أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمياء باديس - نسيان














المزيد.....

نسيان


لمياء باديس

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


نسيان
ـ 1 ـ
لماذا استيقظت في مثل ذلك الوقت تحديدا؟ لا أدري ؟
لماذا استيقظت في ساعة الغرباء . ساعة الفصل بين ليل حط بكلكله عليّا وأضناني وأرهق روحي لأنه كان سجني الذي يفترسني في وحدتي.
ما أقسى وحدتي . وبين صبح أراه دوما بعيدا بعيدا لأنه هو أيضا يضنيني ويرهق روحي لفرط المسافات والخطابات المعادة التي لم تعد تجدي لتحي المعاني وتدفع بها للحياة.
كنت أعرف نعم كنت أعرف أن هدوئي كان غريبا .
كنت أعرف أن سكوني كان أغرب.
كنت أعرف...
كنت أعرف أني لست أنا وأن ما حدث زلزال وأني مقدمة على هول.
كنت أعرف أني أداوي الجرح بالصمت والهدوء. ولكني كنت متيقنة أني أرتجف وأن اللوعة كانت بطعم المرارة أو أشدّ. وأني سأنفجر في لحظة ما .
كنت أعرف أني أتصدع وأنهار. كنت أعرف أني أداري .ولكني كنت أكابر.
ربما كان خوفي عليه أكثر.
ربما كان حرصي على أن يبقى هو واقفا على الأقل وراء كل ما كان مني من هدوء وعقل.
ربما كان حرصي على أن يبقى السقف سليما والأركان وأن ما حدث من خدوش لاشك ستزول . فالوقت والأيام كفيلة بإزالتها.
ربما كان كل هذا وراء هدوئي ربما.
بعد كل الذي حدث كانت تنتابني رغبة في التصدع أكثر والانهيار أكثر.كنت أعرف أن هذه اللحظة آتية .ولكني كنت موغلة في النسيان .
هل كان نسيانا ؟
لا
كان تناسي.
لو لم يكن تناسي لما عاودني الجرح وانفتح من جديد وكدّس على كاهلي كل هذه الآلام والأوجاع التي تضني وتضني.
ما أشد أن تصاب بأوجاع الأسئلة والحيرة.
ما أشد أن تضنيك الأجوبة.
وما أشد على النفس أكثر أن تشعر أنك لا تقيم في غير المنطقة الوسطى .
ما أبشع الوسط
ما أبشع اليمين اليمين
ما أبشع حتى اليسار
ما أبشع حتى يسار اليسار.
كل الاتجاهات مستقرة في هدؤئك وأنت الواقفة على عتبة الأشياء ليس لك من تصريف غير تصريف الكلام .
لماذا حدث كل الذي حدث.
وهل يكفي أن تسلم نفسك لموجة نحيب وبكاء ما بكيته في حياتك قط .
أحدث الذي حدث لأنه موعود لكِ الطرقات الوعرة وموعودة لكِ المسافات كما موعود لكِ البعد. أحدث لكِ كل ما حدث لأنكِ سليلة الغربة غربة في المكان وغربة في الزمان .
وهل كان من اللزوم أن تضاف لهما غربة الروح.
هل استيقظت في مثل ذلك الوقت من الوقت لتسترجعي كل هذا لأنه ما كان بمقدورك أن لا تفصحي ؟
يا للعبث .
ألا يكفي أن يسلمك اللقاء كل مرة لفراق .
لماذا كتبت له قبل الذي حدث وبفاصل زمني قصير قصير وكأنك تعلمين ما سيحدث
أولسنا في الأخير لا نشبه إلا أنفسنا لا نشبه إلا صورنا.
ألم تعلميه لما تشوهت الصورة صورتك قائلة أننا وفي الأخير لسنا إلا صورا وحروفا. لماذا كتبتِ له قبل أن يحدث ما حدث: رمز الصورة مشوه. شوهه الفيروس ولأنه لم يقدر على تحويل الرمز غير في ما يسمى بالدلالة.
لماذا كتبت له: أولسنا في الأخير صور وحروف تذهب وتجيء.
لماذا كتبت له كل ذلك؟ هل كنت تعلمين بكل ما سيحدث؟
ـ 2 ـ
بدأ النور يتسلل إليك من نافذة غرفتك المقيمة فيك كعالمك وكففت عن البكاء وإلتحفت من جديد بالصمت إلا أنه هذه المرة صمت الواثق.
نعم أحبك وما كان كان وخرجت من غرفتك تجمعين لوازم السفر فأنت على سفر وسلمت نفسك للطريق تعبرينه دون أن تلتفتي إلى الوراء كما كل الساعين من غرباء مدينتك.
ولأنه كان يعنيك الرمز أكثر مما كانت تعنيك الصور فقد عبرت منطقة التناسي لمنطقة النسيان.
ــــــ
لمياء باديس
15 نوفمبر 2010 الثالثة صباحا



#لمياء_باديس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنوان
- رجل الأحلام
- رسالة حب رقمية
- هي العاشقة
- قالت سأجيء


المزيد.....




- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمياء باديس - نسيان