جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 21:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لايخفي على احد ان كلمة (خندق) حتى على السطح تظهر دخيلة على العربية. فهي استعارة من الفارسية (كنده) من فعل (كندن) بمعنى (حفر- يحفر). تتحول الهاء الفارسية احيانا الى الى القاف و احيانا الى الجيم في العربية كما في كلمة (برنامج) من الفارسية (برنامة).
و لكن الشئ الذي يثير الاهتمام هنا ايضا هوان حرب الخنادق لم تكن معروفة في الجزيرة العربية و ربما لم تساعد الطبيعة على ذلك رغم ان (الغزوات) كانت مهمة او بالاحرى وسيلة اقتصادية طبيعية عند القبائل الصحراوية للحصول على مصدراضافي للرزق و من الجدير بالذكر ان كلمة (غزو) دخلت اللغات الاوربية على شكل ghazi او Razzia الى الانجليزية و الالمانية عن طريق الفرنسية من العربية الجزائرية.
يقال ان محمد استشار أصحابه وقادته قبل غزو الخندق في الحرب فقال سلمان الفارسي: إن القليل لا يقاوم الكثير، قال محمد: ماذا نصنع؟ قال سلمان: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق.
و نحن نلاحظ ايضا بان كلمات التي تشير الى الحرب مثل (العسكر) من اللاتينية exercitus و (الجندي) التي هي استعارة من الفارسية gund عن طريق السريانية كلمات دخيلة ايضا لانها ظواهر تقنصر فقط على امبراطوريات و حضارات عريقة لا تحتاجها القبائل البدوية في الصحراء اي ان الفرس ساعدوا محمد على انقاذ نفسه و انصاره وان ينتصر اخيرا على مكة . راجع بهذا الخصوص كتاب ديوان عمر بن الخطاب للخبير الالماني Rudiger Puin لترى كيف تعلم المسلمون العرب الادارة في زمن عمر بن الخطاب من الفرس المجوس.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟