أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!














المزيد.....

يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 15:48
المحور: حقوق الانسان
    


يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
تقول القصة ان ابن الله يسوع، وهو مسمر على صليبه يتضرع الى ربه قائلا: " يا ابتي اغفر لهم فهم لا يعرفون ما يفعلون". وربما كررها الراهبان الشهيدان الاب ثائر، والاب وسيم اللذين ذبحا في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. اعادها ايضا الاب الناجي من المذبحة في صلواته بعد الحادثة، على جثث الضحايا، وهو يودع صديقيه، ورفيقيه، وعشرات من ضحايا ارهاب التعصب في نفس الكنيسة. ترى هل فعلا ،لا يعرف القتلة ماذا يفعلون؟! هل توهموا؟ هل اخطأوا المكان؟ لا، والف لا، لقد اقتحموا كنيسة، وليس مسلخا. لقد ذبحوا اناسا، وليس خرافا! لقد قتلوا بدم بارد مدنيين وليس عسكريين. قتلوا متعبدين، مصلين، متضرعين الى نفس الاله الذي ذبحوهم باسمه! قتلوا بوقاحة رجال دين، واطفال، ونساء، وشيوخ، وشباب. حاصروهم، واحتجزوهم، وارعبوهم، وابادوهم في بيت من بيوت الله. انهم يعرفون بالضبط ما يفعلون يا ابونا !.يعرفون جيدا، ان النبي الذي يتبعون تعلم على يد قساوسة حران. يعلمون ان ورقة بن نوفل عم زوجة محمد خديجة كان قسا نصرانيا، وهو معلمه الاول. يعرفون ان نبيهم ارسل اوائل المسلمين الى النصراني النجاشي ملك الحبشة، الذي اواهم، وحماهم، وساندهم، واكرمهم. يعرفون ان محمد قد قال: "من اذى ذميا فقد اذاني". يعرفون ان ربهم اوصى من قتل نفسا بغير ذنب كانما قتل الناس جميعا. وان دم البرئ اشرف من حجر الكعبة. يعرفون ان كتب اليونان، والرومان ترجمها المسيحيون لتقوم على اساسها الحضارة الاسلامية. يعرفون ن اطباء الخلفاء كانوا مسيحيين. يعرفون انه لولا الاب انستاس الكرملي لضاعت علوم العربية في قرون الظلام العثمانية. يعرفون ان رواد النهضة الحديثة في العراق تعلموا في المدارس المسيحية واليهودية. يعرفون ان من ادخل الصحافة والطباعة الى العراق كانوا مسيحيين. يعرفون ان من قتلوهم بغدر، وخسة، ودناءة، هم احفاد اقدم حضارة بشرية. يعرفون ان كل الانبياء المذكورين في قرآنهم هم انبياء ايضا للنصرانية. انهم لا يحتاجون لتضرعاتك وغفرانك سيدي الاب، لانهم لو كانوا قد ظفروا بك لقتلوك. لو عادوا من جديد لقتلوك مع الاخرين وسيضربوك على الف خد تديره لهم. فهؤلاء مهنتهم القتل وشرفهم الذبح. هؤلاء سفلة! لقد لطخوا جدران الكنيسة البيضاء بدماء الابرياء. ومزقوا الاجساد والجدران برصاصهم الحاقد. لقد ملئوا مستشفيات العراق، وغيره بجرحى غزوتهم الجديدة على ابناء العراق الاصلاء. هؤلاء بلا خلق، ولا ضمير، ولا انسانية، ولا دين. حولوا المعبد الى مذبح، قلبوا الشموع الى دموع. دنسوا الماء المقدس ولوثوا ارض الكنيسة. دموع العذراء اغرقت ارض الكنيسة الطاهرة. راس المسيح تدلى صارخا، متاوها، متلوعا، يبكي دما. جسده الطاهر ينزف في كل كنيسة ومحلة عراقية. فهؤلاء الاوباش يريدونه مع محبيه ان يظل ابدا حاملا صليبه متعثرا في عراق الالام. اسكتوا التراتيل بتفجيراتهم. اصمتوا التهليل بزخات رصاصهم. حقائبهم السوداء مثل قلوبهم، وافكارهم فجروها مع اجسادهم القذرة المفخخة بسموم الحقد، وضيق الافق، والعصبية. يتسلون بقتل الاطفال، يرقصون على صوت الصراخ والعويل. عاثوا في الكنيسة كما الارواح الشريرة، والحيوانات المفترسة، والكائنات الهمجية. ملئوا جو الكنيسة الرهباني بالرعب، والرهبة، والخوف، والموت. لا يا ابتي لا تطلب العفو، والغفران لهم، فان ارواح الشهداء الطائفة في فضاء الكنيسة تحتج، وتقتل من جديد. كنيسة سيدة النجاة صارت مقبرة على ايدي البرابرة. قتلوا الاسرى، والاطفال، والنساء الحوامل، وانت تدعوا لهم بالمغفرة! صدق، وانا اسمعك ارى صور الشهداء تتحرك ملتاعة، ودموع المسيح تسيح دما، ورأس مريم العذراء يسقط في حضن ابنها.لقد قتلوا الناس، واعادوا قتلهم، ومثلوا بجثثهم.خمس ساعات من الرعب، والقتل، والفزع، والدماء، والصراخ، والخوف لا تسمح بالعفو، والغفران، ولا حتى النسيان.المحبة، ولاخوة، والسلام اهم صفات، ودعوات، ووصايا المسيح، وابنائه، وتابعيه للبشر. لكن هؤلاء ليسوا بشرا. لقد دنسوا الكنيسة، وشوهوا القداس، واسكتوا الصلوات، وقتلوا السلام، وصرعوا المحبة.يفرغون بسادية عمياء رصاصهم في اجساد المؤمنين الابرياء، وهم يصرخون بهستيرية:" الموت للنصارى الكفرة"!!! وانت تدعوا لهم بالغفران! لا ياسيدي، لا يا ابتي، لا ياصديقي، لا يا اخي. هؤلاء لا يستحقون حتى تراب حذاءك.اعرف انك لست ساذجا، ولا كاذبا، ولا مدعيا، بصلواتك، وتذرعاتك. لكنك واهم، بطيبتك النصرانية، واهم انهم بشر، كما توهموا، وتوهم قبلهم الغزاة العثمانيين، وبكر صدقي، وغلاة القوميين، وغيرهم ممن سبحوا بدم المسيحيين العراقيين، انهم يستطيعون افراغ العراق من اهله.
لاتحبوهم، لا تحبوا اعدائكم! لا تديروا لهم الخد الاخر! لا تطلبوا الغفران لهم! فهؤلاء كالعقارب اذا لم تدعسها بقدمك لدغتك! وكفاكم، وكفانا، وكفى كل العراقيين لدغا من العقارب "البشرية".
ويبقى السؤال المحير كيف، ولماذا، ومن المسؤل عن تمكن المغول من اكتساح بغداد من جديد؟؟؟؟!!
رزاق عبود
15/11/2010



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس ...
- من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع ...
- رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
- متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
- من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي ...
- البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
- ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل
- البصرة بعد 32 عاما....2
- البصرة بعد 32 عاما! صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع!
- لمن صوت الشعب العراقي؟ ولماذا يعاقب على تصويته؟؟!
- فاجعة احمد مزبان... مصيبة صديق، ام مأساة وطن؟؟!
- محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!
- 7 اذار انتخابات 8 اذار نساء معذبات
- عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة
- مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
- اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
- وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
- اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
- النبي الاثول
- برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق ...


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!