|
العائدون لكن دون اشلاء
فرهاد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 14:57
المحور:
الادب والفن
عندما نقول العائدون ، نعني اولئك الذين يعودون يوميا ممزقي الاشلاء ، لأنهم عائدون من مستنقع الموت والاجرام ، فمن اين هم عائدون؟! ، لمن لايعرف فانهم عائدون من الخيبة والخذلان لكن بعد فوات الاوان ، اولئك هم الذين دفعهم الملا ... والمفتي والامير الى الهلاك املا في لقاء رسول الله ، لكن كيف ؟
جاء ذاك المهموم المشرد والذي لم يجد في بلده متنفسا لعقده الجسمية والنفسية ، وقد كان دليله مفتي من تلكم الديار التي تدعي الاسلام ، وقد عبأ ونظم وحرض من اجل ان يدفع بالمسكين الباحث عن عقده ، اذ لم يكن ليتورع عن النظر الى كعب قدمي اخته الجملية خلسة ، ولم يتورع عن النظر الى سيقان امه التي جلست امامة تغسل الملابس ايضا خلسة في حياء من الله ، لأنه لم يستطع مقاومة نزوعه الداخلي لرغبة عارمة في الجسد المكبل بالآيات والاحاديث التي لا تراعي فيه هذا الهم الثقيل ، كم مرة داعبه الخيال في اللاوعي حالما ، يقال يراوده الشيطان في الفراش الليلي ، ويقول اخوتنا الايزدية بان الشيطان من ملائكة الله وهم يخشونه كثيرا ، لذلك يحترمونه ولا يمسونه بكلمات المقت والكراهية ، لكنهم لا يحبونه ، بل هم في سلام معه ، لذا لا يعتقدون بانه يأتيهم في الحلم ، اما هذه الاجساد المكبلة بالايات والتي يراودها الشيطان من صنع الخيال المكبوت والحالم ،سرعان ما يهتز كل الجسد لتصل اللذة قمتها ، لينهض مسرعا منتشيا الى الحمام كي يغتسل من عار اللذة ، كي يجلس على سجادة الصلاة مستغفرا ربه علانية ، مستانسا بشيطانه سرا .
مسد الشيخ شعر رأسه ووعده بفتواه واحاديثه بتنظيمه وارساله الى حيث يلتقي بالرسول الكريم على ارض العراق ، توسل بالشيخ ليلاقي الرسول ليلا اي ان يلتقي به عند العشاء ، ابلغه المفتي بأن ذلك من شأن امراء ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق فهم اقرب الى الرسول الساكن في العراق ، لذا عليهم تنظيم لقائك ورحلتك .
جلس المنزوي في زاوية المسجد ، يحتسي الانتشاء مع القهوة والاكل وكل مايبعث الى سطوة السيطرة على العقل الواعي كي لا يفكر ، حيث ينبعث الخدر في الجسد في الايام الاخيرة ماقبل الرحيل ، وحيث يتناول فيه وللايام الثلاثة الاخيرة كل ما يجعله طائرا مقتدرا بقوة( السوبر مان) متعجلا للرحيل ، لأنه لايحس بالجسد من النشوة ، وهو حالم بلقاء الرسول كي يأخذ منه الاذن في طريقه للقاء حوريات السماء في عرشه ، سلمه الجواز العربي (سعوديا ، سوريا ، تونسيا ، مغربيا ، مصريا ، صوماليا ، مقرصنا ، ليبيا ، لبنانيا ، فلسطينيا ، خليجيا بامتياز ، صناعة اقرب مسجد من بيت الله حيث يتوفر الفقه التكفيري بامتياز وحيث اودع محمد عبد الوهاب ظلاميته) .
ندم كثيرا حين قيل له عليك بأن تتغدى مع الرسول في سوق حي العامل ، وقيل للاخر عليك بالعشاء في كنيسة سيدة النجاة ، ولم يطق الفكرة ، اذ تستغرق رحلته ثواني ، حيث يتمزق الجسد ، كأية لعنة من السماء مغموسة في الجسد لكن عليه الانتظار لحين حلول المساء ان شاء ان يختار من الحوريات الجميلات فهن كما يتخيل صاحبنا المريض، بأنهن لا يتعاطين الجنس في النهار ، اما ذاك المعقد الذي لم يظفر بشبقيته في شوارع كوبنهاجن حيث كان مغمورا في زاوية الشقة (المصلى) منبوذا من الاخريين للحيته الكثة غير المرتبة ، ولباسه القصير وهندامه الوسخ ورائحته النتنة ، لدرجة لم تتجرأ ولا واحدة من الشقراوات النظر في عينيه المتعطشتين ، حيث النظرة الخارقة المبهمة المعنى ، للجنس ام للدم ، مما يثير الاشمئزاز. بل ولم يستطع احدهم ان يجلس بجواره في الباص لنتانته ، لكنه على اية حال كان سعيدا بلقائه بالرسول في كنيسة النجاة بجوار عيسى ، حيث احتارا المرسلان في شأن هذا الغباء المفرط من لدن هذه العقد التي لا تلين تتوسل متطفلة على مائدة ابوا لقاسم وعيسى في بويتات الرحمن ، وكان يتصور انه الاسرع في الوصول ، في الوقت الذي تباطأ فيه الاخر كي يصل عرش السماء عند الغروب ، حين دوى الانفجار وعمت جيفة الجسد كل مكان موزعة اشلائها في السوق والنجاسة على الاجساد البريئة في ظهيرة اليوم الخانق ، وكذلك دوى الانفجار الاخر الذي تلطخت به جدران بيت الرب المطهر بدنس الجسد المعجون بالمخدر ورائحته ، حيث لم يغتسل لقرون و يحمل معه كل جيف حيوانات العصور الغابرة ، حين دوى الانفجار ، اتضح لهما بأن الرسول كان مشغولا عنهما ولم يستقبلهما لأنهما من دنس الارض ، وارادا استرجاع جوازيهما لمغادرة العراق ، لكن الامير في مايسمى دولة العراق الاسلامية كان قد باع الجوازين لآخريين يريدان مغادرة العراق .
بقى هائمين بحثا عن حوريات كثيرة يقال اثنان وسبعون ، شقراوات ، حمراوات ، ورديات ، بيضاوات ، ... وكانا مقتنعين حتما لسن سمراوات او من افريقيا ، باعتبارهما كانا دائما كاسيادهما يعنانيان عقدة النقص ازاء الغرب المتسامي في جنسه الشبقي ، وحاولا ان يعودا خائبين ، لم يجدا بقايا جيف الجسد كي يعودا اليه ، ويرحلا عن العراق ... لأن المستنقع الراكد الذي وقعا فيه كانت من الايأت والاحاديث التي استثمرها الامير والمفتي المحرض الحاقد على ابناء الشعب العراقي المتنوع .
#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفعيل عمل الجالية العراقية المشترك في الدنمارك مهمةاحزاب ام
...
-
اربعينية فنان الشعب الكردي الراحل محمد جه زا
-
مجلس جالية مهمشة الحضور الا من كلمات المناسبات
-
حلم جالية عراقية في الدنمارك لم تتجسد على ارض الواقع
-
قداس في الكنيسة تابينا لارواح شهداء كنيسة سيدة النجاة
-
أنا مع الله لكن اي اله ؟
-
الجالية العراقية في الدنمارك ومجلسها
-
رسالة من عاشقة
-
بيان هام
-
حول مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني
-
شر البلية مايضحك
-
دعو البشر ليوم يكون فيه الله خير محاسب .. يامن تتحدثون عن ال
...
-
المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير
المزيد.....
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|