|
تحرير المسجد الأقصى عبر كنيسة القللى
كمال مغيث
الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 09:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"خيبة الأمل راكبة جمل"، كانت هذه هى العبارة الأثيرة لجدتى – رحمها الله – حين لا يكتفى المرء بما هو عليه من رعونة وحماقة مستترة، بل يسعى لنشرها وإذاعتها بين الناس، وإلى مثل ذلك أرسل أشاوس تنظيم القاعدة تهديدا تهم للكنائس المصرية، وتنظيم القاعدة، هو ذلك التنظيم المجاهد الذى نذر نفسه لتشويه الإسلام ووصم كل المسلمين بالإرهاب والتخلف وإحتقار كل ماهو إنسانى وجميل، فهو التنظيم الذى أعاد إلى العصر الحديث، وعلى أوسع نطاق عبر شبكة الإنترنت، مشاهد ذبح البشر والولوغ فى دمائهم والتمثيل بأجسادهم وتقطيع أوصالهم، وهى المشاهد التى كانت قد اختفت من على مسرح التاريخ منذ العصور الحجرية0 واستيقظ الناس ذات صباح ليعرفوا أن التنظيم قد قرر تحطيم تماثيل بوذا فى إقليم باميان بأفغانستان، وذهبت صرخات العالم سدى، ولم يقتنع التنظيم المجاهد باقتراحات تسعى لإنقاذ التماثيل كإخفاءها أو نقلها كما لم يعبأ بفتاوى المعتدلين من المسلمين، وراحت وفود العالم تتقاطر على افغانستان لإنقاذ التماثيل والقاعدة تراوغ وتماطل وتسوف، وفجأة بثت على شبكة الإنترنت مناظر التماثيل الهائلة وهى تنسفها وتحولها إلى أكوام من التراب والحصى0 وراحت مشاهد النسف والتفجير تتوالى هنا وهناك، مساجد فى باكستان تنهار على رؤوس المصلين، بينما أشلائهم تطير فى الهواء، ومزارات للشيعة فى النجف وكربلاء تتحول إلى قطع من الجحيم الذى يلتهم أجسام المحتفلين – رجال ونساء وأطفال- بيوم عاشوراء، وكان المشهد الأشهر الذى قسم عصرنا إلى قسمين: ما قبله ومابعده، وأقصد مشهد الطائرات المدنية وهى تقتحم برجى التجارة بنيويورك فتسويها بالتراب وتقتل آلاف من البشر فى لحظات لم تكن كافية ليعرفوا بأى ذنب يقتلون؟ كان هذا كله كافيا وزيادة لكى يقتنع الناس فى كل العالم ان كل مسلم هو مشروع إرهابى، مالم يثبت العكس، وإن المسلمون قوم متخلفون بدائيون ومتوحشون تطربهم الصرخات وتبهجهم مناظر الأشلاء الممزقة والدماء المسفوحة وأخيرا جاء الهجوم الإرهابى على كنيسة "سيدة النجاة" فى بغداد منذ أيام، ليصول من يطلقون على أنفسهم أولياء الله المجاهدين – كما يلقبهم بيانهم – ويندسون بخسة بين المصلين العزل الذين يتوقون إلى رضوان الله ومغفرته، فيقتلون مايزيد على الخمسين شخصا0 ولأن للقاعدة أعين ساهرة على مصالح المسلمين وحاجاتهم فى اقصى الأرض فقد تجاوب المجاهدين الصامدين فى العراق مع الصابرين المحتسبين فى مصر كالعوا والبشرى وزغلول النجار، وقرروا استنقاذ الأختين الأسيرتين" وفاء وكاميليا" من بين براثن الأقباط وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور من هدم للكنائس، وتكسير للصلبان وتحريق للأيقونات0 وإذا كانت الغيرة على أختين - زعم الزاعمون أنهما أسلمتا - تصل إلى حد إعلان تلك الحرب التى لا تبقى ولا تذر، فلماذا تتقاعس القاعدة عن نصرة مليونين من المسلمين والمسلمات الذين يأسرهم العدو الصهيونى، فيما يسمى بعرب 48، وهم المسلمين الذين ظلوا فى الأرض التى احتلتها إسرائيل سنة 48، ومن يومها وهم يعاملون معاملة المواطنين من الدرجة الثانية، ويجبرون على الاعتراف بأنهم يعيشون فى دولة يهودية ويحملون جوازات سفر إسرائيلية، ويتجرعون مهانة الاحتلال كل يوم، لماذا لم يطلق أشاوس القاعدة ومغاويرهم رصاصة واحدة على إسرائيل ولو على سبيل إعلان الموقف، ولماذا يصدعون رؤوسنا بالبكاء على المسجد الأقصى الأسير، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وإليه أسرى الله بعبده ليلا، ورغم ذلك يعبث به الصهاينة ويشعلون فيه الحرائق ويبعثرون مصاحفه ومحتوياته عاما بعد عام، ويوشك أن ينهار تحت ضربات معاول الصهاينة الذين يحفرون الأنفاق تحته بحثا عن هيكل سليمان0 إلا إذا كان تحرير الأقصى لايمر إلا عبر تدمير كنيسة القللى 0
#كمال_مغيث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الديمقراطية وتعاطي الحركات الإسلامية معها
-
فرنسا: الشرطة تداهم معهدا لدراسات الشريعة في إطار تحقيق للاش
...
-
نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا
...
-
بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
-
حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات
...
-
استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
-
ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل
...
-
هل يوجد تنوير إسلامي؟
-
كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
-
نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|