أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يريف اوفينهايمر - العنصرية تعربد في صفد














المزيد.....


العنصرية تعربد في صفد


يريف اوفينهايمر

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 19:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


معاريف - 10/11/2010: الشرف الضائع للديمقراطية الاسرائيلية، اليهودية والدولة بأسرها أنقذه هذا الاسبوع شخص واحد، عجوز ابن 89 سنة يدعي الياهو تسفيئيلي، من سكان مدينة صفد. رغم الاحتجاجات، الفتاوى والتهديدات باحراق بيته، قرر تسفيئيلي مواصلة تأجير شقته لطالبين عربيين والخروج على الملأ ضد العنصرية وكراهية الاقليات التي باتت نصيب العموم في دولة اسرائيل. وقفته الوحيدة ولكن المتينة حيال الحاخام الرئيس لصفد، شموئيل الياهو وزعرانه الذين يملأون المدينة بالمناشير النكراء، أكدت أكثر فأكثر كم عنيف وعنصري المجتمع الذي نعيش فيه وكم كفت المنظومات التي يفترض بها أن تحمي حقوق الاقلية في النظام الديمقراطي عن أداء مهامها.
يمكن فقط أن نخمن حجم الاحتجاج والعاصفة العامة لو أن حاخام مدينة صفد حظر تأجير الغرف للاثيوبيين، الشرقيين، الاشكنازيين او العلمانيين. عندها كانت البلاد ستضج وتصخب. وكل سياسي عادي كان سيقف في الطابور كي يقفز على اللقية ويجري المقابلات الصحفية ويحتج على العنصرية والتمييز الذي اجتاح مطارحنا. ولكن عندما ينشر الحاخام الياهو فتوى تحظر تأجير شقة للطلاب العرب، فان البلاد تكون صامتة وغير مبالية، لا احتجاجات، لا مظاهرات وبصعوبة رسالة الى أسرة التحرير. يبدو أنه مخيف بعض الشيء مغادرة الحضن الدافىء للاجماع ولو للحظة والدفاع عن حقوق العرب، سكان الدولة الذين كل خطيئتهم هي في رغبتهم في التعلم، ونيل الثقافة والانخراط في المستقبل في سوق العمل.
زعماء الطلاب، الذين أعلنوا منذ وقت غير بعيد عن نيتهم مكافحة اللامبالاة من أجل مجتمع عادل وسليم، لم يجدوا من الصواب الخروج في احتجاج صاخب ضد المس برفاقهم في مقاعد الدراسة وبدلا من ذلك عادوا ليصطدموا بالجمهور الاصولي على خلفية منح المخصصات لطلاب الدين. عندما يدور الحديث عن جيوب الطلاب او عن صراع متزلف للجمهور ضد الاصوليين فان رؤساء الجامعات ايضا يعطلون الدراسة لغرض اخراج الطلاب للتظاهر. ولكن عندما تكون حاجة لتضامن حقيقي من جمهور الطلاب مع زملائهم العرب المنبوذين والمهانين فقط بسبب أصلهم ودينهم، يسود الصمت الذي تقشعر له الابدان في أروقة المؤسسات الاكاديمية وأصوات الاحتجاج تبقى من نصيب "اليسرويين" ذوي النفوس الطيبة.
من غير المفاجىء ان تكون الساحة السياسية أيضا صامتة. العمل يتلعثم، وأمراء الليكود يملأون افواههم بالمياه ويفضلون ترك الهالة البيتارية في صالح تبني لغة وايديولوجيا ليبرمان التي استشرت في اروقة الكنيست. وبدلا من الخروج في نداء لتنحية حاخام مدينة صفد والتنديد بفتواه، اختارت الحكومة الدفع الى الامام بقانون لجان القبول الذي يمنح امكانية قانونية للبلدات بقبول أو رفض ساكن جديد بناء على انتمائه الديني، العرقي أو بتعبير أقل غسلا، حسب انتمائه العنصري.
كما أن من توقع بان يأتي الخلاص من جهاز فرض القانون مرشح لخيبة الامل. وزير العدل، المستشار القانوني للحكومة والنائب العام للدولة، لم يصدر أي منهم الامر للشرطة بفتح تحقيق ضد حاخام صفد للاشتباه بالتحريض على العنصرية. وعلى نحو يشبه تلك الايام التي سبقت اغتيال رابين، فان العنف والعنصرية يسيطران على الشارع وفي وزارة العدل تسير الامور على عادتها والمواجهة مع مواصلي درب كهانا وعقيدته لا توجد على جدول أعمال سلطات فرض القانون في اسرائيل.
بعد عدة عشرات من السنين، عندما سيأتي احفادنا وابناء احفادنا ليسألون أين كنا وماذا فعلنا عندما عربدت دولة اسرائيل العنصرية وحقوق المواطن ديست باسم الدين وتحت رعاية القانون، فان معظمنا سيتلعثم وسيحاول التبرير. من حظ القليل مثل الياهو تسفيئيلي الذي تجرأ على الخروج في هذا الوقت ضد الجموع المتحمسة، سيكون بوسعهم في يوم من الايام ان يقولوا بصوت عالٍ: لم تكن أيدينا ملطخة بهذه الافعال.



#يريف_اوفينهايمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- لقطات مروعة وثقتها كاميرا مثبتة على جسد ضابط وهو يضرب سجينًا ...
- بعدما حاول منعه سابقا... ترامب يطلب من المحكمة العليا تعليق ...
- محلل عسكري: الاتحاد الأوروبي يعاقب نفسه ولا حاجة لروسيا أن ت ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجمات إرهابية ضد ضابط بوزار ...
- نصيحة غذائية بسيطة لتحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول
- أبرز الروبوتات الشبيهة بالبشر في 2024
- أمل ينبعث من ركام الحرب في سوريا.. زوجان مسنان يعودان إلى من ...
- زاخاروفا: الإنصات لزيلينسكي خطير لسببين
- موسكو: الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تحضران لاستهداف الق ...
- وزير خارجية الهند يناقش المشاكل العالمية مع مستشار ترامب


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يريف اوفينهايمر - العنصرية تعربد في صفد