أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حامد الحمداني - ينبغي وضع حد عاجل لمحنة المواطنين المسيحيين الأصلاء














المزيد.....

ينبغي وضع حد عاجل لمحنة المواطنين المسيحيين الأصلاء


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 19:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الهجمة الوحشية الشرسة التي تعرض وما زال يتعرض لها المواطنات والمواطنون المسيحيون الأصلاء، والذين لا يستطيع أحداً إنكار أنهم أبناء هذا الوطن الأولين، على أيدي زمرة حقيرة لا دين لها، ولا تحمل أية قيم إنسانية أو أخلاقية، زمرة مسخرة من قبل أيادي خارجية لا تمت للوطن والمواطن العراقي بصلة، والتي استنكرها اشد الاستنكار أبناء شعبنا العراقي بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم، ووقفوا جميعاً إلى جانب المسيحيين الذين عاشوا بينهم أخوة متحابين كعائلة واحدة في هذا الوطن الذي هو ملك الجميع، وكان المسيحيون على مدار التاريخ وطنيون مساهمون بفعالية في رفع شأن العراق، ومسالمون لا يحملون ضغينة ضد أحد، ويتمتعون بخلق عالي، ويكنون المحبة للآخرين، ولا تعرف قلوبهم الكراهية والأحقاد.
إن مجزرة كنيسة سيدة النجاة الرهيبة بحق المصلين المسيحيين ورجال الدين المسالمين، والتي أسفرت عن استشهاد 42 فرداً من النساء والرجال والأطفال، وإصابة العشرات بجروح بالغة، وإثارة الرعب والخوف بين المواطنين المسيحيين من خلال عمليات تفجير مساكنهم، وسياراتهم، وحملة الاغتيالات المتواصلة تتطلب إجراء تحقيق دولي بغية الوقوف على منفذي هذه الجرائم والذين يقفون وراءهم ويدعمونهم بالمال والسلاح، حيث باتت القضية أكبر من عملية إرهابية هنا وهناك، بل هي عملية إجرامية منظمة، واسعة النطاق لتهجير ملايين المسيحيين من أرض أجدادهم منذ آلاف السنين، فهي والحالة هذه تعتبر بحق جريمة ضد الإنسانية، وينبغي أن يتولى التحقيق بهذه الجريمة محققون دوليون على مستوى عالٍ من الكفاءة، بغية الوصول إلى الجهة التي تدفع هذه العصابات الفاقدة لصفة الإنسان، وتجاوزت في غيها وإجرامها كل الحدود، وإحالتم ومن يقف وراءهم إلى محكمة دولية، وإنزال العقاب الصارم بهم ليكونوا درساً لكل من تسول له نفسه العبث بالنسيج الاجتماعي للعراقيين، وإثارة النعرات الدينية والطائفية والعنصرية المقيتة.
إن الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية عن الأوضاع المأساوية التي حلت بالعراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى يومنا هذا بحكم احتلالها للعراق، وهي قادرة دون أدنى شك لو شاءت الوصول إلى المستفيد من عملية تهجير المسيحيين من وطنهم ووطن أجدادهم منذ فجر التاريخ، حيث لم يعد هناك أدنى ثقة بالأجهزة الأمنية المخترقة من قبل ميليشيات الإرهاب المعروفة والجاهزة للقيام بأي دور إجرامي مطلوب لحساب من يدفع الثمن.
أن على الأمم المتحدة أن تأخذ على عاتقها مسؤولية تشكيل الهيئة التحقيقية، بالتعاون مع الحكومة العراقية التي ستشكل قريباً وبأسرع وقت، قبل أن تتفاقم المحنة، وتتحول إلى حركة نزوح جماعية واسعة النطاق، وما تسببه من مصائب وويلات ومعانات لا حدود لها لمئات الألوف من النازحين.
إن على الأخوة المسيحيين أن يثبتوا أقدامهم بأرض أجدادهم، وأن لا ترهبهم هذه العصابات المنحطة الفاقدة لكل القيم الإنسانية، والتي ستنتهي لا محالة إلى قفص الاتهام، لتعترف عن من دفعها ومولها وجهزها بالسلاح لتنفيذ جرائمها البشعة ، وسينال كل مجرم جزاء ما اقترفت يداه.
إن الشعب العراقي يقف بكل قومياته وأديانه وطوائفه إلى جانبكم في هذه المحنة ولن يتخل عنكم أبدا، فأنتم جزء أصيل من النسيج الاجتماعي العراقي، وسيكون عوناً لكم في المساهمة بالكشف عن المجرمين واسيادههم وتقديمهم للعدالة.
إننا نقدر صعوبة الظروف التي تمرون بها اليوم، وعظم التضحيات، ولقد عشنا مثيلا لها بين أعوام 1959 و1963 في مدينة الموصل على أثر فشل انقلاب العقيد الشواف، وقيام العناصر البعثية، وجانب من القوميين بتلك الحملة الإجرامية من الاغتيالات من قبل عناصر حقيرة مدفوع لها اجرها، ومسنودة من الأجهزة الأمنية، حيث لم يكن يمر يوم واحد دون اغتيال ما بين خمسة و عشرة مواطنين أبرياء، فكانت حصيلة تلك الحملة الإرهابية المنظمة أكثر من ألف شهيد، وهجرة حوالي 30 ألف عائلة من الموصل إلى بغداد والعديد من المدن الأخرى، وكان القتلة معروفون تماماً لأبناء الموصل، وكذلك مموليهم، وقد تحدثت عن تلك المحنة في كتابي [ صفحات من تاريخ العراقي الحديث] الجزء الثاني بكل تفاصيلها، وكيف كانت تلك الجرائم تجري تحت سمع وبصر الحكومة وأجهزتها الأمنية دون أن تتخذ أي إجراء سوى القبض على جثث الضحايا.
ستنتهي محنكم لا محالة، وستعود الحياة إلى مجاريها الطبيعية، وستبقون دائماً وأبدا أخوات وأخوة وأبناء وأحفاد أعزاء على قلوبنا، فخورون بكم، وبحبكم للوطن والمواطن وللإنسانية جمعاء.
المجد والخلود لشهداء كنيسة سيدة النجاة، وسائر الشهداء المسيحيين الآخرين في الموصل وبغداد والمدن الأخرى، والخزي والعار للقتلة المأجورين وكل من يقف وراءهم، دولاً ومنظمات وأفراد.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن جامعة للعلوم الانسانية
- حكام طهران وذراعهم المسلح حزب الله يدفعان لبنان نحو الهاوية!
- هل من طريق لإخراج العراق من عنق الزجاجة بأقل ما يمكن من المخ ...
- هل رضخت الولايات المتحدة للإرادة الإيرانية بتشكيل الحكومة ال ...
- أيها الشعب العراقي المنكوب خذ الزمام واصنع القدرَ
- من ذاكرة التاريخ: أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية - ال ...
- من ذاكرة التاريخ: اسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية[ حرب ...
- من ذاكرة التاريخ:أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية [ حرب ...
- من ذاكرة التاريخ: انقلابيوا 17 تموز والحزب الشيوعي والحركة ا ...
- مسؤولية المحكمة الدستورية العليا في معالجة الأزمة العراقية ا ...
- من ذاكرة التاريخ : الحزب الشيوعي ونظام عبد الرحمن عارف
- من ذاكرة التاريخ : الصراع على السلطة بين الجناحين المدني وال ...
- الشيوعيون والبعثيون والناصريون ونظام عبد السلام عارف
- الدكتور شاكر النابلسي والرئيس بوش وغزو العراق والوحي الإلهي!
- من ذاكرة التاريخ : مأزق انقلابيي 8 شباط، وانقلاب عبد السلام ...
- بعد عشرين عاماً على غزو صدام للكويت، هل تعلم حكام الكويت الد ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني / القسم الثان ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني
- الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران
- إلى متى يبقى العراق وشعبه على مائدة المقامرين؟


المزيد.....




- -عليهم أن يدفعوا الثمن-.. ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية على ا ...
- البنتاغون: لم ننجز بعد تقييم الأضرار التي ألحق بها صاروخ -أو ...
- سفير إسرائيل: نمضي بمحادثات وقف إطلاق النار مع حزب الله ونحت ...
- إعلام عبري: الأغلبية الإسرائيلية تعارض اتفاق وقف النار مع حز ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في ترنوبل غربي أوكرانيا وس ...
- مسؤول أميركي رفيع يزور السعودية لبحث وقف إطلاق النار في غزة ...
- أول تعليق لترامب على إسقاط قضيتين ضده بشأن انتخابات 2020 وال ...
- قاضٍ فيدرالي يرفض دعوى -إلغاء نتائج الانتخابات- المرفوعة ضد ...
- السفارة الروسية في ليبيا تنشر مقطع فيديو لاختبار شاحنات -أور ...
- رئيس الأركان الليبي يطلع المنفي على تطورات ملف الحدود


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حامد الحمداني - ينبغي وضع حد عاجل لمحنة المواطنين المسيحيين الأصلاء