أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان بكير - اشكالية العلاقة بين العلمانية والوطنية














المزيد.....

اشكالية العلاقة بين العلمانية والوطنية


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشكالية العلاقة بين
العلمانية والوطنية

اشكالية هذه العلاقة، كنت قد تطرقت لها في مقال أو اثنين سابقا. وقد أعادني اليها حوار الاستاذ كمال غبريال، في الحوار المتمدن. توصيف الوضع وتعثر الحركة التحديثية في مصر، كانت واقعية، وألتقي معه في كثير من النقاط. في ما يتعلق بمشروع محمد علي التحديثي ثم النكسة التي تعرض لها، ذلك لأن الحداثة أو أي تغيير اجتماعي، يحتاج الوقت والجهد لتحويله الى واقع على الأرض فهذه القيم الغربية التي نعتز بها، تحتاج منا العمل الدؤوب لترسيخها، فهي ليست وجبة طعام سريعة وجاهزة. وهذا العمل يبدأ من المدرسة قبل البيت، لأن الدولة تستطيع السيطرة على المدرسة ومناهج التعليم، ولا تستطيع فرض قيمها على الأسرة.
بالنسبة لزيارة أنور السادات لمصر، فقد أسقطت مقولة بأن السلام مع اسرائيل سوف يجلب الرخاء للمصريين، بل أرى العكس تماما، فقد كانت طوابير الناس والتقاتل عليها ووقوع الضحايا فيها، كانت على الدجاج أو "الفراخ" وبعد السلام أصبحت الطوابير على رغيف الخبز. قبل السلام لم نسمع بأزمة الغاز، مثلا، وبعد السلام وذهاب الغاز الشبه مجاني الى اسرائيل، أصبح الشّجار حول عبوات الغاز.
بل ان المرحوم أنور السادات، قد هادن الاسلاميين، وأرخى لهم عنان حرية العمل والتعاطي مع الشأن العام، لتمرير، مشروع زيارته الى القدس، وقد أشار الاستاذ كمال الى ذلك، فجاءت النتيجة، توسع الاسلاميين في السيطرة على الناس، ثم جاء اغتيال السادات على يد أحد هؤلاء الاسلاميين.. وكان أن ذهب الشعب المصري ضحية سلام ورخاء وهميين، وحركة أصولية أرجعته الى مجاهل التاريخ البدوي والعشائري..
تبقى النقطة الأهم، ليس بالنسبة لي كفلسطينية فقط، ولكن لكل قارىء جيد للتاريخ، ان لم أقل لكل صاحب ضمير، لا ينحاز لمصالح آنية أو خاصة.. ألا وهو موضوع القضية الفلسطينية، والتي لا تعود بتاربخها الى زمن سحيق مختلف على قر اءته، انه فقط يعود الى عام 1948، أي أن شهوده ما زالوا أحياء برزقون، وما زالت الوثائق السرية وغير السرية، تشهد على ما حدث من عملية اختراق للتاريخ. قال الاستاذ كمال بما معناه، بأننا نحتاج الى قوة تقلم أظفارنا وتقودنا الى السلام، وكأنك يا أستاذي الكريم لا تعيش في هذا الكوكب، وترى ذلّ الفلسطيني وهو يستجدي السلام، على فتافيت من أرضه التي عاش عليها، قبل الديانات الابراهيمية الثلاثة.. وهذا واضح وثابت حتى في العهد القديم ولا لبس فيه.
ان الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي، هو صراع ثقافي وحضاري بلا شك، ولكن هذا لا يعطي الحق لهم بغزو البلاد وتطهيرها عرقيا من أصحابها، فاذا كانت قضية بهذا المستوى لا تهزنا من أعماقنا، فأي علمانية أو تمدن علينا أن ندّعيه؟
اضافة الى الخلط المتعمد أو الغير متعمد، من أستاذنا الكريم، وهو رفض شعوبنا لتقبل الآخر، وكأن الآخر هو فقط اسرائيل.. نعم ان الديانات كلها هي مصدر نفي للآخر، حين تحجز الجنة لأتباعها، وتقصيها عن الآخرين.. كعلمانية، أفهم رفض الآخر بثقافته وقيمه في الحرية والديمقراطية وحرية التعبير والمواطنة الصحيحة، ومن هذا المنظار نتفق معا.. لكنك يا أخي اقتصرت رفض الآخر باسرائيل، التي أقصت شعبا بأكمله وحوّلته الى مشردين، وسكان مخيمات! هل زرت مخيمات فلسطينية في حياتك، وشاهدت كيف يعيش من كان له أرض وبيت، أصبح يسكنها الآن أناس من كل أصقاع الأرض؟
وكلمة حق يجب أن تقال عن مجتمعاتنا، برغم كل التخلف الذي يلفّها، بأن اليهود لم يعاملوا، بانسانية وحرية كما عاشوها في البلاد العربية، في الوقت الذي كانوا يساقون فيها الى المحارق في أوروبا. وفي فلسطين كان الزواج بين اليهود والفلسطينيين شائعة وعادية، وهناك الكثير من الفلسطينيين ومن مسؤولي م ت ف، من أمهات يهوديات.
يبقى سؤال بسيبط: لو طرد القبطي من مصر وعاش الذلّ الفلسطيني، فهل سيكون موقفك هو ذاته من عرب مصر؟ ولو قيل للكردي، لا حق لك بأرض أو وطن، قدرك التوزع بين دول تنكر عليك مجرد التحدث بلغتك الأم، فما هو موقفه عندئذ؟؟
ان موقف أستاذنا كمال، انما يدعّم الخلط الغير منطقي والتعسفي، أو لنقل الثنائيات التي لا تلتقي: العلمانية والوطنية .. بمعنى أنت علماني، فأنت ملحد وغير وطني.. أنت وطني يعني انك أصولي واسلامي.. هذا الخلط المنافي للعقل.. فالغرب الذي يدهشنا بقيمه وحضارته وثقافته، وأنا من أكثر المنادين بالتعلم والأخذ به، لا يسيّب حدوده، ولا يسمح لأحد بالاقتراب من أرضه!!



#حنان_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء
- بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..
- الذاكرة تثمر في الشمال البارد
- على خطى ابن رشد التنويرية
- صراع الآلهة على الأرض
- آسف... فقد انكرتك يا أختي
- لا تعترفوا لهم
- الحيوان بين ثقافتين!
- ابحار في الذاكرة
- رحلة شاعر عبر التاريخ والشعر
- أعداء الحياة يغيّرون وجهة الصراع
- جغرافية الهوس الديني
- جامعة بيروت العربية... صرح علمي يتألق التغيير بين الرؤية وقو ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان بكير - اشكالية العلاقة بين العلمانية والوطنية