سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 15:44
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
عجز الادارة الامريكية عن تستير احتلالها للعراق
والسيطرة على تنافس ادواتها
اضطر السفير الامريكي ومبعوث اوباما بايدن للتدخل علنا لانهاء ازمة تشكيل الحكومة العراقية وحل التنافس بين ادوات احتلالهم على كراسي السلطة , بعد ان استمر التنافس ثمانية اشهر وتطور الى صراع استخدمت فيه جميع الكتل السياسة المتنافسة كل وسائل الارهاب الدموي التي تمارسها فصائل ارهاب قوات الاحتلال,بل وبنفس ادواتها, حتى اصبح العراق مسرحا لافضع الجرائم لارعاب البشرية عموما واخضاعها للهيمنة الامريكية. وصولا الى تنفيذ جريمة كنيسة النجاة قي بغداد التي هزت ضمير العالم وسجلت احلك صفحات تاريخ البشرية وافضع جرائمه, باشراف وتوجيه من قوات الاحتلال التي شهد العالم وقوفها على ابواب الكنيسة حتى اكمل الارهابيون مجزرتهم بحجة عدم التدخل وتحمل قوات الامن العراقية لمسؤليتها!! . لتفاجأ الادارة الامريكية بردة فعل الانسانية على هذه الجرائم وتحميلها مسؤليتها ولاسيما بعد نشر وثائق وكيليكس التي توثق تحميلها مسؤلية جميع ما اقترف من جرائم بحق الشعب العراقي خلال سبع سنوات من الاحتلال, وفقا للقانون الدولي, باعتبارها الدولة المحتلة, ورغم كل ادعاءاتها بانهاء الاحتلال . بل وتوثيق مساهمتها وادارتها لكل تلك الجرائم. وتتصاعد الحملة العالمية المطالبة بمحاكمة اقطابها كمجرمين حرب ضد البشرية. الامر الذي اضطرها الى انهاء ازمة تشكيل الحكومة بعد ان عملت على استثمار اطالتها في احكام هيمنتها على ثروات العراق النفطية من خلال جولات تنافس شركاتها على عقود استثمار النفط لعشرات السنين بعيدا عن اية رقابة برلمانية وعن اي تحرك جماهيري .
ويعكس تشكيل الحكومة الحالية عجز قوات الاحتلال عن احداث اي تغيير في ادواتها رغم كل محاولاتها في اسناد علاوي لتطويق النفوذ الايراني المتصاعد في العراق والمنطقة , سواء عن طريق تمكينه من الحصول على الاغلبية البرلمانية اواعلان تايد تبوئه رئاسة الوزراء . فقد عجزت عن تجاوزاختلال توازن القوى بين مزدوجي الولاءات لصالح كتلة المالكي في ولائها المزدوج الامريكي الايراني على ولاء علاوي المزدوج الامريكي العربي المزيف, الذي يمكن ان يعرضه لضغوطات وطموحات القوى الوطنية والعربية المخدوعة به.فاضطرت الى التدخل علنا لفرض المالكي غير عابئة بالرأي العام العالمي والعراقي وباحتجاج علاوي واعلان تعرضه لخيانة الادارة الامريكية على الملأ, وما يقدمه من درس لسائر ادوات المحتلين من ان ليس للمحتلين ادوات دائميين وانما مصالح دائمة. فان ادامة احتلالها للعراق من خلال نفس القوى الحالية التي حققت التوازن بين المصالح الامريكية والايرانية , اضمن من البديل الاخر وما يضيفه من مشاكل .
ويبقى تحقيق البديل التحرري رهن بنضال الشعب العراقي المتصاعد والمتعدد الوسائل والاساليب والمسند بدعم قوى البشرية المفعمة بالتعاطف مع معاناته وبنضالاتها المتصاعدة في تجريم الادارات الامريكية المتعاقبة وتحميلها مسؤلية حروبها وجرائم احتلالها
سعاد خيري في 12/11/2010
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟