مجرمون- ...
- تشكيل مجلس شراكة سعودي فرنسي خلال زيارة ماكرون للرياض


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يهوشع سوبول - أن تكون أقلية مُلغاة عادلة